نحن اميون عاطفياً..
نحن اميون عاطفياً..
بعض الناس يزينون المكان بحضورهم، والبعض الآخر بانصرافهم..
نحن نكـبر يومـا بعد يوم، لكننا لا نتغير
كل مـا في الامـر أننـآ نغـدو أكثـر تعـقيداً
ونبقى في داخلنا نشبه الطفل الاول الذي كناه يوماً
بـ نفس شغفهُ القديم لــ سماع قصـةة تـلو أخرى وأخرى
الـذين يصمـتون يرتفـعون عن الارض قلـيلا، لا تـعود اقدامهم وأجسـادهم ملتـصقة بهم.
الـذين يصمـتون ينسـحبون من جمـهرة الأرض كـي يحتفلوا بـ ذاتههم.. كـأن الأحتـفاء بالذات لا يتم الا بالـعزلةة.. كـأن الأحتـفاء بالـحياة لا يتم إلا بـ الصمت.
" الحبُ لا يجمع المتشابهين,, الحب يجمع المختلفين دائماً.. ك أثنين بينهما فارق في العمر، أو احدهم يعشق الاهتمام وآخر يحتويه البرود،،
أو قد تغير نفسك من أجل شخص بينما هو لا يغير،، إثنين أحدهما له ماضي والاخر يحب لأول مرة! "
اليوم نهضت من سريري قبل السادسة صباحاً بدقائق، نومي كان مضطرباً على جري العادة، لقد عاينتِ ذلك بنفسك قبل الآن، الضجة التي كانت تصدر عن حركتي كانت تزعجكِ، أعرف ذلك رغم أنكِ لم تبدِ انزعاجك، أتذكرين؟ اتجهت للمطبخ فقد كان علي القيام بعمل أخبرتك عنه في الليلة الماضية، لكنني لم أستطع أن أشرع بالعمل مباشرةً. فقد ألقيت نظرة من النافذة و حينها تذكّرتكِ من خلال السماء التي لم تكن تستحوذ على انتباهي قبل أن تخبريني بالسلام الذي يغمركِ عند تأملها. لقد كانت صافية إلى حد كبير. الشمس لم تكن مشرقةً بعد ولكن ضوء ما كان يلوح بالأفق، الهدوء كان مهيباً، الجو كان بارداً و الأرض مبلّلةً بفعل زخات المطر الخفيفة، ثمة شيء لا أستطيع وصفه فلم أشعر به قبل الآن و لكن يمكنني القول أن الكون بأكمله بدا خالياً تماماً. عادةً أبدأ صباحي بقهوتي و لكنني هذا الصباح حضّرت كوباً من الشاي الذي أحضرتيه لي. في تلك اللحظة كان الوقت يشير إلى الساعة السادسة و النصف و مع ذلك لم أكن قد أنجزت شيئاً مما كان علي القيام به أبكر من ذلك. مددت يدي لمحفظتي و تناولت صورتك منها، قد تكون مجرد صورة جواز سفر بالنسبة لكِ و لكنك تعرفين أنها تعني لي أكثر من ذلك. شرعتُ بالتدخين و شرب الشاي، و لكنني لم أفتح النافذة هذه المرة فأنتِ لستِ هنا و الرائحة لن تزعجكِ بعد الآن. شردت للحظات مع موسيقى أغنيتكِ المفضلة و فجأة سيطرت علي فكرة أنك ستأتين في الحال،أدرك أن ذلك كان مستحيلاً و المسافة بيننا بعيدة جداً ولكن اختلط عندي الوعي باللاوعي و كل منهما أخذ مكان الآخر، فمثل هذه الأفكار كانت تراودني و تعزّيني في اللاوعي أما في هذا الصباح، في هذا الصباح بالتحديد بدت فكرة مجيئك محتملة و حقيقة هائلة لا يشوبها أي شك. أعيها كما أعي وجودي و أكثر من ذلك. لا أعرف إن كنتِ ستفهمين هذه الفوضى التي أشعر بها و لكنني أنا أفهمها.