عاش رسّام عجوز في قرية صغيرة، وكان يرسم لوحات غاية في الجمال ويبيعها بسعر جيّد.
في يوم من الأيام أتاه فقيرٌ من القرية وقال له: أنت تكسب مالًا كثيرًا من أعمالك، لماذا لا تساعد الفقراء في القرية. انظر لقصّاب القرية الذي لا يملك مالًا كثيرًا ومع ذلك يوزّع كل يوم قطعًا من اللحم المجّانية على الفقراء.
ردّ عليه الرسام العجوز: أنا لا أملك مالًا لأساعد به أحدًا.
خرج الفقير منزعجًا من عند الرسّام وأشاع في القرية بأنّ الرسام ثري ولكنّه بخيل، فنقم عليه أهل القرية.
بعد مدّة مرض الرسّام العجوز ولم يعره أحد من أبناء القرية اهتمامًا ومات وحيدًا.
مرّت الأيّام ولاحظ أهل القرية بأنّ القصّاب لم يعد يرسل للفقراء لحمًا مجّانيًا. وعندما سألوه عن السبب، قال بأنّ الرسّام العجوز كان يعطيه كل شهر مبلغا من المال ليرسل لحمًا للفقراء، والآن وقد مات توقّف ذلك.
العبرة :
لا تحكم على أحد من ظاهر ما تراه منه، فقد تكون في حياته أمورٌ أخرى لو علمتها لتغير حكمك عليه كليًا