في مشهد متكرر من أهوال الحرب في سوريا ظهرت صورة هزت العالم كله، هذه الصورة التي جعلت الدموع تنجرف من قساة القلوب، فقد كانت هذه الصورة هي خلاصة الكلام عن أهوال الحرب في حلب ، فهي صورة الطفل عمران والتي اجتاحت كافة المواقع الإلكترونية العربية والعالمية والتي قد حازت على أعلى نسبة من التعليقات والمشاهدة خلال يوم واحد من تداولها ، فقد بدى الطفل وعليه كافة علامات الذعر من بعد إنقاذه من تحت الأنقاض وهذا المشهد يذكرنا بالطفل إيلان ذا الثلاث أعوام والذي قد لقي مصرعه بطريقة مأساوية كغيره من أطفال سوريا غرقا ووجدت جثته مستلقيا على بطنه على شاطئ بودروم جنوب غرب تركيا وقد اهتز العالم كله لهذه الصورة والتي تكشف حال الشعب السوري ولكن بلا أي جدوى فمازال مسلسل انتهاك الشعب السوري لاسيما الأطفال مستمرا!! ولكن ما هي قصة الطفل عمران الذي تم إنقاذه من تحت الأنقاض من دون أن يبكي.
من هو الطفل عمران الذي هز مشاعر العالم ؟
الطفل عمران دقنيش هو طفل لم يتجاوز عمره الخمس سنوات تعرض منزله لقصف في حي القاطرجي بحلب بقنبلة خلال غارة جوية وقد قام المنتشلون بانتشاله من تحت الأنقاض ثم انتشلوا شقيقه خمس سنوات ثم شقيقتيه ثمانية أعوام و11 عاما ثم انتشلوا الأب والأم والآن وجميعهم أحياء ، وقد تعرضت العائلة لانهيار حائط الغرفة عليهم جميعا ، وقد رفض والده التقاط بعض الصور له خوفا على عائلته .
مصور الطفل عمران يكشف الحقيقة
المصور محمود رسلان هو المصور الذي قام بالتقاط الصورة التي أذهلت العالم للطفل عمران فقد أشار أنه لم يرى في حياته طفل تم انتشاله من تحت الأنقاض لم يصرخ ولكنه رأى عمران يجلس صامتا في سيارة الإسعاف على مقعد بداخلها حيث يروي رسلان بأنه كان عليه هو والمنتشلون أن يتخطوا ثلاث جثث قبل دخول المبني الذي انهار فوق عائلة عمران لذلك اضطروا إلى التوجه إلى مبنى ملاصق لسحب عمران وأفراد عائلته من شرفة لشرفة وعند وضعه بداخل سيارة الإسعاف لن يصرخ ولكنه بشكل عفوي قام بإزاحة الغبار من على وجهه ليكتشف أنه وجهه ملطخ بالدماء فكان الطفل في حالة صدمة وتائه ومذهول وفي نفس الوقت أبكى العالم من حوله.
متى بكى الطفل عمران؟
تعرض الطفل عمران لجروح في الرأس وقد تم إسعافه وعلاجه في المستشفى، ولكن ما أثير الجدل وتعاطف الجميع مع عمران هو عدم صراخه أو بكائه ولكن الممرضة التي كانت معه كشفت لحظة بكاء عمران حيث قالت بأن الطفل كان يعيش في وقع من الصدمة فور انتشاله من تحت الركام ولم يقل أي كلمة سوى السؤال عن والديه وحينما رآهم بدأ بالبكاء وكأنه لم يكن متوقعا نجاتهما معه.
ردود مواقع التواصل الاجتماعي
أثار الطفل عمران ضجة عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف العربية والعالمية وقد كان الفيديو الذي يعرض حالة عمران بعد انتشاله من تحت الركام صدى كبير جدا خاصة من وسائل الإعلام الغربية حيث تم تداول صورة عمران من قبل المستخدمين الناطقين باللغة الإنجليزية ، حيث عبر النشطاء عن مدى تعاطفهم مع الطفل عمران وأطفال سوريا كما انهالت التغريدات التي تعبر عن مدى حزن المستخدمين وانهيارهم من رد فعل الطفل عمران الصامت الذي أدخل العالم كله في نوبات البكاء ، وقد قام النشطاء بوصف هذا الطفل ب” طفل الحرب” كما وصفته بعض الصحف باسم ” رمز الحرب السورية” ، وقد قام النشطاء بنشر الرسومات والصور التعبيرية والتي تنقل حالة الطفل عمران للعالم كله والتي تذكرنا بالطفل السوري إيلان ، وإليكم هذه الصور
نهاية
أصبح الوضع في سوريا وضع لا يمكن السكوت عنه في ظل صمت العالم عن أهوال قصف حلب هذا القصف الذي يحول المنازل رمادا في غمضة عين حتى يقضى عليهم مرة واحدة ويدفنوا في مقابر جماعية تحت الأنقاض، فالطفل عمران لم يكن الطفل الأول ولا الأخير من ضحايا الحرب في سوريا بل هو رمز لما وصل إليه الشعب السوري، فهذا الطفل الذي لم يتجاوز عمره الخمس سنوات والذي بدأت حياته مع بداية الحرب في سوريا لم يتعرف على أي معنى من معاني الأمن والاستقرار بل بدأ حياته على القصف، بأي ذنب قتلت هذه البراءة؟؟ في نفس الوقت الذي يعيش فيه بقية أطفال العالم في جو آخر يملؤه اللعب والمرح؟!! فحقا إصابات الجسد يمكن أن تعالج ولكن إصابات الروح والعقل لا تعالج وتظل عالقة في الذاكرة ، فمن المسئول عن عمران وغيره من الأطفال في سوريا إذن!! نجاهم الله جميعا من هذه الأهوال .