تلعب الرياضة دورآ حيويآ وهامآ في تحسين الصحة بشكل كبير ، فإلى جانب أن الرياضة تساعد من يمارسها وخاصة بإنتظام على الحصول على وزن مثالي وقوام رشيق ومتناسق ، لكن تساعد الرياضة أيضآ على تحسن الصحة ، والتمتع بجسد قوي وسليم والاهم من كل ذلك جسد خال من الأمراض والمشكلات الصحية التي تؤثر على حياة الإنسان بشكل عام وتسبب له الكثير من المتاعب الصحية والنفسية ، لذلك فدائمآ ما نجد الرياضيين يتمتعون بجسد متناسق وصحة جيدة ، فعلى الأقل لا يعانون من الامراض المزمنة التي تؤثر على صحتهم وحياتهم ، ويعود الفضل في ذلك إلى ممارسة التمارين الرياضية بإنتظام .
وقد ربط العديد من الأطباء بين فائدة الرياضة وأهميتها في علاج الكثير من أمراض القلب ، فالرياضة تفيد عضلة القلب بشكل عام ، حيث تقوم الرياضة بزيادة نشاط عضلة القلب كما تنظم ضربات القلب فتسير بإيقاع واحد منتظم ، بالإضافة إلى تنشيط الدورة الدمويةوزيادة تدفق الدم للجسم كله ، لذلك فإن الرياضة تعد هامة ولازمة بالنسبة لمرضى القلب على وجه الخصوص ، فبعض الأمراض القلبية يشترط الأطباء في علاجها على المرضى أن يمارسون التمارين الرياضية بإنتظام ، حيث تعمل الرياضة جنبآ إلى جنب مع العلاجات الطبية على الشفاء من الكثير من الأمراض القلبية الخطيرة .
وأحد أخطر الأمراض القلبية هو مرض الذبحة الصدرية ، والذبحة الصدرية مرض خطير ينشأ نتيجة تراكم الدهون في الشريان التاجي و قيام هذه الدهون بمنع الدم من التدفق بشكل طبيعي ومنتظم إلى القلب من خلال الشريان التاجي ، فالشريان التاجي هو أهم شرايين القلب ، وهو السئول عن غذية القلب من خلال إمداده بالدم الذي يحتاجة بشكل مستمر دون توقف ، وعندما يمنع الدم من المرور إلى القلب أو تقل كمية الدم الواصلة إلى القلب فإن القلب يبدأ يعاني من نقص المدد ، ويترتب على هذه الحالة أضرار صحية غاية في الخطورة ، وتستوجب علاجآ سريعآ للسيطرة على هذا المرض قبل أن يسبب أضرار أخرى بالقلب .
و للذبحة الصدرية نوعان أساسيان ،فهناك الذبحة الصدرية المستقرة ، والذبحة الصدرية غير المستقرة ، وتعرف الذبحة المستقرة بأنها هي الحالة المزمنة التي يمر بها المريض بشعور مؤلم بالصدر عند التعرض لمجهود بدني كبير مثل ممارسة الرياضة ، و يمكن للطبيب المعالج في هذه الحالة التنبوء بالذبحة الصدرية ومدى الألم الذي من الممكن أن تسببه للمريض ، كما يمكن للطبيب من خلال الفحوصات التعرف على مدى التعافي من المرض ، أما بالنسبة للذبحة الصدرية الغير مستقرة فتعد هي الحالة التي تحدث فجأة دون حدوث أي أعراض تحذيرية لها ، فتأتي بشكل مفاجيء وغير متوقع ، و غالبآ ما تنشأ هذه الحالة في وقت الراحة والاسترخاء ، بعكس النوع الأول الذي يظهر بوضوح بعد قيام المريض ببذل أي جهد ، أو القيام بمجهود بدني شاق .
وقد أكد العديد من الأطباء بمعهد أمراض القلب بالولايات المتحدة الأمريكية أن نسبة 70 % من مرضى الذبحة الصدرية يشعرون بتحسن كبير في الصحة بعد القيام بممارسة التمارين الرياضية بإنتظام ، كما أن الرياضة تخفض من خطر التعرض للإصابة بالذبحة الصدرية وتكرارها من جديد ، فهي تعد وقاية أيضآ من الغصابة بالذبحة الصدرية للأشخاص الأصحاء أو المرضى .
نصائح لمرضى الذبحة الصدرية عند ممارسة الرياضة :
1 – الإنتظام : يجب أن ينتظم مريض الذبحة الصدرية على ممارسة التمارين الرياضية ، فالاستمرار لفترة والإنقطاع بعدها لا يحقق الفائدة المرجوة من الرياضة .
2 – استشارة الطبيب : كل حالة مرضية لها ظروفها وما يخصها من عوامل ، والطبيب المعالج هو فقط من يكون على دراية كافية بهذه الأمور ، لذلك فيجب على المريض قبل البدء في ممارسة الرياضة أن يسأل طبيبه عن أفضل التمارين التي يمكنه ممارستها دون أن يسبب أي ضرر لعضلة القلب ، والاستفادة في الوقت نفسه من الرياضة .
3 – تنظيم التنفس : إن تنظيم التنفس أثناء ممارسة التمارين الرياضية يساهم في تحسن ألم الذبحة الصدرية بشكل ملحوظ للمريض ، ومع الإنتظام يزول الألم بشكل كامل .