صفحة 39 من 157 الأولىالأولى ... 293738 3940414989139 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 381 إلى 390 من 1561
الموضوع:

مايك المنتدى - الصفحة 39

الزوار من محركات البحث: 44837 المشاهدات : 155433 الردود: 1560
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #381
    من اهل الدار
    فــــوبيا
    تاريخ التسجيل: September-2010
    الدولة: البصرة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 3,899 المواضيع: 296
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 3559
    مزاجي: كما تريد
    المهنة: عامل تنظيف دردشة
    أكلتي المفضلة: عيناكِ
    موبايلي: آيفون
    آخر نشاط: 8/December/2020
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى فوبـــيا
    شكرا لمن شرّفني وزرعني هنا نبضا يشي بقلب المواصلة وينبي بعجزي في أن أثمر في أفيائكم قطافا معرّفا وأسئلة يانعة لمن يريد استطعام تاريخي مع ذاتي وطفلي المتشرد في دمي ، قريني الذي أورثني كل هذه الشيخوخات المتكررة في الجسد والعمر نفسيهما ، طريقتي في فهم الحياة وفلسفة أوجاعها وخساراتها المتواترة ، إنه الشعر أيها السادة ، ولعلكم تنتظرون أن أقف الآن حائرا أشبه ألكترونا دائخا في فضاء ذراتكم الكونية ، على أن أكمل جملتي في توجيهي الشكر وأنا أتهمكم جميعا بخيانة القبح، أحاكمكم جميعا بالحب المؤبد مع الأشغال الشاقة في قلبي ، شكرا لك صديقي الجميل رامي على هذه الاستضافة الطيبة ، وآمل أنكم ستستمعون في إقامتي بينكم في هذا الحيز المثير للاهتمام والباعث على التواشج والتعارف على نحو أقرب ، شكرا لجميع من يبدي رأيا ويترك تعليقا طيبا ولمن يكتفي بالقراءة وعدم التعليق لأسباب تتعلق بأمن العالم ! ههههههههه ، ستصيبكم جميعا لوثة المحبة والشكر ، ستنتقل إليكم العدوى بالتساوي حتى تهلكوا جميعكم في روحي .... لا أجيد الحديث عن نفسي ، غير أني شخصية بسيطة غير مركبة وإنسان غير مهتم على الإطلاق ، غير مهتم بتأثيث حياتي على نحو عقلاني أو منظم ، أنا ببساطة صعلوك جيد ، الصعلكة بنسختها الجمالية والفنية ، أؤمن بالحياد والاعتدال في كل شيء إلا في حبي لحبيبتي ، فأنا متطرف في الحب وأتعصب حتى للشعيرات التي تتساقط من رمشيها ، لن أطيل عليكم المكوث في هذه الزاوية الحادة من الرأس ، أكتب لكم الآن من شتاء يناير عام 1982 ، من البصرة تحديدا ، حيث تحولتُ في يومها إلى صرخة وقفزت مطالبا بالحليب والأوكسجين لأول مرة ، حدث ذلك في مشفى الموانئ في المعقل ، اليوم الذي أسماني فيه أبي سراجا وقرر القضاء على عتمة روحه بالكامل ، لقد كنت الطفل الإشكالي في العائلة ، المولود الذي يحظى بتقدير الجميع وينال إعجابهم وكان مقربا من الحزب الأبوي الحاكم ، كنت وسيما وأبيضَ مثل نوايا الجميلات المتمتعات بالثقة بالنفس والعفوية المفرطة ، أتمتع بالجاذبية والامتلاء ، حتى أن أمي رحمها الله أخبرتني ذات مرة أن إحدى الممرضات أبدت دهشتها لبياض وامتلاء قدمي فسقطت في يومها على حجر آذى ركبتي وتفاقم الأمر حتى وصل لبتر الساق مع الركبة ، إلا إن دعاء أمي كان نافذا واخترق الحجب في يومها وتماثلتُ للشفاء بفضل الله ، لقد كان الله في يومها يا أمي يقيس حجم محبتي في قلبك فتحولت كلك إلى إيمان دامغ أقنع الرب فصفح وتجاوز ، لم يكن الأمر متعلقا بكيمياء الحسد ، ودموعي التي لا تسيل دليل على ذلك فقد جسدت محبتك التي لا تقوى لغة على احتوائها كما يجب ، في تلك الفترة سافر أبي مجددا إلى حيث يقتضي عمله .. هذه المرة إلى مدينتي التي نشأت فيها ... كركوك ... كان أبي قد جرب مدنا عراقية متعددة كبغداد والموصل وأربيل ، ولكنه هذه المرة اتجه إلى كركوك ، وقد استهلكتُ هناك عشرين خريفا بالكامل أو ما يزيد ، بدأت الرحلة في كركوك أيها السادة ... وإليكم بعض صورها ... يتبع .......

  2. #382
    من اهل الدار
    فــــوبيا
    كركوك أيها السادة ، تشبه امرأة مغمى عليها من الأناقة ومغشيا عليها لفرط الأنوثة والسحر ، ولهذا عشت مفتونا بها ومأخوذا بعطرها حد هذه اللحظة ، أجدني أبكي في شوارعها وأزقتها حين أزورها ، كنا نسكن في حي عصري وكان على تخوم هذه الحي وديان وتلال تركض على طول الأفق ، وهي تلال حمرين ، لا يمكن وصف الطبيعة الخلابة في تلك المنطقة بالتحديد ، كانت فيها عيون وجداول وشجيرات ونباتات وحيوانات متنوعة ، في صغري كنت مغامرا وحركيا وعابثا كما أنا الآن تماما، كانت لدي شبكة مصنوعة يديويا ، وهي عبارة عن مشبك للبطاطا مربوط بسلك موثق بنصل خشبي ، كانت اختي الكبيرة أم مصطفى تصنعه له في كل مرة ينكسر فيها ، كنت أصطاد فيه الفراش والجنادب والحشرات في تلك الوديان ، أصطادها ومن ثم أطلقها وكنت أشعر بالزهو على أني بدأت أحقق شيئا على المستوى الشخصي وكأنني فتحت القسطنطينية ، كان منزلنا كبيرا ومؤلفا من طابقين ، اتخذت الطابق العلوي ملاذا لقراءاتي وكتابتي ، كانت لدى أبي مكتبة ضخمة تضم مختلف الكتب الثقافية ، ووجدتني هائما بالقراءة والتدوين ، كنت اقرأ وأدون في دفاتر خاصة لم أزل أحتفظ بها إلى الآن ، بدأت الكتابة بشكل سري - خوفا من أنها لا تعجب الآخرين - وكنت وقتها في المتوسطة ، أتذكر أن مدرس اللغة العربية وقتذاك قرأ بعض الأبيات مما كتبته ، وقد سألني لمن هذه الأبيات ؟ فأخبرته أنها لي ، أنا من كتبها ... فسخر مني وقادني معه إلى الإدارة ، التقى بمواطنه في العربية - مدرس آخر - وقال له مستهزئا : هذا يدّعي أنه كتب قد هذه الأبيات ... تصور ، قرأها المدرس الآخر ... وصمت وبدت على ملامحه علامات عدم الاكتراث ، وقال لزميله : إنها غير موزونة !! فأخبره الأول بل إنها كذلك ... ظلا يتشاجران حول بحر هذه الأبيات وقد انسللت منهم وغادرت ، تعلمون أن التسعين بالمائة من مدرسي العربية لا يعرفون ما البحور أو كيف يقطعون الشعر !!! ظل هذا السؤال يأكل رأسي ، ماهو الوزن ؟ كيف يمكن للشعر أن يكون موزونا ؟ ما الذي يقصدونه بكلامهم ؟ ... ومن هنا بدأت رحلتي مع الوزن أو العروض .... يتبع

  3. #383
    من اهل الدار
    فــــوبيا
    كان لي ابن عم مهتم بالأدب يسكن مسافة حي عن منزلنا ، وهو الشاعر ماهر عبد الله ، فذهبت اليه لعله يسعفني بقضية الوزن ، فسألته وأجابني على أنه معيار للشعر فقط ثم قال لي أنه لا علم له بكيفيات اشتغال هذا المعيار ، فرحنا نبحث سويا عن سر البحور ، وقد اشترينا كتابا متخصصا بهذ الشأن ، كان اسمه ( ميزان الذهب ) وهو على ما أذكر لأحمد الهاشمي ... أمضينا أكثر من أسبوع في قراءة هذا الكتاب ولم نفهم شيئا ، حتى أني مزقته واشتريته من جديد ، ولكن هذا المرة قرأت بدقة ، وبعد مخاض عسير تمكنت من فهم اللعبة بشكل بسيط ، فهمت كيف يقطع البيت ، وقد ذهب إلى ماهر مسرعا لأخبره بالأمر ، فقال نعم هكذا يتم الأمر ، حين تمكنت من فهم العروض بشكل جيد تفحصت كل ما كتبته سابقا ، ووجدت قصائدي موزونة !!! استغربت كثيرا ... كيف كتبت كل هذا وأنا لا علم لي بالعروض ، هذه المرة تشجعت وقررت الذهاب لشاعر معروف لأعرض عليه ما كتبته ، كان في المدينة شاعران معروفان ، أولهما الشاعر الكبير هزبر محمود وكان يسكن قريبا منا ، والشاعر الراحل رعد مطشر ، قررت في وقتها الذهاب إلى رعد ، وكان رعد مطشر يدير الصفحة الثقافية لصحيفة المدينة الرسمية والمقروءة ، وكان لديه مكتب استنساخ في وسط المدينة بالقرب من مقهى الأدباء للأستاذ المسرحي قاسم فنجان ، دخلت محل رعد الصغير وقد كنت ارتجف ، سلمت ورد السلام بحفاوة وطلب مني الجلوس وقد كان منشغلا بشخصين ، بعد أن غادر الشخصان غادرت اللغة معهما ولم أتمكن من الحديث معه لشدة الرهبة ، تشجعت وقلت له أني أكتب وأريد منك معاينة هذا ، أخذ مني الدفتر وقال بكل سرور ، أبقيه عندي إلى أن أتم قراءته ، شكرته وغادرت ، مر أسبوع وقد مررت بشارع أطلس كالعادة لشراء الجريدة ... وهنا كانت الصدمة ... في الصفحة الثقافية هناك قصيدة لي ... معقول ؟؟ يا الهي ، لا يمكنكم تخيل حجم تلك الفرحة العارمة ، لقد اشتريت نسخا من الجريدة بكل ما أملك من مال وعدت سيرا على الأقدام ، كنت أتأمل اسمي كيف مطبوعا على الجريدة وأعيد قراءة القصيدة ، دخلت مسرعا إلى البيت وكأني أحمل الأوسكار .... لقد نشروا لي في الجريدة ...قرأ والدي القصيدة وبعدها بلحظات ثارت ثورته !!!! ماهذا ؟ أي انحطاط هذا ؟ ما هذه الكلمات المخجلة وما هذه الصورة الفاضحة التي مع القصيدة ؟ ولم عنوان القصيدة بهذا الشكل الفاضح ؟؟؟ كانت القصيدة بعنوان ( رعشة حنين ) وكانت على مجزوء الرمل على ما أذكر ... لكن أبي أغضبته القصيدة وصورة الفتاة التي كانت قربها ، أخبرته أن لا شأن لي بها فهذه الأمور متعلقة بالتحرير لكن الأمر لم يفلح ، فقد فرض علي حظرا ... ومن هنا بدأت مرحلة التمرد .... يتبع

  4. #384
    من اهل الدار
    فــــوبيا
    لم أهتم لما حصل وتوجهت لرعد للقائه وشكره ، التقينا وقد احتفى بي كثيرا وسلمني دفتر النصوص وقال لي أنه همّش على بعض الملاحظات ومن ثم قال لي : إنك تشبه من يمتلك كتلة من الذهب ولا يعرف صياغتها !! وبعدها نصحني بترك الكتابة تماما والتوجه للقراءة فقط ، وقد اختار لي بعض العنوانات ، وبالفعل بدأت رحلة القراءة الموجهة ، بدأت باقتناء الكتب الخاصة بالأدب كدوواين الشعر والروايات حتى ألفت مكتبة لا بأس بها ، كنت أكمل الرواية بيومين أو ثلاثة مع تدوين بعض السطور التي تأسرني ، حين أكملت الإعدادية منحت مكتبتي بالكامل كهدية لأحد باعي الكتب على الرصيف ، وبعدها انتقلت إلى ميسان حيث قبلت هناك في كلية التربية في قسم اللغة العربية ، قبل انتقالي إلى ميسان كنت قد تجاوزت كل القضايا المعرفية المتعلقة باللغة العربية وقد أصبحنا أنا والراحل رعد مطشر صديقين مقربين ، وقد منحني وظيفة في الجريدة كمصحح لغوي في بادئ الأمر ومن ثم صرت محررا للصفحة الثقافية ، انشغلت بعدها لأعوام بالعمل في الصحافة وبدأت رحلة النشر في الداخل والخارج ، بعدها توثقت علاقتي بالوسط الأدبي وبالتحديد مع المسرحي والقاص الأستاذ قاسم حميد فنجان والشاعر الكبير الدكتور هزبر محمود ، إلى أن قررنا أنا وأصدقائي غسان سعدون وماهر عبد الله وزينب وزياد العبيدي بإصدار مجلتنا الخاصة بنا ، كنت نديرها بالكامل أنا وماهر عبد الله كتحرير وكان غسان سعدون يدير القضايا الألكترونية من طباعة وغيرها ، كانت فترة التسعينيات فترة مظلمة وصعبة جدا ، وكان غسان سعدون يعمل في مكتب طباعة قرب المحاكم ، وكنا نستغل انتهاء الدوام لنحرر موضوعات المجلة ، المجلة استمرت لثلاثة أعداد فقط لم نستطع الاكمال بعدها للظروف الصعبة ، في تلك الفترة كنت قد أكملت مجموعتي الشعرية الأولى ( تعرجات ضمن ميل الدائرة ) وقد طبعت بنسخ محدودة وقد حررها غسان أيضا ، غسان الآن مقيم في بلجيكا وزينب في السويد وماهر وزياد بقيا في كركوك وأنا انتقلت لإكمال دراستي في البصرة ... بعدها بدأت مرحلة التخصص ... يتبع

  5. #385
    من اهل الدار
    فــــوبيا
    أكملت دراستي الأولية في جامعة ميسان ومن ثم أكملت الماجستير في جامعة البصرة في كلية التربية ، كان أهلي مازالوا في كركوك وقد عشت بين القسم الداخلي وبين أقربائي ، كتبت خلال هذه الفترة نصوصي الأكثر نضجا شعرا ونقدا ، في يوم الاختبار التنافسي كان يوقع الدفاتر الإمتحانية أستاذ طويل القامة أنزع الرأس من المقدمة وكان يبدو واثقا بنفسه كثيرا ويمكن لأي شخض أن يلحظ تقدير الأساتذة الآخرين له ، عندما أراد أن يمضي على دفتري أطال الوقوف وتمعن فيما أكتب وفي الطريقة التي أجيب بها ، فسحب الدفتر مني ورفعه ومن ثم قال بصوت عالٍ : ( هذا فقط يستحق الماجستير ) ، كان هذا هو أستاذي القدير الدكتور حسن جبار شمسي رحمه الله ، تربطني علاقة روحية بهذا الرجل ، وكانت علاقتنا متجاوزة لعلاقة الطالب بأستاذه وقد كنا معا طوال الوقت حتى أن البعض ظن أنني ابنه وقد أخبروه بذلك وقد كان يقول لهم نعم هذا ولدي ، لم يكن الشمسي أستاذا عاديا ، كان رجلا ممتلئا بالمعرفة والعلمية العالية وكان يمتلك فراسة فريدة في معرفة المخبوء لدى الطلبة الآخرين فيما يتعلق بمعرفتهم ، وقد كان يتمتع بشخصية ألمعية وحاضرة وقد كان الجميع ينحني أمام كبره وتواضعه ، كان إنسانا كبيرا بحق ويتمثل الشعر حد التماهي والانعشاق ، كان يطلب مني غلق الباب وأن اقرأ له شعرا ، وحين اقرأ يبدأ بالبكاء عاليا ويشير الي بيده أن غادر الغرفة ، كان بيته يشبه ديوان شعر كبير ، ديوانا من الجدران التي تحمل مدونات شعرية استثنائية ، كان يكتب الشعر على الجدران ، وكان يحاضر فينا بمادة تحليل النص ، وكان قد منحني في وقتها علامة كاملة ( 100 ) !!! لم يوافق القسم على العلامة الكاملة ، وقد رفض تعديلها وقال لهم لم أرَ إجابة بهذا الشكل المثير للدهشة طوال فترة عملي في الدراسات العليا ، بعد اجتماع القسم تقرر إعطائي ( 96 ) وقد وافق على مضض ، بعدها أشرف على رسالتي بعد أن حصلت على المرتبة الأولى على دفعتي في المرحلة التحضيرية ، بعدها دخلت معترك النقد الحديث الشائك وقد كتبت في إحدى المناهج النقدية وتكللت الرسالة بالامتياز ، وقد بكى في يومها رحمه الله لأن الرسالة نالت استحسان الجميع وحازت على إعجابهم ، بكى لأني لم أخيب ظنه بي وقد شعر أنه حقق شيئا على صعيد التأثير في طلبته ، بعدها بأشهر رأيت كابوسا مرعبا ، وكأني أحرق قسم اللغة العربية وكان الجميع يطاردني وقد استيقظت على صوت الهاتف .... شخص لا أعرفه يقول لي أن حسن جبار شمسي وصل الأبدية وغادر حياتنا الوسخة !!!! ياربااااااه .... يتبع

  6. #386
    من اهل الدار
    فــــوبيا


    ترك رحيل الرجل الإستثنائي الدكتور شمسي فراغا روحيا في حياتي القلقة ، وأورثني فراقه غصة لم تكف عن استهلاكي حد اللحظة ، أفتقدك دائما ولا أمر على ذكرياته وصوره وتعليقاته في الكتب لئلا ينال مني الحزن وتقتلني الحسرة ، من مواقف الشمسي النبيلة التي لا يفعلها سوى الأنبياء الرطبين بالنبل والاستعداد على السمو ، أنه كان يقتسم مبلغ الإشراف الخاص برسالتي بيني وبينه !!!! وكان يقول لي أنك تشبهني وستصاب بالشلل كما أصبت ، وسينتهي بك الحال على كرسي مدولب ولن تصبح غنيا في يوم ما لكونك إنسانا وتمتع بالقدر الكبير من النبل ، كنا نتشابه كثيرا بكل شيء ، وكان يلح علي بالإقلاع عن التدخين وحين امتنع بقوة كان يبتسم وبقول ستموووووت ياسراج ستمووووت ، في إحدى المرات أهداني نسخة من كتابه النقدي الذي صدر قبيل وفاته ، وقد كتب في اهدائه ، : إلى سراج السراج سنبقى أنا وأنت في الأسفل والأعلى دائما ، تلميذك حسن جبار شمسي ، أستاذ يقول لتلميذه أنه أستاذه !!!! هذه لغة الأبطال المعرفيين ، هذا خطاب الفرسان وممتلئي الحيز والرؤوس ، هذه الأيقونة وغيرها من أشيائه الغالية التي أحتفظ بها ، لا أجرؤ على معاودة قراءتها والاطلاع عليها ....
    التعديل الأخير تم بواسطة فوبـــيا ; 21/December/2016 الساعة 12:28 am

  7. #387
    من اهل الدار
    فــــوبيا
    بعد أن أكملت الماجستير بقيت طائفا بلا عمل يذكر ، اتصل علي أستاذي القدير في جامعة ميسان الدكتور مولود محمد زايد بخصوص مسابقة شعرية لأجمل نشيد لجامعة ميسان ، أخبرني بنفاد الوقت وعلي الاستعجال ، كنت في وقتها في بيت أخي وخلال ساعتين كتبت نصا لغرض المشاركة ، وقد اتصلت في حينها بصديقي اللصق الأستاذ عمار ( شيفرة ) وطلبت منه طباعة النص بلا اسم وتسليمه للجامعة ، ارسلت النص عبر الرسائل النصية وقام الأستاذ عمار بطباعته وسحبه وتسليمه للجنة ، بعد أسابيع تم إعلان النتائج وقد فزت بالمركز الأول فأرسل في طلبي السيد رئيس جامعة ميسان ، فالتقيته وهنأني على الفوز وكجزء من التكريم أصدر السيد رئيس الجامعة أمرا بتعييني أستاذا في كلية التربية ، في السنة التي باشرت فيها بالوظيفة تم قبولي في الدكتوراه ، في الفصل الأول من الدكتوراه كنت الأول على دفعتي ، وفي أثناء الاختبارات تعرضت لحادث سير مروع ، تصادمنا مع شاحنة وقد انقلبت السيارة التي أنا فيها لمرات حتى اصصطدمت بعمود فولاذي مخصص للاعلانات ، تحولت السيارة إلى علبة سردين مكعبة ! وقد فقدت الجميع الوعي بينما كنت واعيا وكنت أنزف من فمي وقد كنت محشورا في الداخل ، فقدت السمع تماما ولم أستطع التنفس ولم يتمكنوا من إخراجي من السيارة ، دخل شاب لا أعرفه وشدني من يدي بقوة وأخرجني من بين المقاعد الداخلة في بعضها ، وقد حملني ووضعني في سيارته وانطلق مسرعا ، كان الزحام شديدا في يومها وكان الرجل يقود بجنون لإيصالي إلى أقرب مركز صحي ، كان يحاول التحدث الي حتى لا أفقد الوعي ، وكنت لا أدري ما يقول !!! أخذ مني هاتفي واتصل لا على التعيين وكان يحدث شخصا ما ويخبره عن الحادث ، أوصلني إلى المركز الصحي ، وقد بدأ المسعفون بتجريب الصعقات الكهربائية على أقراني وقتها شعرت بكل شيء يتجمد في جسمي وفقدت الوعي !!! استيقظت في إسعاف وقد كان أخي أبو زين معي في الإسعاف .. فسألني هل تعرفني ؟ فبكيت .... وأشرت له برأسي نعم ... قال لي اهدأ وأريدك أن تسدي لي معروفا ، حين نصل المشفى تماسك لأن الوالد وضعه حرج ولا يحتمل وقد سمع بالحادث وهو ليس على ما يرام ، كنت لم أزل أتنفس بصعوبة لكسور في أضلاعي ، وحين وصلنا الطوارئ شاهدت أبي من نافذة الباب ، حينها تمالكت نفسي ونهضت بقوة ورفعت يدي وقلت له أنا بخير ... حادث عرضي ، فشعرت أنه هدأ ... أدخلوني الطوارئ وقد أجروا لي فحوصات مستعجلة لكل جسمي ، توقعوا أن لدي نزيفا داخليا ... في أثناء الفحوصات أخرجت سيجارة وبدأت بالتدخين فضحك الجميع ، علمت أني نجوت وبالفعل كانت الفحوصات سليمة سوى بعض الكسور في الأضلاع ، خرجت بعد ساعات من المشفى وقد بدأت مرحلة جديدة من الانتكاس النفسي جراء الحادث ... كانت أياما صعبة وقد راجعت طبيبا نفسيا بدا لي أني غيرت من مزاج الطبيب بدلا من أن يفعل هو ، كان طبيبا مغفلا ولم أراجعه مجددا ، بعد ثلاثة أيام دخلت الكلية وأنا مسنود على شخصين لإجراء الامتحان !!! أثار هذا حفيظة الجميع ولم يسمحوا لي بذلك ولكني فعلت ، دخلت القاعة لأمتحن وبالفعل أجريت الإمتحان ، بعدها بيومين فقدت الشعور بساقي، عانيت ألما لا يوصف ، قمت بمراجعة أكثر من طبيب وأجريت بعض الفحوصات وتبين فيما بعد أن لدي انزلاقا في الفقرات القطنية إثر الحادث ، استمر الألم لشهر وبعدها اختفى فاضطررت إلى تأجيل الدراسة ، وعاودت في العام اللاحق وأكملت السنة التحضيرية ....يتبع

  8. #388
    من اهل الدار
    فــــوبيا
    بعد الدكتوراه مررت بظروف سوداوية قاتمة ، توالت علي طقوس تعزيرية لا علاقة لها بغسل الخطايا وإزاحة المقترفات البيضاء ، كانت والدتي العظيمة في زيارة عند شقيقتها في ميسان ، وكنت أنا أنوي الذهاب إلى بغداد لقضاء بعض الأمور ، وقد اتفقت مع صديق روحي الحبيب مرتضى ( البحر البسيط ) للذهاب معا ، وفي الليل أخبرته أني ذاهب لرؤية أمي ، فقال لي لن نتأخر في بغداد وحين نرجع نزورها معا ، كان بيني وبين أمي أمتار قليلة ولم أذهب ، غادرنا فجرا إلى بغداد وفي اليوم التالي عدنا ، وفي الطريق إلى ميسان اتصل علي ابن خالتي ليخبرني أن أمي توفيت !!!!فقدت الشعور بكل شيء لحظتها وأصابتني نوبة هستيرية من الارتجاف والصعوبة بالتنفس ، تأثر سائق السيارة بالخبر وقد انطلق بسرعة فائقة حتى وصلنا المشفى ، وجدت الجميع يجلسون على شكل حلقات ويبكون عاليا ، هل أقابل رحيل أمي وفقدانها بالبكاء ؟؟؟؟ البكاء يا أمي للحالات المؤذية وليس لحالات الموت والفقدان الأبدي ، لم أستطع البكاء في وقتها ولم أجرؤ على رؤيتها ميتة ، تركت كل شيء ورجعت إلى البيت وأغلقته علي واستمعت لنشيد درب التبانة الوطني ( يمه يايمه ) لداخل حسن ، وقد بدأت بالبكاء من الداخل ، كنت أتحرك مثل بندول مضطرب مفرطا بالأنين المر وأصابتني نوبة تقيأ مستمرة ، رحلت أمي ولم أرها يا مرتضى وقد كانت بانتظاري ، الحياة أيها السادة الأجلاء تبدأ عندما لا نكون بخير ، وعلينا فهمها وفلسفتها والاحتيال عليها بما يمكننا من أن نكون خارج ذواتنا ، علينا بين الفينة والأخرى الخروج بنزهة خارج الذات لإحداث التوازن والمواصلة ، رحيل أمي كان نهاية حياتي ، والأيام التي أعيشها هي حالة من التبذير بالزمن والتقويم ، هناك الكثير من الأشياء الجوهرية لم أقف عليها وهي تحتاج للوقت الكافي لإبرازها كما يجب ، آمل أني كنت خفيف الظل عليكم ، ستنتهي هذه الحياة ولن أترك الشعر ولا السجائر ولن أصدق أن أمي رحلت ، أنا أدين للجميع بالود والتقدير هنا ، أشكركم على الإصغاء ، شكرا صديقي رامي على هذه الفرصة الطيبة ، سأنهي حديثي بنص عن أمي وهو من النصوص النثرية القديمة ، محبتي الخالصة للجميع .....

    فاتنا الكثير من الشاي
    الكثير من الكلام المر
    والأشياء الحلوة
    كأنها الثامنة يا أمي
    الساعة التي صارت لطخة في بذلة الوقت
    موعد الأنسولين والحكايا الجميلة
    الأنسولين الذي وشي بحياتنا
    وجعلنا بلا أواصر
    ماذا تفعلين إلى الآن
    في تلك الأنحاء المنقطعة والخالية منا ؟
    لقد تأخر الوقت يارب
    ماذا تفعل الأم كل هذا الوقت في المقابر ؟

  9. #389
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: January-2016
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 24,513 المواضيع: 102
    صوتيات: 4 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 18988
    مزاجي: الحمد لله حتى يبلغ الحمد من
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
    مقالات المدونة: 3
    عليك السلام ما أعظمك
    هنيئا للشعر بك و هنيئا لنا بك حاولت ان أتخيل البيئة الطيبة والبيت الكريم والثقافة الغنية العالية المحيطة التي ساهمت في صناعتك وتألقك
    لكن خانتني مخيلتي فلم تستطيع ولم يكن لها أن تدرك هذه العظمة والمستوى العالي الرفيع لموهبة عبقرية صنعت نفسها بنفسها في تاريخ نقي وحضور ثقافي زاخر
    سيرة عطرة حافلة مشرفة في مسيرة وارفة مميزة
    أخذتنا إليها بكل جماليات العبور بين الفرح والحزن بين السعادة والألم بين النجاح والفشل
    تقبل كل التقدير وعظيم الاجلال من تلامذتك الذين يرتجون حروف الاناقة ولغتها من اناملك الفياضة
    حفظك الله لعائلتك ولأحبابك ولنا واكرمك ورعاك وافاض عليك من نعمه حتى يرضيك
    مزيد من التقدم والسمو والرفعة أيها الشاعر الكبير والانسان البهي

  10. #390
    صديق مشارك
    موسويه وافتخر
    تاريخ التسجيل: December-2016
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 140 المواضيع: 10
    التقييم: 58
    مزاجي: طّأّګهِ روِحٌيِّ
    آخر نشاط: 6/July/2018
    أّنِرتّوِأّ

صفحة 39 من 157 الأولىالأولى ... 293738 3940414989139 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال