اعود اليكم احبتى ممسكا بيمناى باقات ورد يحكى عبيرها جزيئات عبير ارواحكم العطرة وممسكا بيسراى مايك المنتدى بعد ان تناولته يمناى من يمنا اخى الحبيب المبدع انسان ثانى ثم اودعته يسراى لتحمل باقات الورد تنثرها نثرا عليكم.
طبتم وطاب بكم المساء .
التحدث عن النفس صعب على شخصى الضعيف الذى يحسن فن الاصغاء اكثر من فن التحدث خاصة ان كان الحديث عن الذات
ولا ادرى من اين ابدأ لكنما دعونى احاول:
ود امدر هو اسم رمزى بدأت به مسيرتى الشعرية بمنتدىات النيل الازرق السودانية وهو يرمز الى امدرمان المدينة التاريخية والثقافية للسودان والتى هى مسقط رأسى ويضم ثراها اجدادى
ووالدى ووالدتى واعمامى وخيلانى وخالاتى وعماتى مدينة الاصالة والجمال والتى تهتف كل خلجة من خلجاتى بحبها:
أمٌ هى
فى أحشائها الدر يطفو
على موجٍ من ألمثلاتِ
ما عرف ألزمان مثيلها
فى محفل الحقباتِ
إرضعت من ثد يها
من كل عزٍ ومفخرة
أعلى وأعظم الهامات
فيها ألاصالة شمس
بشروقها قد غابت ألظلمات
تسقى ألمكارم طفلها
وتحيطه شابا بكل سمات
فتراه نبعا للشهامة والكرم
فى كافة الاوقا ت
صرح لا يغيره ألزمان
ولا سطوة ألازمات
سهل ألمراس
حلاوةً وطلاوةً
لكنما عند ألمِسا س يبدو بأسه
ضِرغام لا يخشى ألوغى
يألفه ذو ألنفس ألكريمة ما بدا
ويخشاه من يطغى
إذا يوما عليه تمرد ا
هى أ مدرما ن
فى ألجوزاء يبقى علوها
هى أمد ر بكل نفائس درها
وطن ألاجداد
يعلو مجده ويسودا
شمس ألحضارة
وألثقافة وألرؤى
من كل بنو ألسودان
إزدانت سماؤها أنجما
واستحالت أرضها شط
تناثر لؤلؤا
بُعدا وإتساعا
مدا تراه بعيدا
رغم ألتلبد بالغيوم
فأنك يا أم ألفدى
فى سماء وطنى
وفى ألجوزاء
تبدى بكل تألقا
فجر من العلياء
قد أطل جديدا
الخبر 23/8/2012
انها امدرمان مدينتى التى افتخر واعتز بها كثيرا لذلك ما كان لى الا اختيار ود امدر وتعنى ولد امدر شرفا ومفخرة.
اما الاسم فقد تمثل الىّ فى ثلاث اسماء كلها حبيبة الى نفسى حيث كان الخلاف عند مولدى مابين الوالد والوالدة وجدتى لابى حيث كانت جدتى رحمها الله تنادينى الفاتح وكانت الوالدة ترغب فى تسميتى فتحى وهو الاسم المتعارف عليه منذ الطفولة وفى كل مراحل حياتى تحت المظلة الاسرية ورفقاء الطفولة والصبا اما الاسم الرسمى الذى تم تسجيله بشادة ميلادى فقد كان عبدالفتاح اسوة وتخليدا لجدى والد ابى وهو الاسم الشائع فى الدوائر الرسمية والحيات العملية بعد الجامعة من خارج النطاق الاول.
وبالتالى كان الاسم الرسمى : عبدالفتاح جبريل عبد الفتاح
طلعت الى الدنيا فى مساء ال 30 من ديسمبر 1953 .
نشأت فى اسرة احاطتنى بكثير من الحب والرعاية ولا اقول والدى ووالدتى بل كل الاسرة ممتده الى الاعمام والعمات والخيلان والخالات والجدات فلغير الاخوةوالااخوات الاشقاء لابى وجدت نفسى منذ الطفولة محاط باعمام وعمات لا عدد يجمعهم بوالدى رحمه الله حبا فى الله واخاء برباط اقوى من رباط الدم وكذلك الحال بالنسبة للوالدة حيث كانا يجمعان حولها من الخلق الكثير بما حباهما الله به من خلق دمث وقلب كبير خلق رفيع وكان ذلك عبارة عن بركان خامد تفجر فى اعماقى منذ الطفولة بحمد الله تعالى ولهما الفضل فى ذلك الا رحمهما الله رحمة واسعة واسكنهم فسيح جناته وكل من انتمى بالقرابة لهما والاخاء فى الله بما غمرونى به من حب ورعاية.
فتحت عيونى بدار ضمت الجدة رحمها الله واعمامى حسن واسماعيل رحمهما الله وعمتى خادم الله رحمها الله واختى الكبرى عواطف رحمها الله حيث كان الوالد قد اشرف على تعليم وشق طريق اخوته فى الحياة مكللين بالنجاح كل فى عمله .
ومن هنا تسرب الى اعماقى حب اللاسرة والعائلة التى لم تكن تبخل على اى فرد من افرادها بشىء مهما كانت الظروف ومن هنا نهلت النهلة الاولى من نهر الكيان الاسرى وامواج الرباط الاوحد فيه الكل لاجل البعض والبعض لاجل الكل وهنا بدأ سقوط الانا وحب الذات منذ صغرى وحب الاخرين.
كان ابى موظف دولة يعمل بمؤسساتها منذ الاستعمار . كان تعليمه وقتها رفيع المستوى ولغته الانجليزية رفيعة ايضا فحظى بمراتب رفيعة فى الدرجة الوظيفة وتوفى وهو يعمل بوظيفة كبير امناء المخازن بالادارة المركزية للكهرباء والمياه. اللهم ارحمه رحمة واسعة واسكنه فسيح جناتك . لم يكن يبخل علىّ بشىْ لدرجة ان الكثيرين كانوا يروا فىّ فتى مدلل وبلهجتنا السودانية ولد مدلع وكان ذلك نهج العمات والاعمام معى فى الاسرة رحمة الله تخشاهم جميعا .
ولما كانت رغبة ابى وحرصه على تلقينا افضل تعليم ادخلنا واختى الكبرى احدى رياض المدارس الاجنبية ثم اكملت مرحلة الروضة فى احدى رياض الحى التى لا انسى فيها المربية الحنون الاستاذة سعاد والاستاذة ذكية اللتان غرسا اسميهما فى مخيلتى منذ سن الرابعة للرقة المتناهية والرعاية الطيبة التى كانتا تشرفان بها على الروضة وتغدقان بها على اطفال الروضة
فى الخامسة انتقلت الى تعليم الخلاوى لحفظ القرأن حيث التحقت بخلوة شيخ الزين بنفس الحيى الذى كنت اسكن به وكانت من اجمل الفترات والمراحل رغم سوط الشيخ الذى كان يطاردنا فى الحفظ والكتابة على اللوح هههههههههه الا رحمه الله رحمة واسعة بما هيئنا واعاننا على حفظ القرآن الكريم وقتها .
ثم انتقلت فى سن السادسة الى المرحلة الاولية اى الابتدائية وكانت 4 سنوات ما اجملها من سنين شهدت احلى شقاوة وجسمت النواة الاولى للصداقة والاحساس بالاخرين ومشاركة الاخرين فى مالديك بكل نفس كريمة ويالها من ذكريات لا تنسى نجلس فى فسحة الافطار من معه سندوتش قسمه مع من ليس معه ومن لديه القدرة على شراء مشروب غازى بارد اتى بالزجاجة وشاركها الجميع الكل يحتسى ويمرر للاخر ويالها من ذكرايات اربعة اعوام صغلتنا وهبت علينا بها رياح الصبى قبل اوانه علينا ثم تلتها المرحلة الوسطى وهى ايضا 4 سنوات ضمن السلم التعليمى القديم بالسودان ويالها من مرحلة اخرى بلورت فينا مهد اللغات الاجنبية وبالاخص الانجليزية والادب والتاريخ وروح الجمعيات الرياضية والثقافية .
وهنا صارت الصداقات اكبر والشقاوة اكثر والثقافة اكبر.
ثم تلتها المرحلة الثانوية وايضا 4 سنوات وكم كانت من فترة لها فى النفس وقع حيث تمخضت بالنضوج وشمولية المعرفة حيث تخلل المنهج المواد التجارية وتاريخ السودان وتاريخ اوروبا وتاريخ الشرق الاوسط وتوسعت فيها دراسة اللغة العربية من نحو وبلاغة وادب وتذوقنا نكهات الشعر الجاهلى بها كما تعلمنا فيها فنون التواصل وتقبل الاخر باختلاف اراءه وافكاره وتعلمنا خلالها ما معنى الصداقة ونكران الذات والاحساس الحقيقى والمشاعر الحية واتقاد الاخر ولما كان المساق تجارى هيأتنا دراسة المحاسبة والتجارة والرياضيات واللغة الانجليزية لمرحلة
الجامعة والمثاق التجارى.
وهى مرحلة المعرفة الشمولية. وهى دون المراحل السابقة حيث اكتمال النضوج وبلورة الشخصية واجادة فن المعايشة والتعامل واحترام وتقدير الجنس الاخر وسمو النظرة الى المرأة كزميلة دراسة حيث كان التعليم الجامعى مختلط. وكانت درجاتى تمكننى من الالتحاق بكلية القانون بجامعة الخرطوم ولكنى ولاول مرة اخالف الوالد الله يرحمه الرأى ورفضت الالتحاق بجامعة الخرطوم
وقدمت اوراقى الى جامعة القاهرة فرع الخرطوم وماكان للوالد الا ان تنازل عن رغبته واصراره بعد ان اقنعته بانى مصر على مواصلة الميثاق التجارى وانى التحقت بكلية التجارة امتدادا للاعوام الاربعة التى امضيتها بالثانوية العليا فى المساق التجارى كما انه ان الاوان لكى امد يد العون فى اعباء الاسرة رغم رفضه ذلك الامر بالعمل والفرصة متاحة والدراسة مسائية منذ الرابعة حتى العاشرة مساء . وحظيت برضاء الوالد وقبوله والتحقت بالبنك التجارى السودانى والجامعة بنفس الوقت .
وكانت دنيا وعالم اخر الحيات العملية والاختلاط بالزميلات فى العمل والزميلات بالجامعة وهنا تم اكتمال الاطار الشمولى لمكانة المرأة بداخلى من حب وتقدير واحترام وسمو وتنزه وقدسية
كان لها الاثر الفعال فى نظرتى الى المرأة وجوهر مكانتها عندى .
باختصار شديد كانت فترة جميلة جدا خلقت علاقات وطيدة جدا وصداقات قوية باقية حتى اليوم فى ظل المظلة الاسرية التى تبلورت كل العلاقات فيها من كيان العمل والجامعة الى كيان الاسرة فى بستان الاخاء .
ولا اطيل عليكم ولا ادفع بالملل الى نفوسكم التى تفوح عبقا وشذى اقف عند هذا الحد الليلة داعيا المولى لكم بامسية جميلة ونوم هانىء واحلام سعيدة.
والى اللقاء غدا فى مشوار مسيرة ود امدر
فى امان الهه احبتى
تصبحون على خير