بالتوفيق
أكمل
بعد ان ولدت ابي لم يتجرا على قطع الحبل السري ... لهذا ذهب و احضر عجوزا لتفعل ذلك .. كانت احدى قريبات امي البعيدات
لاحقا صاروا يشبهونني بها
كانت عجوزا مخيفة .. بعد ان قرات كتب الادب و جدت وصفا مناسبا لها -- انها العجوز الشمطاء -- كانت تكره كل الاطفال و كل الاطفال يكرهونها ... انا لم اكن اكرهها كنت اخاف منها .. كانت تتظاهر انها تحبني .. و تقول هذه ابنتي .. كان هذا يصيبني بالرعب ... كلما ارسلتنا امي لنصلح حذاء ما عند زوجها .. كان اخوتي يختبؤون عند بداية الزقاق و يرسلونني ... كنت ارتعب للغاية و حين اعود ابكي بشدة .. لا اتذكر شيئا داخل بيتها .. لكني اتذكر اني كرهت رؤيتها و كرهت ان تناديني بابنتي و كرهت تشبيهم لي بها ... الان امقت ان يشبهني احد باي شخص اخر سواء كان جيدا او سيئا ... اختار ان اكون انا كما انا بمحاسني و مساوئي الخاصة بي و التي تعني و تشكل بمجملها ليديا دون شخص اخر ...
متابع باهتمام .. ليديا : لا أحد يستقر في عمق الروح مثلك أيتها الصديقة و الأخت ... متابع
لا اتذكر الكثير في طفولتي ..قبل المدرسة كنت خروفا ضمن القطيع -- اتحدث عن اخوتي و اخواتي -- ألعب حيث يلعبون و امرح حيث يمرحون و احب ما يحبون
كنا نقضي معظم الوقت في العطل في الريف .. كنا مولعين بالطبيعة و كل شيء فيها
بعد ان دخلت للمدرسة .. صرت افضل ان اكون مع اشخاص من الحي الاخر .. صرت ابتعد عن اخواتي و اخوتي خارج البيت لابني عالما خاصا و اسرارا خاصة
في السنة الاولى حدث معي موقف غريب
تغيب المعلم يومها .. و كما كل المشاغبين لم اعد للبيت .. سلكت طريقا اخر بعيدا عن بيتنا و بقيت العب و العب حتى دق الجرس وعدت للبيت
في اليوم التالي و جدت المعلم ينادي عليا و صديقتي و ضربنا و عدنا الى اماكننا .. كل ما تذكرته ان طفلا وشى بنا يومها ولكن لم اعرف ماذا قال
لكن بقيت اكرهه و امقته بشدة و كلما مر بجانبي نظرت اليه بحدة و هو المسكين ينظر اليا فقط من بعيد ولا يستطيع ان يقترب مني اكثر من متر
خاتمة الحكاية سجلت في اول سنة لي في الثانوية ، حين التقيت احدى الفتيات مرحبا مرحبا ودخلت مباشرة في الموضوع
- انت كنت مظلومة يومها هل تعرفين من كانت السبب؟
- عما تتحدثين؟
- لما ضربك سيدي حسين لما كنا ندرس السنة الاولى؟
حاولت ان انكر ههه يا الهي كيف لها ان تتذكر شيئا كهذا .... شعرت بالغضب منها .. ضربني ضربني كلنا ضربنا
- اوووه ربما لا ادري لا اتذكر ...
- لا تتذكرين يوم قبلها لم ندرس فخرجنا و رمينا محافظنا في الخارج و بقينا نلعب وردة ذهبت ووضعت ورقة في محفظة الولد كتبت عليها و حصلت فيك انت
- اووووه وماذا كتبت في الورقة؟
- احبك . كتبت احبك وهو حصلها فيك انت
في الواقع اختلطت عليا المشاعر و فهمت للوهلة علميا كيف يصاب الناس بالجنون هههههه يعني لو كانت الجرعة عالية شوي
سنة اولي ... تكتب احبك .. وهو يحصلها في انا .. لماذا انا ؟ يا الهي هل ظل ذلك الشخص يعتقد كل تلك الفترة انني كتبت له احبك ههههههههه مجرد التفكير في هذا الامر كان يشعرني بالغثيان
وددت ان اذهب اليه و اخبره الحكاية ههههههه لكن للاسف كان قد صار شابا منحرفا على ما اتذكر ...
هذه كانت اول قصد حب لي ههههههههه
في السنة الثالثة و في منتصفها تحديدا كان يوم سعدي .. حين تخاصم معلمي مع والدي وطردني بعدها من قسمه فصرت ادرس عند ابي و ابتسم لي الحظ فقد عشت اجمل ايام الدراسة ... ليس لاني درست عند ابي و لكن لانه كان معلما لطيفا رحيما ودودا .. لا يسرق من حصص الرياضة او الرسم لينهي برنامج اللغة او الرياضيات ههههه و ايضا لانه لم يكن يضرب او يستعمل العصا
آخر سنة في الابتدائي كانت مع معلم متدين .. أو لنقل اكثر المعلمين تدينا في المدرسة .. كان يبالغ في اظهار التقوى و كان الجميع يحترمه و يخشى ان يظهر سلوكا شائنا أمامه ... كان دائما يحث الفتيات على الحجاب رغم صغر سنهن .. بالنسبة لي كان بداية انتكافي - لا ادري ان كان الاستعمال صحيح للمفردة - من المبالغين في اظهار التدين و عدم الثقة بهم ... تعلمت حينها الا اقدم الاحترام لاي شخص بناء على ما يدعيه او يظهر عليه و انما بناء على م يصدر منه وما يظهر به حقيقة امام الاخرين ... ان لا اتسرع بالاعجاب باي شخص والا اتبنى افكار و معتقدات اي شخص ..
وان ابدا طريق الخطا و الصواب الخاص بي ...
لم اعد الفتاة النظامية ... كنت مفاجاة لذلك المعلم .. كان يسال اختي عني دوما و يستغرب من تحولي
صرت اختار الازقة البعيدة للعب ... وتحديدا لعب كرة القدم
نخرطت بالكشافة .. نخرج رحلات الى الغابات و الشواطئ
نقوم بحملات تطوعية عديدة .. نقدم عروضا في الشارع
كانت فترة الاعدادية غامرة جد ... كنت مفعمة بالنشاط و الحيوية
بالاظافة اني كنت دائما ضمن الاوائل
وتحديدا الثانية على مستوى المؤسسة وهو الرقم الذي رافقني طوال مسيرتي الدراسية حين كنت من المتفوقين
في العشرية السوداء .. خطط لاغتيال عدد من معلمي المدرسة من ضمنهم والدي
كنا نقيم احتفالا .. ارتدينا اجمل ثيابنا ... فجاة اختفى كل المعلمين
بعد لحظات كنا ننشد ونغني .. بعدها عروش رياضية ممتعة
و فجاة دوي الرصاص .. و الدرك يتراكضون ..هربت مع الهاربين .. حتى وصلت للبيت وجدت خالتي مرعوبة جاءت تجري الي عانقتني و هي تبكي وهنا انفجرت بالبكاء ههههه ارتعبت بسببها فقط ..
المنطقة لم تشهد ايا من العمليات الارهابية ... فقد كانوا يستعملونها كنقطة عبور ... وليس في مصلحتهم ان يثيروا فيها اي اشكالات ... بالمقابل لم ينتشر المجون في النطقة كما في تلك الفترة .. رقص و خمور في الشارع العام في منطقة تحسب على انها محافظة ... ولكن الارهاب لا دين له فقط هو عصابات لجني المال و تفريخ السذج لتخريب البلدان