الخيزران ،، سيرة الماء الخالدة
وانا أتنقل بين حروفها اشعر ان السماء ترفعني إليها ، فتطهرني وتزكيني ، وتعود بي شخص آخر .
…
في انتظار ماتلقي علينا من آيات مباركة نهتدي بها ونروي عطش نفوسنا
الخيزران ،، سيرة الماء الخالدة
وانا أتنقل بين حروفها اشعر ان السماء ترفعني إليها ، فتطهرني وتزكيني ، وتعود بي شخص آخر .
…
في انتظار ماتلقي علينا من آيات مباركة نهتدي بها ونروي عطش نفوسنا
مُتابعه وبأنتظارج يا خيزران
..
" اختر أي وجه من الحشد .. إنه أنا "
نحن متشابهون من حيث الصناعة ويد الصانع
لكن نختلف فقط في زاوية ما نريد ونعتقد !
أنا خيزران .. وهو إسم مستعار
أرتديه حبّا بسيرة نبات الخيزران العجيب
ذلك النبات الصبور الذي تناضل بذوره تحت سطح الأرض
لخمس سنوات طويلة في بنائه ونسجه قبل أن يشق وجه الأرض وينطلق بانتصاب وشموخ واستقامة ويبلغ ما شاء الله له أن يبلغ من أطوال فارعة في ظرف أسبوعين فقط !
الخيزران .. قارئة فاشلة .. ومتأملة عتيدة
متطرفة العمق .. تحمل عتمتها على ظهرها
منصتة جيدة .. تملك قلبًا صغيرًا يشعر بمسؤوليته
تجاه كل شيء ..
لذلك تشعر أنها الشجاعة الوحيدة في هذا العالم !
..
..أنا شخص يعرف جيدًا ما يريدمن أنت ؟!
ويستميت في السعي لتحقيق ما يريده
بكلّ السبل المشروعة ولا ينكسر حين يعجز
أو يتعثر لأنه ببساطة يؤمن بالقدر ويُسلّم له ..
شخص يحاول _ بكل ما أوتي من قوة ووعي _
أن يُضيّق المساحة المهولة الشاسعة
لنقصه وعيوبه مستعيناً بذلك بكل الإضاءات
التي تفضّلت بها السماء وخصّت بها
العظماء اللذين اعتصموا بحبل الله وشرعه ..
شخص يؤمن أنّه لا يملك في هذا الكون الشاسع
إلا لحظته التي يعيشها لذلك يحاول جادًا
ألا يفرّط فيها دون عائد
يرجع عليه أو على غيرهـ بالنفع ..
شخص بقلبٍ زجاجي يستيطع المارة
قراءة كل ما يُضمر فيه من غضب وبغض
وحب وحزن وندم ..
قلب فاضح تفرحه كلمة وترديه أخرى !..
..
..
: ألو .. ألو
أحاول تجربة صوتي المنخفض
الذي يزعج أبي وكثيرًا ما يوبخني بسببه قائلًا
: ظلي شاوري نفسج ..
فأحاول استفزازهـ بالرد عليه
: بابا غير آني رقيقة ..
فينظر إلي بنظرة استغراب قائلًا
: أي أي رقيقة تسوي وجبة البيف لگمتين
فأوغل باستفزازه قائلة
: اي غير النسوان تاكل على گد أفعالها !
فيلتفت لي باستصغار وهو يقول
: بابا ليكون معتبرة نفسج نسوان ؟!!
هذا هو أبي .. صديقي اللدود
وأوسم رجل عرفته في حياتي ..
رجل طويل القامة .. له عينان واسعتان
كأنهما جنتان مدهامتان
رجل يهابه كل من يراه .. رغم قلبه الطفل
وسلوكه الفائض بالرحمة ..
منحنا هذا الأب الكبير أوسع درجات الحرية
في الفكر والمعتقد وكان رحبًا دوما في تقبل تمردنا
وجهلنا وجحودنا ..
وبالرغم كاد الخلاف أن يعصف بأعمدة الوصال ..
ولكن حينما بدأ الخبيث بالتسلل
إلى جسد أبي منذ ست عجاف
طوينا جميعًا كل مسافات الخلاف
وعدنا إلى كنف ذلك الأب أطفالًا مبللين بالندم والخوف !
تعلّمت من أبي كيف أعذر الناس وأشعر بهم
تعلّمت منه أن الكرم شجاعة وأن العطاء دواء ..
تعلّمت منه أن الحزم والعقاب في تصويب الأخطاء
أرفع درجات الحب والرحمة ..
ذلك الرجل المحب .. الأب المضحي ..
منذ سقوط بغداد وهو يرى الموت فاغرًا فاه في
أزقة العراق لذلك ناضل بكل ما لديه ليجنب عائلته
محرقة العراق المهولة .. فأسس لنا أوطانًا في
دمشق وعمّان واسطنبول ..
لكن ألسنة النار طالت قلبه
وتركته حتى الآن يحاول إخماد حرائقه في
ولد مقتول وآخر مفقود وحفيد مشظى الجسد
وابنتين أرملتين
وحشد من الأيتام !
..
للحق اقولها .. ان الخيزران كانت في فترة من الفترات السبب الوحيد اللي يخليني ادخل الدرر بعد ما تركته انا و الشباب اللي على ايام سمرفندي والبنز .. <=== والله لو يدرون إنك بترد كان وقفوا يوزرك لين تقضي البنت ..
..
سأكمل في الغد إن شاء الله
وأرجو منكم المعذرة عن تأخري في الكتابة
بسبب بعض الظروف الطارئة ..
..