تشتهر تركيا بكثرة المساجد خاصة في مدينة اسطنبول عاصمة الحاضرة الإسلامية العثمانية، كانت المساجد رمزًا من رموز قوة الدولة وسطوتها حرص جميع سلاطين بني عثمان بتشييد المساجد التي تحمل أسمائهم على أفخم الصور الممكنة وكذلك الأمراء والوزراء بل كان يتسابقون في بناء المساجد و تنوعت الأساليب المعمارية التي تم استخدمها في البناء من الإيوان المفتوح في العهد الأول و حتى الأبنية المغلقة ذات الطراز المعماري العثماني المتفرد الذي اكتسب شهرته مع الوقت نجد في أواخر عهد الدولة العثمانية امتزاج الطراز المعماري العثماني مع الطراز الأوربي والتأثر الشديد بالطراز الأوربي و نجد هذا جليا في العديد من القصور الصيفية وقصور السلاطين في العهد المتأخر و كذلك المساجد في العهد المتأخر لعل من أبرز المساجد التي امتزجت فيها نوعين من العمارة الأوربية مع العثمانية مسجد بيل ربيي.
يعد مسجد بيل ربيي من أهم وأكبر المساجد الموجودة في منطقة بير بيي تم تشيده في العهد العثماني المتأخر في القرن الثامن عشر الميلادي 1773 في عهد السلطان عبد الحميد الأول هو اكبر المساجد الموجودة في الحي بعد مسجد والدة السلطان أحمد الثالث ، تم الانتهاء الكامل من تشيد المسجد في عهد والدة السلطان كان يطلق عليها رابعة في مكان الدار التي كانت تحتفظ بعباءة الرسول صلّ الله عليه وسلم عند القصر القديم بيل ربيي .
من المميز أن المسجد تم بناءه بتأثر كامل بالفن المعماري الأوربي فالخزف الموجود على جدران الجامع يرجع لعهود العثمانية الأولى تميزت المساجد التي تم بناءها في تلك العهد بوجود جناح لسلطان مثل القصور يكون الجناح الخاص بالسلطان مبنيا على أرض منفصلة عن المسجد بالقرب منه ولكن في هذا المسجد كان المكان الأخير من المسجد هو المناسب ليكون جناح للسلطان ويتم بناءه على طابقين كانت تلك المكان المخصص لسلطان ليكون عند مجيئه المسجد واستقبال الزائرين ثم الانتقال إلى محفل السلطان .
المسجد يطل على مياه البوسفور يتميز بالشكل الجمالي المتألق له مئذنتين في واجه المسجد أعلى المئذنتين شكل مثلث مدبب يعلوه شكل الهلال هو ايضا على شكل مستطيل في واجهه المسجد يوجد حوالي 18 نافذة علوية وعدد من النوافذ السفلية أما المسجد فهو محاط بسور بيع عدد من الشبابيك الحديدية خضراء اللون مع باب خشبي في المنتصف أعلى المسجد القبة ايضا بها عدد من النوافذ من أجل إضاءة المسجد نهارًا حيث انه تم إنشاءه قبل إدخال الكهرباء تركيا ،يزين المسجد من الداخل بالفسيفساء الزرقاء مع عدد من الكتابات باللغة العربية ويزين السقف ببعض الزخارف الذهبية أما أرضية المسجد من التركواز في وسط المسجد الثريا من النحاس الخالص أما المنبر اعلاه شكل مثلث مدبب مثل الموجود على المئذنة من الخارج، في ساحة المسجد يوجد عدد من الأشجار والزهور الجميلة لتزويد المكان بالأوكسجين اما المسجد توجد مكان لجلوس الزوار على البوسفور ايضا يوجد بجانبه كافتيرا كبيرة ومطعم مطل على البحر مباشرة يقدم أفخم أنواع الطعام التركي التقليدي المميز .
المسجد فرصة مميزة لمحبي تجميع صور المساجد العثمانية وباحثين التراث الإسلامي والمعماري ومحبي التصوير المعماري لو كنت من محبي العمارة الإسلامية وتعشق التفاصيل لا يفوتك زيارة تلك المسجد المتميزة في حي بير بيي في مدينة اسطنبول التراثية ايضا ليس هو المسجد الفريد بالمنطقة هو المسجد الثاني بعد مسجد والدة السلطان احمد الثالث ، يوجد ايضا عدد من المباني والقصور بالقرب من منطقة أمين باسكودار في اسطنبول على نفس الشكل المعماري هذا .