ربما قد وردت عليكم كلمة “ياكوزا” قبل ذلك”، لكن قلة تعرف ما الذي تعنيه هذه الكلمة تحديدًا. لعل اليابانيين أيضًا لا يدركون هذه الكلمة، أو أنهم يخشون من السؤال عنها، حيث أصبح الحديث عنها من المحرمات. لذا، مَن تكون عصابة ياكوزا ؟ ولماذا يخشى المجتمع الياباني منها؟
عصابات الجريمة المنظمة
ياكوزا هو اسم عام يُطلَق على عصابات المافيا في اليابان، والتي تُعرف أيضًا باسم جوكودو، وهي أكبر عصابة جريمة منظمة في العالم. نشأت في اليابان، هذه المجموعة تمارس أعمالًا في جميع المجالات، سواء بشكل قانوني أو غير قانوني، بدءًا من العقارات إلى غسل الأموال، والاتجار بالبشر.
منظمة ياكوزا
هذه العصابة لها بنية أو تركيبة بما يشبه الأسرة، تُسمى هذه العلاقة “oyabun-kobun” حيث يتخذ “oyabun” دور الأب، فيما “kobun” الابن، هذه الهيكلية صارمة ولا يجوز تجاوزها. فعدم احترام “oyabun” أو رفض أوامره يعرّض في النهاية إلى العقاب. أكثر أنواع العقاب شيوعًا، هو بتر الإصبع الصغير. ويُسمى ذلك “yubitsume” والذي يكون بمثابة اعتذار بإرساله إلى “kumicho” الزعيم، كوسيلة لطلب غفرانه!
الأصول
كلمة “Ya-Ku-Za” تعني “8-9-3” وهو رقم الخسارة في لعبة يابانية تقليدية تُسمى “Oicho-Kabu” حيث إن الهدف فيها الوصول إلى الرقم 19، ومجموع “8-9-3” = 20 أي لا شيء له علاقة بهدف اللعبة. ومن هنا تم اشتقاق الاسم، بما معناه “جيد في لاشيء”. الأصول الدقيقة لياكوزا غير واضحة، لكن تشير بعض الإشاعات أنها تعود إلى فترة إيدو في القرن الثامن عشر الميلادي حين تطورت مجموعات المقامرين وتجار الشوارع إلى عصابات إجرامية. فيما يعتقد البعض أن أصولها ترجع للمشردين من الساموراي في بدايات القرن السابع عشر الميلادي، حيث بدأوا بالتجمع وتشكيل مجموعات.
فن العصابة
من أكثر الأشياء التي تعد علامة بارزة لدى ياكوزا هو بدلة كاملة للجسم من الحبر، والتي تمثّل مدى شجاعة الشخص في التعرض للألم أثناء عملية الوشم. فحين يرى اليابانيون تلك الوشوم، فسريعًا ما يربطونها بجماعة ياكوزا، ويحاولون الابتعاد. وقد طالب عمدة مدينة أوساكا الموظفين إما مسح تلك الوشوم أو الاستقالة من العمل.
من الطبيعي أن نصاب بالذعر من هذه الجماعات الإجرامية، لكن الغريب أن عصابة ياكوزا قامت بأعمال خيرية وتبرعات بعد عدة كوارث طبيعية ضربت اليابان في السنوات الأخيرة، فبرأيكم ما تفسير ذلك؟