لا شك بأننا نقضي جزءًا كبيرًا من الحياة في النوم، وإن حسبنا ذلك بلغة الأرقام فإن الإنسان الذي يعيش لمتوسط عمر 80 عامًا فإنه يقضي 25 منها في سريره! فللنوم فوائد صحية لجسم الإنسان، لكن هل تخلينا ما الذي سيحدث إن توقفنا عن النوم تمامًا؟
وإن وجدنا طريقة للتخلص من حاجة أجسادنا للنوم، فسيكون لدينا المزيد من الوقت للحياة بشكل مختلف بدلًا من تضييعها في النوم، لكن هل ذلك ممكن الحدوث؟
ولزيادة عدد ساعات النوم عن المطلوب مخاطر صحية إذ يتسبب في أمراض القلب والسكري، أما الحرمان منه فيتسبب بالاكتئاب وأمراض القلب وتلف الدماغ.
قد يمر اليوم التالي لليلة لم تنم فيها بشكل عادي، وربما تكون نشيطًا ومتحفزًا. لكن لا يستمر ذلك، فيشعر الدماغ بعدها بالتعب بعد أن تقوم المناطق المسئولة فيه عن التخطيط والقرارات الحاسمة بالدفع إلى السلوك المتهور. ومع الشعور بالتعب تصبح بطيء الاستجابة، كما يقل نشاط الوظائف الإداركية والحسية. ونتيجة لعدم النوم يصبح الجسم غير قادر على التمثيل الغذائي الجيد للجلوكوز، كما يتوقف الجهاز المناعي عن العمل بشكل جيد.
وفي بعض الحالات قد يؤدي الاستيقاط لثلاثة أيم متتالية إلى الهلوسة. وينعكس ذلك على المظهر الخارجي للشخص، فقد أثبتت دراسات أن هناك علاقة بين الحرمان من النوم والجمال حيث يبدو الشخص أقل صحة وجمالًا. وكانت أطول حالة تم تسجيلها للبقاء بدون نوم 11 يومًا أو 246 ساعة، وحصل عدم تركيز وقلة إدراك. لكن لم تعاني أي من هذه الحالات من مشاكل عصبية، أو جسدية أو نفسية.
وفي تجارب أجريت على الفئران، فقد توفيت الفئران بعد أسبوعين من التوقف عن النوم. لكن العلماء ليسوا متأكدين إن كانت قد توفيت نتيجة الحرمان من النوم، أو نتيجة الشعور بالضغط بسبب الاستيقاظ المستمر.
وبالنظر إلى مرض الأرق العائلي القاتل فهو مرض جيني نادر يؤدي إلى الهلوسة أو حتى الوفاة. ويؤثر هذا المرض على 100 شخص فقط في العالم. وقد يعيش هؤلاء الأشخاص حتى 18 شهرًا، ومع مرور الوقت يصبح الوضع أسوأ، فتتوقف الأعضاء عن العمل!