كم درجة الغليان للماء
الماء ا
لماء هو عصب الحياة على سطح الكرة الأرضية،
ومن دونه تنعدم الحياة، والماء نعمةٌ من نعم الله جل جلاله على عباده، لقوله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)[الأنبياء: 30]، يحمل الماء الصيغة الكيميائيّة (H2O)، وهو يتكوّن من ذرّتين أكسجين وذرة هيدروجين، ويشكّل 70% من مساحة الكرة الأرضية، ويعدّ أساس الحياة على الأرض،
وهو سائلٌ شفّافٌ عديم اللون والطعم والرائحة، ويوجد الماء في الطبيعة في الحالات الفيزيائيّة الثلاث: السائلة كالماء، والصلبة كالثلج
، والغازية كالبخار، كما يُطلق عليه المذيب العام، لقدرته على إذابة الكثير من المركبات، مثل الأملاح والفيتامينات والأحماض الأمينيّة، ويعتبر من الأوساط الملائمة لحدوث العديد من التفاعلات، بالإضافة إلى أنه وسط ناقل فهو ينقل المواد الغذائيّة، ويساعد على هضم الطعام وامتصاص الغذاء.
يعتبر الماء متعادلٌ كيميائيّ، أي أنه ليس حامضيّاً ولا قاعديّاً، يحمل الرقم الهيدروجيني (7)، ويعد الماء من الموادّ القطبية التي تذيب مواد قطبيّةً أخرى، ويتميز بموصليته العالية للكهرباء، وحرارته النوعية العالية، مما يؤدي إلى منع انخفاض درجات حرارته بسهولةٍ بل يحتفظ بحرارته مدّةً طويلة، ويفقدها ببطء.
درجة غليان الماء يُعرف الغليان بأنه تحوّل المادة من الحالة السائلة إلى الحالة الغازية،
فالماء يغلي عند درجة حرارة قيمتها 100درجة مئويّة (سليسيوس)، أما درجة تجمده فتكون عند الصفر المئوي، وتسمى عمليّة تحوّل المادّة من الحالة الصلبة إلى الحالة السائلة بالذوبان، والتجمّد هو تحوّل المادة من الحالة السائلة إلى الحالة الصلبة، والتكاثف هو عمليّة تحول المادّة من الحالة الغازية إلى الحالة السائلة، أمّا العكس فتسمى بالتبخر،
وعملية التسامي هي التي تتحوّل فيها المادة من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازيّة دون المرور بالحالة السائلة.
وتختلف درجة التبخر عن درجة الغليان بأن درجة التبخر أقل منها قليلاً، حيث يتحول جزء من المادة إلى حالةٍ غازيّة، وتحتاج عملية الغليان والتبخر إلى حرارة تكتسبها، وذلك لمساعدة الجزيئات على التحرّر عن بعضها، وكسر الروابط بينها، وسجّلت درجة غليان الماء عند نقطة 212 فهرنهايت عند الظروف القياسيّة، وكلّما ارتفعنا عن الأرض نحو الجبال، تقلّ درجة الغليان بسبب الضغط، أما إذا هبطنا عن مستوى سطح البحر فإن درجة الغليان تزداد عن الدرجة المئوية، بسبب زيادة الضغط في تلك المنطقة. ينفرد الماء في العديد من الميّزات والخصائص عن المواد الأخرى، فتترابط جزيئاته بروابط هيدروجينيّة قويّة تجعل الثلج أقل كثافة من الماء السائل، مما يطفو على سطحه، وقد سميّت هذه الظاهرة "شذوذ الماء"، وبسبب هذه الظاهرة نجت جميع الكائنات الحيّة البحرية من الموت، فسبحانه ما أعظم قدرته!