فصل الخطاب في أمر السادة المهدية و قبيلة عبادة العقيلية ..الجزء الاول
يخرج علينا بين الحين والآخر بعض من تطغى عليه السطحية فيأتي ليلصق نسب ( السادة المهدية ) بقبيلة عبادة العقيلية الكريمة وذلك لأسباب اهمها المنصب ( المشيخة ) لاستخدامه لمصالحهم الشخصية وهذا أمر لا يصح وسنعمل على تبيانه فيما يلي :
كما تعلمون إن الامارة خليط أنساب حالها كحال إمارة المنتفق رغم ان المنتفق نسب عامري إلا أن إمارة المنتفق تزعمها السعدون الأشراف وشارك فيها عشائر من أصول مختلفة وللسادة عند عرب العراق الاحترام والتقدير وهذا عرف موجود لليوم في عشائر العراق الكريمة في تعظيمهم للعلويين ( يعني تقديرهم العالي وتوقيرهم وليس تعظيم للعبودية حتى لا يفهمها خطأ المحتالين ) مثلا السادة البوشكة والسادة آل ياسر وآل محل عند قبائل البدور و بني حكيم والمنتفق عموما وهو يأتي من باب الحلف والمجاورة لا من باب النسب،
علماً بأن قبيلة عبادة العقيلية في العراق كان لها أمراؤها من ذرية المقلد ومنهم في تلك الحقبة كما عدهم ابن خلدون : منصور بن قيان بن ادريس العبادي ، ناصر بن فرج الله ، قبان بن مياح فهم لهم أمراؤهم من ذرية المقلد العبادي
وهو من باب توقير هذه القبائل للذرية العلوية المحمدية وقد ذكر مثلا ابن الاثير في المجلد التاسع ص 131 و 236 ونقله ماكس أوبنهايم في كتابه البدو ج3 ص312 عندما كان يتكلم عن عرب عقيل (( كان الحكم في يد نبلاء المدن من العلويين والعباسيين وكان الفريقان العلويون والعباسيون متعاديين وكانا يخوضان معاركهما الحزبية بمساعدة العقيليين )) وكذلك كأحد الشواهد على تداخل العلويين مع العقيليين قبيل نهاية العهد العباسي من الظلم الذي جرى عليهم فقد ذكر ابن الاثير الكامل في التاريخ ج8 ص198 عن أحداث 472هـ : ” فِيهَا وَلِيَ أَبُو الْغَنَائِمِ الْمَعْمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيُّ نِقَابَةَ الْعَلَوِيِّينَ بِبَغْدَاذَ، وَإِمَارَةَ الْمَوْسِمِ، وَلُقِّبَ بِالطَّاهِرِ ذِي الْمَنَاقِبِ، وَكَانَ الْمُرْتَضَى أَبُو الْفَتْحِ أُسَامَةُ قَدِ اسْتَعْفَى مِنَ النِّقَابَةِ، وَصَاهَرَ بَنِي خَفَاجَةَ، وَانْتَقَلَ مَعَهُمْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، وَتُوُفِّيَ أُسَامَةُ بِمَشْهَدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ. ” وهذا يبين نوع من التحالف المقصود
ومثله تحالف السيد مهدي الرضوي الموسوي الحسيني جد السادة المهدية مع قبيلة عبادة لثقلها العشائري
وهذا كما ذكره محمد جعفر العبادي سنة 1989 م / 1409 هجرية بأن المهدية أحد العشائر العلوية في قبيلة عبادة وهي لا تنتسب إلى عبادة العقيلية بل تحالف سابق
وعشيرة السادة المهدية الموسوية تسكن قلب العراق والأجزاء الوسطى حيث تتمركز في محافظات بغداد و ديالى و بابل و واسط و كربلاء
ولعل التاريخ يضرب لنا أمثلة كثيرة في تأمر ( قيادة ) الأشراف في محيط هذه القبائل مثلا الشريف أحمد بن رميثة الحسني والشريف عز الدين حميضة الحسني و السيد علي بن طالب الحسيني الأفطسي الدلقندي ..
ونقطة مهمة جداً أن المهدية لم يكونوا يوماً من الأيام بدواً بل هم من سكان القرى والمدن العراقية وليس لهم في البادية من شيء وهذا مختلف عن طبيعة القبائل البدوية كعبادة عقيل و زبيد الحميرية وغيرهم وان الأمر ليس كما يتصوره بعض السطحيين.
في أحدى أقدم الوثائق العربية المعتمدة لسلسلة نسب عبادة وجد بأن الامير مكن العبادي له أربعة أبناء هم ناصر جد البوناصر و حسن وحسين جد الحسينات ( البو غربة ) و الامير جعفر مؤسس الامارة في شط الاخيضر وجد عشائر الدفافعة و البو سبتي والكديسات و الكريزات والحجاج و البو ضاحي وأيضا جد بيت رئاسة قبيلة عبادة وغيرها من عشائر عبادة العريقة. .
فمن أين أتى اسم خير البر ( خيري ) بن مكن العبادي فهذا يدل على خطاء في تسلسل النسب المعتمد عند هؤلاء السطحيين ..
مجموعة سطحية أخرى أيضا تنتسب لقبيلة عبادة وبنفس السبب من أجل المشيخة ولكن بنسب آخر هو أن جد العشيرة هو مهدي بن املح بن رجب ( جد الرجيبات ) بن حسين ( جد الحسينات ) بن مكن وهذا نسب لم تعرفه المصادر وسيتم أيضا توضيح التزوير والكذب
لو كان حقا مهدي ابن املح بن رجب اي انه حفيد رجب ( بن حسين المكن ) جد عشيرة الرجيبات الحسينات العبادية لذكروه المصادر لأنه حفيد رجب اي هو أحد الافخاذ المهمة في الرجيبات مما يدل على خطأ نسب إلى الرجيبات المنتشرة في شط العرب والفاو و العمارة والناصرية و الاهواز ومن المصادر التي ذكرت الرجيبات موسوعة تاريخ البصرة ج1 للشيخ عبدالقادر باشا عيان العباسي و عشائر العراق ج4 لعباس العزاوي و القبائل العربية ج1 ليونس الشيخ إبراهيم ولم يتم ذكر المهدية بانها تابعة لعشيرة الرجيبات الحسينات المكن العبادية لذا فهذا أيضا نسب خطأ ..
يوجد في الوطن العربي أسماء مشابهة لهذا الاسم ففي سوريا و الأردن يوجد بني مهيد أو المهادي و مفردهم أيضا مهداوي و هم ينسبون إلى القبائل الحميرية القحطانية ومنهم من ينسبون إلى السيد الشريف حسن الانور الحسيني الهاشمي
و كذلك توجد في المملكة السعودية عشيرة آل مهدي بن جساس ينسبون إلى الأمام الحسن السبط بن علي بن ابي طالب عليهم السلام
اما السادة المهدية الموسوية في العراق فهم من نسل سيد مهدي ( جد السادة ) بن سيد أحمد بن سيد محمد بن سيد طه بن سيد أحمد بن سيد راضي بن سيد حمد بن سيد محمد بن سيد سلامة بن سيد عطية بن سيد زياد بن سيد خير البر ( سيد خيري أخو سيد حمادي منه السادة المراسمة وغيرهم من الأشراف ) بن سيد مكن ( المقن ) بن سيد خليل بن سيد عبدالله بن سيد أحمد بن سيد علي بن سيد محمد بن سيد حسن المحسن بن سيد يحيى الصوفي بن سيد جعفر الزكي التواب بن الإمام علي الهادي بن الإمام محمد الجواد بن الإمام علي الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي السجاد بن الإمام الحسين الشهيد بن الإمام علي بن ابي طالب و فاطمة الزهراء بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم
ولكل منهم نسبه الخاص المحتفظين به ..
وهذا المشكلة ضهرت في زمن النضام البائد حيث قام المباد صدام حسين بتعين شيوخ لعشيرة المهدية (شيوخ دمج ) قاموا بتفريق العشيرة وجعلها فندات وافخاذ متباعدة النسب والمذهب والمشيخه لاضعافها لان صدام حسين له في صدرة حقد دفين على هذا العشيرة لكون فاضل عباس المهداوي هو من حكم صدام حسين بالاعدام شنقا حتى الموت ثم عفة عنه عبد الكريم قاسم وبعدها قتل المهداوي على يد صدام اللعين في مبنة اذاعة العراق وبعدها توعد ان يمزق هذا العشيرة التي تحمل اسمه
لكن اليوم تجمعت العشيرة تحت راية ياقائم ال محمد وتحت مشيخة الشيخ العام عميد السادة المهدية السيد صاحب شهاب حمود الموسوي المهداوي الرضوي الذي ايضا قد حكمة صدام بالاعدام وخرج من السحن وعاد اليوم ليحكم عشيرته وابناء عمومته بعد عناء طويل ومأسي لاقته هذا العشيرة المباركه النسب والعطاء