تجلس على طاولتها الصغيرة تضيئ المصباح قليلا لتكتب هذه الكلمات في دفتر مذكراتها "تمت بحمد الله " لتعود بعدها الى سريرها ذو الفرد الواحد وتستلقي عليه بعد يوم متعب ....
تنبيه : هذه الروايه خياليه ولاتمت للواقع بصله .. اي تشابه هو من باب المصادفه لا غير ...
البارت الاول " عمر الزهور "
الجزء الاول ....
السابع والعشرين من ذو الحجه
الموافق السادس عشر من ابريل عام الفان وستة عشر
في تمام الساعه السابعة والنصف من يوم الاحد
احدى مراكز الشرطه الغربيه في المنطقه تجلس ممسكه بهاتفها النقال ... وبين ماهي مندمجه في ذلك : ايمان يوسف الهادي تفضلي
لتمشي بخطوات ثابته الى احدى المكاتب الموجوده في ذلك المركز دخلت القت التحيه العسكريه على الضابط الموجود : ايمان يوسف الهادي تخصص تحقيق جنائي بكالوريوس في علم الجريمه
الضابط : غنيه عن التعريف يا بنتي تفضلي قعدي
ايمان : حاضر سيدي... جلست على احدى الكراسي الموضوعه في ذلك المكتب الكبير
الضابط بحزم : طبعا يا ايمان انتي تدرين انه نقلج هني بسبب كفائتج ولي راح نحتاجهاا وايد .... اخذ نفس وبعدها .. راح تبدين عمل من اليوم هني ما في وقت للراحه
ببتسامه خفتها ايمان : حاضر سيدي وانه جاهزه
الضابط : قضيه توها واصله راح اتكون من نصيبج وراح تكونين المشرفه عليها بدون مساعدة اي محقق
ايمان بفرحه : يعني ماراح اكون تحت اشراف محقق
الضابط : لا اول مره راح اتكونين انتي المشرفه عن القضيه كامله وراح تتحملين كل المسؤليه
ايمان : وان شاء الله راح اكون قدها
الضابط : تقدرين تتفضلين الحين على مكتبج هناك راح اتجوفين ملف القضيه او كل الادله الموجوده
ايمان بفرحه : حاضر سيدي ... اتجهت مسرعه الى الباب ولكن اوقفها صوت الضابط : ايماان ... التفتت موجه انظارها اليه .. انتبهي يا بنتي انتبهي
ايمان بفرحه واضحه على ملامحها : حاضر سيدي .. خرجت من المكتب وطلبت من احدى الشرطه الموجودين هناك ان يدلها على مكتبها دخلت وكان المكتب يسوده الظلام فتحت الشبابيك والمراوح لتهوية المكان بعدها خلعت معطفها الوردي ذو الشرائط السوداء وعلقته .. طلبت لها قهوه وجلست على مكتبها الخاص كان يوجد ملف توقعت ان يكون هو الملف المقصود فتحته وبدات تقرأ لم تحسُ بالوقت انطق ذالك السكون بطرق باب المكتب
ايمان : تفضل
..القى التحيه العسكريه : احمد جاسم محمد مساعد محقق
ايمان ببتسامتها المعتاده : ييت في وقتك كنت محتاجه وجودك في بعض الاسئله الي اتدور في بالي
أحمد : حاضر سيدي ..
ايمان وهي تشير بيدها الى الكرسي : اتفضل اقعد .. شنو تشرب
أحمد بعد ماجلس : سلامتج حضرة ال..
ايمان بمقاطعه : بدون رسميات يا احمد احنه الحين فريق واحد
أحمد : بس سيد..
ايمان مقاطعه لحديث احمد للمره الثانيه : احمد خليك من الرسميات الحين احنا جدامنا قضيه ولازم تنحل
أحمد : اوك .. تفضلي شنو الاسئله
ايمان : اول شي في مساعد محقق في الفريق اتوقع اسمها .. اغمضت عيناها لتتذكر
احمد : ار..
ايمان رفعت يدها في وجهه وهي على نفس حالتها لتخبره انها تتذكر الاسم
ابتسم احمد والتزم الصمت
ايمان : اريام
أحمد ببتسامه : نعم سيدي اهيا في اجازه وراح تداوم باجر ان شاء الله
ايمان بتنهيده : راح انجوف سالفتها بعدين ... الحين ابيك لوسمحت اتعيد لي السالفه من البدايه
احمد : حاضر ... وبدا احمد بسرد الاحداث التي حصلت في هذه القضيه على مسامع ايمان والتي كانت تقف موجه ناظريها الى الشباك كانت تريد معرفة كل شيئ من قدم البلاغ كيف فتح المحضر من هم الشهود ماهي الادله كل شيئ ...
مكان جديد شخصيات جديده قصص مؤلمه وغريبه ...
مدينة حمد .. الدوار الرابع عشر
بيت الايتام ..." دار رعاية الايتام "
الثالثه والربع مساءا
تدخل الفتيات متأففات يرمين حقائبهن عند الباب ويذهبن الى غرفة الطعام تجلس كل واحده منهن على كرسيها ملامح التعب والارهاق بائنه لى وجوههن
..: يعني هاذي مب حاله انه ماحب السمج شنو اكل
..: ولا انه
ام هاشم هي احدى الخادمات في هذا الدار ومسؤلة الطعام .. تتكلم وتعب الزمان يسيطر على صوتها قبل وجهها بصوت شاحب : ماعليه يا بنات ان شاء الله العشا بيعجبكم
..: مب حاله يا ام هاشم
ام هاشم تقدمت قليلا وبنفس الصوت المتعب و الوجه الذي ظهرت عليه آلام الزمان : ما عليه يا هدى الله يخليكم يابنات انتوا اكلوا والعشا ان شاء الله يعجبكم .. تنهدت وبعدها كحت ليخرج صوتها الشاحب مر اخرى .. عشاني يا بنات
هدى : عشانج والله ولا ما كلينه
ام هاشم بفرحه : عوافي يمه
هدى عندما رات تلك الابتسامه الصفراء على وجه ام هاشم لم ترد خذلانها بادلتها الابتسامه وقالت : الله يعافيج
اكل الجميع لخاطر ام هاشم فقط فمعزتها في قلوب الفتيات كبيره جدا فهي بمثابة جدتهن .. لم تلبث تلك الابتسامه حتى تلاشت من وجه ام هاشم وهي تفكر في عشاء للفتيات فالغداء قد مر ولكن ماذا ستفعل عند العشاء فغضب الفتيات لايحتمل ...
بنفس ذالك الدار في الطابق العلوي غرفه كبيره يتوسطها مكتب كبير تزينها الوحات الرومانيه والكراسي الاغريقيه المصنوعه من الجلد الاصلي الثريات التي تنور المكان باقات الورود رائحة البخور كل ذلك كان يجعل الشخص يسترخي داخله كتب على باب تلك الغرفه ..
"غرفة المديره"
المديره بحزم :قلت لج لا يعني لا
المساعده بخبث : بس ..
المديره ضربت بيدها على الطاوله : منيره قلت لج خلاص هالموضوع منتهي كلامي اهوا الي راح يمشي .. اخذت شنطتها وخرجت من المكتب والدار باكمله ..
جلست منيره على الكرسي باحباط تام المديره لم ترضا ماذا تفعل ...
مركز شرطة المنطقه الغربيه
مكتب المحقق ايمان يوسف
بنفس الوقت ..
ايمان وهي مازالت تنظر الى ذلك الشباك : كرزكان دمستان المالكيه باربار مدينة حمد دار كليب كلها ضمن المنطقه الغربيه
احمد : نعم سيدي
ايمان بعد سكوت لحضات التفتت بسرعه الى احمد : احمد احنا لازم انزور المنطقه
احمد : بس عندج الخريطه سيدي وتقدرين اتجوفين كل شي بدون ماتعبين نفسج
ايمان : لا احمد ابي اجوف المنطقه بنفسي .. بتيي معاي
احمد وهو متشجع للعمل معها اكيد بس متى
ايمان بفرحه : الحين .. تكلمت بسرعه بعد ماشاهدت علامة التعجب ظاهره على وجه احمد .. ايي الحين الظهر والناس راده من دواماتها والكل نايم محد رح يشك فينا
احمد : اوك سيدي .. تفضلي السياره بره
ايمان : لا راح اروح بسيارتي اضمن او احسن
احمد : براحتج سيدي
خرج احمد مع ايمان الى مواقف السيارات
ايمان : تعال معاي احسن .. ذهب احمد معاها وهو مولازم الصمت
في دار الرعايه .. الطابق الثالث .. غرفه 20
... دار الرعايه مكون من ثلاث طوابق اضافه الى الطابق السفلي غرف البنات موجوده في الطابق الثاني والثالث كل طابق يحتوي على 10 غرف كل غرفه تسع لخمس فتيات ..
دانيا وهيا تزيل عدساتها الطبيه وتضعها في العلبه : خلاص يابنات كلها جم شهر نتخرج ونفتك
ريم : ندوي معاها حق بعدها نطلع ونسوي اللي نبيه
رانيا وهيا تفتح الثلاجه لتبحث لها عن بعض الحلويات كعادتها : احنا بس لو نقدر انكلم المديره جان بخت
ريم بعد ان ابعدت قلم الكحل عن عيناها وبضحكه استهزائيه : وين جوفينها يا قلبي ومنيروه ماتخليها دقيقه مانعتها عنا
دانيا وبعد وضع كمادات ماء دافئه على عينها واسترخائها على السرير : والله المديره طيبه وتحبنا بس اكيد ماتدري عن اللي يصير
رانيا بعد ان وضعت قطعة الشكولاته المحشوه بالبندق والجوز في فمها وهي تتلذذ بأكلها : هدى اشفيج ماتشاركينا الكلام عبري عن رايج
هدى التفتت الى البنات وبعد ان كانت موجه نظرها الى التلفاز وبضحكة : شتبوني اقول بالله
ريم : اللي اتحسين فيه رايج
هدى بتنهيده : منيرو صج داهيه ومانعتنا عن المديره بس المديره من واجبها تسال وتدور وهيا اتعرف خباثة منيره مو تكتفي بس بالتقارير اللي تكتبها منيره لها بدون ماتدور وراها .. زفرة وبعدها اخذت اكسجين واطلقت تنهيده اخرى .. دانيا ريم رانيا لاتفكرون انه بنتخرج وبنطلع وبنرتاح قولوا لي بعد مانطلع وين انروح مافكرتوا كلش .. لم تجد هدى رد على سؤالها .. بنات لا تاخذكم العواطف احنا يتيمات لا ابو لا ام لا عم لا خال ولا احد ماعندنا اهل عيشتنا هني والله ارحم لنا هني مستورين ناكل ونشرب علينا حراسه عندنا مصروف بس اذا طلعنا من هالملجأ مالنا غير ذئاب بشريه راح تنحش في لحمنا .. سكتت وبعدها .. يمكن اجوفوني اتحلطم بس صدقوني انه مابي اطلع من هني ..
لم تتمالك الفتيات انفسهن حتى بداً بالصياح على الغد قبل اليوم .. لم يعشنه يوما كباقي الفتيات فالنقص يلاحقهن مؤمنات بقضاء الله ولكن الدنيا لم ترحمهن حملن هموهم الدنيا وهنه في عمر الزهور ...
بنفس ذلك الدار الذي تملئه خيبات الامل ... الحزن .. الدموع ... تقف ام هاشم تحسب ماتبقى من راتبها لهذا الشهر .. لماذا ..
لم نبتعد كثيرا عن ذلك الدار وانما خرجنا منه فقط ولكن مازلنا بنفس المنطقه .. ها هيا ايمان تدور المنطقه لتبحث عن شيئ ما ..
التاسعه والنصف ليلا
دار الامل لرعاية الايتام ... غرفة الطعام
هدى : ام هاشم مشكوره والله صدقتي وماخيبتي ضنه فيج
ام هاشم ببتسامتها الي طغى عليها جور الزمان : اهم شي راحتكم يابنات .. خرجت من الغرفه وهيا فرحه لم تهمها نقودها التي دفعتها فكانت سعادة الفتيات كفيله بسعادتها ...
المحرق .. امام مخبز ...
تجلس في بيتها تفكر كيف تقنع المديره بإخراج الفتيات قبل يوم الجمعه في جوله لم تكن تعي مايحدث حولها كانت فقط تبحث عن خطه تساعدها .. اخرجها من ذلك العالم صوت هاتفها تنهدة عندما رات المتصل ترددت في الرد ولكن في النهايه ...
منيره : هلا ... لا مارضت ... بعصبيه لاتصرخ علي راح احاول لاتخاف ... قلت لك راح احاول لا تعور راسي ... اوك اوك باي .. اغلقت الهاتف ورجعت الى تلك الدوامه مره اخرى
مدينة زايد ... مقابل مجمع سلطان مول التجاري
منزل متوسط الحجم لعائله ميسورة الحال
ايمان : لا يمه شبعانه الحمدلله راح انام ... ذهبت مباشره الى غرفتها ولم تدع سبيل لامها
تنهدت الام غاضبه من حال ابنتها العنيده
نور : لاتعورين راسج يمه اكيد قضيه يديده كالعاده ...
تمر عقارب الساعه دون ان تنتظر احد ها هي الساعه تشير الى الثانيه بعد منتصف الليل و ايمان مازالت تتأمل في خريطة المنطقه ..
مركز شرطة المنطقه الغربيه ... السابعه والنصف صباحا
كالعاده دائما طرق الباب هو ما يقطع حبل افكارها : تفضل احمد
دخل احمد والقى التحيه وبعدها جلس : شكلج مو نايمه عدل
ايمان بضحكه تعب وهيا تشرب القهوه : اله مونايمه اصلا ... اريام وينها .. قبل ما تكمل سؤالها اندق باب المكتب للمره الثانيه : تفضل
..: القت التحيه العسكريه .. اريام خالد علي مساعد محقق اول
ايمان ببتسامه : اتفضلي يا اريام
جلست اريام بجانب احمد ومازالت مبتسمه
ايمان : ان شاء الله تكونين مستعده للشغل بعد الاجازه
مدرسة مدينة حمد للفتيات
6 علم 3
هدى وهيا تخرج كتاب التاريخ : منيره فيها شي اليوم مو طبيعيه
رانيا بعد ما تاكدت من اكلها : انتوا جفتوها اول مره اتعاملنا هلون
دانيا وهي تنظف نظارتها الطبيه : لاتظلمونها يابنات
ريم بعد ما اغلقت قلم الحمره : الذيب مايهروي العبث
الدار الرعايه .. الحديقه
منيره : هاذي الخطوه الاولى يا منيره وان شاء الله بصير اللي في بالج
مركز شرطه المنطقه الغربيه .. مكتب المحقق ايمان
احمد : المنطقه كلها زراعيه ومحاوطه بالنخيل
اريام : معاك حق وهاي راح يستفيدون منه وايد بس شلون راح ينقلون البضاعه
احمد : هني السؤال الخيوط كلها مكشوفه بس المشكله انه هاذي المنطقه مايدخلها اله الاطفال الاقل من الثمنتعشر سنه
ايمان بعد كلام احمد انتبهت : انه بزور دار الايتام الموجود هناك
احمد واريام بأستغراب : سيدي
ايمان : مافي وقت للشرح الحين .. احمد انته روح جهز امر بدخول للدار اريام انتي جهزي المحضر
.....
انتهى الجزء الاول من البارت الاول " عمر الزهور "
الرواية بقلم :طفوف
"لقد تمّ تخويلي لوضع الرواية بهذا المنتدى من قبل الكاتبة"