الفراق حزن كلهيب الشّمس يبخّر الذّكريات من القلب ليسمو بها إلى عليائها،
فتجيبه العيون بنثر مائها؛ لتطفئ لهيب الذّكريات...
سمعت احدهم في يوم ما قال لي
“لا تكتُب حرفاً وأنتَ تبكي إثر فراق، فسيظلُّ ما كتبت ملحاً يُرشُّ على جُرحكَ كلما قرأته”
قلت:
كيف هذا وقد غابت شمسي عن سمائي، فأصبح الكون كلّه ظلامٌ دامس
أصبح من دون أيّ ألوان وملامح أو أصوات
لم يعد سوى صدى صوته يرنّ في أذني
ولم أعد أتذكّر إلّا صورة وجهه، ونظرات عينيه عند الوداع
ااااه
يا ليت الزّمان يعود
والّلقاء يبقى للأبد
ولكن مهما مضينا من سنين سيبقى الموت هو الأنين
وستبقى الذّكريات قاموساً تتردّد عليه لمسات الوداع
والموت هو البقاء
وصراخ قلبي لم يسمع
والانين الموجع ياكل مني شيئا فشيئا
في الختام ادركت انه عند الفراق
ان اجعل لعيني الكلام
فسيقرأ من أحبني سوادها
واجعل وداعه لوحةً من المشاعر
يستميت الفنّانون لرسمها ولا يستطيعون
فهذا آخر ما سيسجّله الزّمن في رصيدي
تكتب بغيابها عني نوتة موسيقية فادحة الوقع
فتكون مشاعري لها أوركسترا بأعين معصوبة