تتباهى الفتيات المقبلات على الزواج بغلاء مهورهن، ويتفاخر ذويهن بذلك، وهنا نتساءل هل المهر هو ما يحدّد قيمة الفتاة أو يمنحها حياة زوجية سعيدة؟
كسرًا لكل التقاليد والصورة النمطية التي رسخت في أذهاننا عن المهور وقيمتها، طلبت عروس هندية مسلمة أن يكون مهرها 50 كتابًا، فقط لا غير! “سهلة نيشيل” خريجة علوم سياسية من جامعة حيدر آباد لم تحلم أبدًا بزفاف خيالي، فحين قرّرت الزواج أرادت إرسال رسالة لمجتمعها الذي يعاني من هوس الذهب.
فلم تطلب سهلة الذهب والحلّي والمصاغ، إنما أرادت أن تكون الكتب مهرًا لها، وذلك لسببين، الأول: أنه يحق للفتاة المقبلة على الزواج أن تطلب ما تريد، الثاني: أنها أرادت إرسال رسالة للمجتمع المسلم في مالابورام بأن الزواج يتم دون التوجس والهوس من قِبل الطرفين حول كمية الذهب.
دخلت سهلة إلى قفص الزوجية في الحادي عشر من شهر أغسطس الجاري. الزوج “أنيس نادودي” يرى بأن المهر من حق المرأة وليس كرمًا من الرجل، وعلى الرغم من ذلك فقد دعمها فيما طلبت. لم يكن الأمر سهلًا عليه كما يظن البعض، فقد احتاج الأمر أن يقطع بنغالور بأكملها؛ ليجد الكتب التي طلبتها سهلة.
وقد تم ذلك وسط معارضة العائلتين، وقد علّقت سهلة على ذلك بقولها، أن عائلتها لن تستمر بالرفض لفترة طويلة، فهي لم تفعل شيئًا مخالفًا للنصوص الدينية.
أما عن الكتب التي طلبتها سهلة، فقد تضمّنت الأدب الإسلامي النسوي، والأدب النسوي، والخيال، والسياسة. وبذلك يكون كل من سهلة، وأنيس أول زوجين مسلمين في بنغالور يتخلّيان عن الذهب كمهر. ومن الجدير ذكره، أن نساء الهند يمتلكن حوالي 11% من الذهب الموجود في العالم.
وفي هذا المقام، لا بدّ وأن نستذكر الفتاة السعودية “بهيسة العربي” التي تبرّعت بكامل تكاليف زفافها لصالح قرية فقيرة في جيبوتي، يمكن الاطلاع على التفاصيل من هنا.