...........الخائفون من المصير .............
نائس وغارق في الأسى ومعلّقُ
وفي سبيل العابرين أُحدِّقُ
أحاور جوعي وخوفي آملاً
أشعل فتيل الموجعات وأحرِقُ
وأمعن في موطني مستحضِراً
فأرتمي في حُزنه وأغرقُ
تتناسل الأوجاع من أعراقه
ومن جحِيم جِرحه أتمزّقُ
أرحل الى الآتي وأشكو لهفتي
فتعضُّ قلبي وحشةٌ وتسبقُ
أنسج شرانق من جلالة فضلها
وأرتشف من حلمها وألعقُ
وأنطفت في أرضنا كل الشّموع
وأوصدت كل الدّروب المورِقُ
من مُدية سفاكٍ مُزرٍ ظالمٍ
الجرح ينزف والأمان مقلقُ
ياريح رِفقاً بالبلاد فإنها ؟
في ظلمة الليل العتيق تُغرَقُ
زُرعت مشاتل حِقدهم في أرضنا
أستأصلوا منها الجمال وأقلقوا
وتجاوزا كل الحدود بحقها
في خِدمة الغرب اللعين أنفقوا
يا أيها الوطن المُعفّر بالدجى
وفي رحاب المجرمين مُعتّقُ
كيف النجاة في معاريج الدُّنى ؟
نتجرعُ في حضنها ونُحرَقُ
من يستحق فيك المعزّة وطراً
يُستعطى في سوق البلاء ويُسحَقُ
وسِواه من ذوي اللئام يسربلُ
بمترف الأزياء حُرًّ يسرقُ
ويُوضع الشّرف المذهّب في الردى
ويُعامل كالعاهِر المطلّقُ
والعاهر المأنوف بين بنينه
في حضرة الألق المقدس يغدقُ
والخائفون من المصير قد يممّوا
وجوههم هرباً نحو المشرق
ساقوا اليها بدراهم وبضحكةٍ
ليرؤوا مِنّا ذا الأمير الأحمقُ
وتُزهق من أجلهم أرواحنا
وفي سبيل المرجفين تفرقوا
وإن رأوا نجم الصباح بازغاً
يُمسّد الأفق الرّحيب حلّقوا
والورد يُصلى في حدائق موطني
ويصلّبُ تحت النِّبال ويُحَرَقُ
لا شيئ يقبل بالكلام هاهنا
غير القذائف والرصاص ينطقُ
حُجباً كثيرة غير أني لم أرى
فجراً يُليق في الفضاء ويبرق
شعب وراء هذي البلاد ينتظي
يفيض من دفق الشباب ويُشرقُ
سيظل يصرخ في وجوه المجرمين
ذوداً عن اليمن السعيد ويبرِقُ
يا جنّة المأوى حُبك لم يزل
في كل قلبٍ منا ويخفقُ
لا شيئ يحجب ضوءك بقلوبنا
سيظل يذوي في بهاءك رونقُ
أحبك حتى وإن وهج الأفول
والأرض تمضي في رحاب الخالق
أنت النعيم للفؤاد والعذاب
وبحضنك نخل الرّؤى تستنشقُ
.............جمال العامري