قلة النوم تؤثّر سلباً في قدرتك على حلّ المشاكل: دراسة
أظهرت دراسة حديثة أن الحرمان من النوم يؤثّر على بعض أجزاء من الدماغ أكثر من غيرها، إذ تتباطأ المناطق التي تتعامل مع حلّ المشكلات والتركيز على سبيل المثال، فيما تواصل أخرى العمل على النحو المعتاد.
الدراسة التي نشرتها مجلة "ساينس" العلمية مؤخراً، بحثت في استجابة المخ لنقص النوم بجانب اثنين من العوامل الرئيسية التي تؤثر على المرء عندما ينام، وهي إيقاعات الساعة الحيوية في الجسم على مدار دورتها البالغة 24 ساعة، وأيضاً حاجة الجسم للنوم، والتي تزداد عندما يسهر الشخص لفترة أطول، بحسب تقرير نشرته صحيفة ibtimes الأميركية.
فيما قال ديرك يان دايك، المؤلف المشارك بالدراسة بجامعة سري بإنكلترا، "برهننا على ما يعرفه عمال المناوبات بالفعل. ليس من السهل، أن تكون مستيقظًا في السادسة صباحاً بعد ليلة من عدم النوم، ولكن ما لم يكن معروفاً إن كانت الاستجابة المختلفة بشكلٍ ملحوظ لهذه المناطق في الدماغ".
من جانبه، قام فريق بجامعة لييج في بلجيكا بتقييم 33 شاباً ظلوا دون نوم لمدة 42 ساعة، إذ كان على المشاركين أداء مهام بسيطة بينما يُجرى خلالها اختبار ردّ الفعل لتقييم وظائفهم الإدراكية.
وأُجري خلال تلك الفترة الخالية من النوم 12 مسحاً دماغياً للمشاركين، وقيست مستويات هرمون النوم "الميلاتونين"، لتعقّب ساعاتهم الحيوية الرئيسة، ثم أجري بعد 12 ساعة من النوم مسحٌ آخر للدماغ.
وبينما كانت الساعة الحيوية العامل الأساسي في أداء بعض مناطق المخ مثل المهاد، تأثرت بشكل أكبر مناطق في الطبقة الخارجية للدماغ نتيجة لحاجة الجسم إلى النوم، إذ تبين أنه عندما ازدادت فترة السهر، أصبحت الأنشطة التي تقوم بها هذه المنطقة أكثر بطئاً.
وتنشأ إشارة الساعة الحيوية في الدماغ في مجموعة من الخلايا العصبية "النواة فوق التصالبية"، لكن لا يزال منشأ الدافعية إلى النوم غير واضح، وذلك وفقاً لتشارلز كيزلر، خبير النوم في كلية الطب بجامعة هارفارد، حيث تتضمن تفسيرات ذلك تراكم نواتج أيض سامة بعد نشاط المخ ليوم واحد، أو نفاد الطاقة من مناطق بعينها.
من ناحيته، يرى كيزلر أن الدراسة "تفتح حقبة جديدة في فهمنا لعلم الأحياء العصبي في النوم واليقظة"، مشيراً إلى إمكانية أن يكون لها استخدامات متنوعة مثل تقييم مدى تأثير قلة النوم خلال سنوات المراهقة على نمو الدماغ، أو الفحوص التي تعكس قوة دافعية الجسم للنوم.
- هذا الموضوع مترجم عن صحيفة IBTimes الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.