التوحد هو اضطراب عصبي غير مفهوم، لا يسمح للفرد بالانخراط في المجتمع، ولا سيما أنه يُعدم التفاعل مع المحيط. لكن التّوحد يكسب صاحبه موهبة مميّزة ويجعله يتفوّق بها. الطفلة أيريس غرايس، البالغة 5 سنوات، من المملكة المتحدة، هي خير دليل، والمثال الممتاز من الهدايا غير المتوقعة التي بإمكان التوحد أن يمنحها للإنسان. فالطفل الذي يعاني من التوحد، يتفوّق بمجال معيّن لأنه يوجّه كل تركيزه في مكان واحد.
تتمتّع الطّفلة أيريس بموهبة خلاقة في الرسم. ولقد ساعدها تركيزها القويّ واهتمامها بالتفاصيل، على خلق لوحات فنيّة جميلة تفوق الخيال. ما جعل الكثير من مشجّعيها والمشترين، يشبّهون أعمالها بأعمال مونيه، الرسام الفرنسي الشهير.
ويذكر أن الطفلة أيريس تتعلم النطق ببطء شديد، في حين أن بقية الاطفال تعلّموا الكلام في عمر السّنتين. ومع تعلّمها الكلام بواسطة برنامج علاج النطق، قدّم لها والديها لوحة بيضاء وفرشاة ألوان، وذلك عندما اكتشفا موهبتها الرائعة.
وقد أشارت والدت أيريس أنّه "تم تشجيع الطفلة على الرسم للمساعدة في علاج النطق، وكطريقة تساعدها على التعبير وتحويل محور اهتمامها". وبعد ذلك، أدرك الاهل بأن الطفلة موهوبة فعلاً وترسم رسوماً رائعة، اضافة إلى أنّها تملك القدرة على التركيز حوالي ساعتين متتاليتين في كلّ مرّة تحاول فيها الرسم. ويتنج عن عملها لوحات باهرة وفائقة الجمال.
وتضيف الوالدة "لقد خلق التّوحد طريقة مميّزة في الرّسم لدى أيريس بحيث انني ما رأيت من قبل طفل يتقن الفنّ والرسم بهذا العمر الصغير. فهي تفهم الالوان وتدرك كيفية تمازج بعضها ببعض."
وتشير والدة أيريس، إلى أنّ الاطباء لم يشجعوا الطفلة على الرسم. بل منذ أن شجعها والديها على رسم اللوحات، اكتشفا دقة ملاحظتها ودرجة تركيزها. وتضيف الوالدة: "أستطيع أن أرى جيّداّ ما يبهرها في مسيرتها الفنية، وأعتقد أنها تستطيع أن ترى الأشياء في مزيد من التفاصيل، والدّقة." والجدير ذكره، بأن أيريس كانت مهتمّة في المياه والحركات والطّبيعة. وهي تحتاج للراحة والهدوء قبل البدء بأعملاها.
وتعتبر والدتها بأنّ أعمالها الفنيّة ذات صلة دائمة بإلهامها، وبالموسيقى التي تسمعها أثناء الرّسم.
ولذلك، وجب تنمية موهبة كل فرد مهما كانت حالته، لأن كل من يملك نقصا في مكان معيّن يعوّضه في مكان آخر.