مقال - ماهو التفسير العلمي لظاهرة عدوى التثاؤب؟
نتثاءب في حالات الضجر والتعب والجوع والضغط النفسي. والتثاؤب ظاهرة تنتقل بسرعة بين شخص وآخر وحتى بين الإنسان والحيوان. فما هي أسباب عدوى التثاؤب؟ وكيف يفسرها العلماء؟
التثاؤب من الظواهر الـمُعدية للغاية، إلى درجة أن الإنسان يتثاءب بمجرد رؤيته أو سماعه لشخص آخر متثائب أو حتى تفكيره في التثاؤب أو بمجرد قراءته كلمة “تثاؤب”. المجموعات البشرية هي أفضل ما يمكن فيه ملاحظة ظاهرة التثاؤب، فلا يكاد يبدأ أحدهم بفتح فمه متثائبا حتى يلحقه في ذلك عدد كبير من أفراد المجموعة.
حياتنا اليومية تؤكد هذه الظاهرة. وقد أظهرت نتائج الأبحاث أن عدوى التثاؤب تنتقل بين الأشخاص المتعاطف بعضهم مع بعض بشكل أسرع منها بين غير المتضامنين عاطفيا فيما بينهم. ولذلك فإن عدوى التثاؤب تنتقل بين أفراد العائلة الواحدة والأصدقاء بشكل أسهل من انتقالها بين الغرباء بعضهم عن بعض. وقد تكون الرغبة في توحيد المزاج الاجتماعي الجماعي هي الكامنة وراء عدوى التثاؤب.
وليس ذلك فحسب بل إن الاضطرار إلى التثاؤب ينتقل من الإنسان إلى الحيوان، وقد أظهرت دراسة أن هذا يحدث أكثر حين يوجد تعارف مسبق بين البشر والحيوانات، كالكلاب مثلا. ويرى الخبراء في ذلك دليلا على قدرة الحيوانات على التعاطف مع الآخرين أو قابلية “التقمص العاطفي” التي تتمتع بها الكلاب.