أغسطس 10, 2016
صورة الملك فاروق في صغره
رؤية – هالة عبد الرحمن
القاهرة – يبوح التاريخ بأسرار الجمال الذي عشقه المصريون عقودًا طويلة، بعد أن ظلت الأسرة الملكية بعيدة عن عيون المصريين قريبة من خيالهم الذي لم يكن يتصور رغد وهناء العيش في القصور الملكية كما رآها فيما بعد.
وتقترب من حياة الملوك أكثر بمحاذاة الطريق الرئيسي المتصل من القاهرة إلى حلوان عند نهاية كورنيش النيل جنوب القاهرة، حيث يقع ركن فاروق الذي بدأت عملية تشييده عام 1941م وتم الانتهاء منه عام 1942.
وكان الملك فاروق قد اشتراه كقطعة أرض فضاء، تصل مساحتها بعدما أضيف إليها من حدائق إلى 11 ألف متر مربع، وشيدت الاستراحة الملكية على مساحة 440 مترًا مربعًا منها.
وعلى الرغم من حرص الملك فاروق على تأثيث الاستراحة وفق أحدث الطرز آنذاك، إلا أن آخر ملوك مصر لم يقم فيها طويلا، أو بالأحرى لم يأتها زائرًا سوى مرتين فقط، على الرغم من إعدادها بما يليق بالملوك والحكام، حتى أن سرير ولي العهد لم يتم استخدامه مطلقًا، وفقًا لما أكدته دكتورة لميس جابر.
وأضافت لميس: “فاروق لم يأتِ الاستراحة كثيرًا حيث كان يقصي الصيف في قصر المنتزه والتين، في الشتاء ما بين قصري القبة وعابدين، وكان فاروق يستخدمها لأخذ يخت في النهر”.
ركن فاروق في حلوان
وشيد ركن فاروق، على الطراز الحديث من ثلاثة طوابق، الطابق الأرضي، وله بوابة كبيرة في خلفية القصر ويضم حجرات الخدم وملحقاتها. والزائر للمتحف يقابله في مدخله تمثالا من البرونز لامرأة بالحجم الطبيعي محلاة بحلى فرعونية تعزف على آلة الهارب بقاعدة من الرخام، بالإضافة إلى تمثال لأبي الهول من البرونز وساعة مكتب معدن مذهبة عبارة عن لوحة من البلور، عليها 12 فصا عتيقا والعقارب من الذهب وتزين لوحة البلور تماثيل لتماسيح فرعونية من الذهب.
تمثال لإمراة تعزف على آلة الهارب
ويعد الطابق الأول هو الطابق الرئيسي، ويضم سلما رخاميا يؤدي إلى الردهة الخارجية التي تؤدي إلى ردهة داخلية، ومنها قاعتان للطعام وقاعة أخرى للتدخين وشرفة تطل علي النيل.
ويضم الطابق لوحات رائعة لأشهر فناني العالم آنذاك، منها لوحة القاهرة القديمة لايكوهمان، وتمثالا الفلاحة والجرة من الأنتيمون للفنان كوديه، يرجع تاريخها إلى العام 1866 وعازفة الهارب ومجموعة تماثيل نادرة ولوحات برونزية.
غرفة الملكة ناريمان
ومن بين غرف القصر غرفة الملكة ناريمان، وتضم سريرها وقد اكتسى بمفرش باللون «الروز» ومرآة، وصورة لها والملك في حفل زفافهما الأسطوري آنذاك، بالإضافة إلى سرير صغير لولي العهد أحمد، الذي سبق أن زار الاستراحة، قبل عامين ونصف، وكما يقول موظفو المتحف، فقد بكى بشدة لتأثره على ماضي والده.
سرير ولي العهد
إلى جانب هذه المقتنيات، يوجد «راديو» مزود بجهاز للأسطوانات داخل صندوق من خشب الجوز التركي، عبارة عن شكل معبد تزينه بعض العواميد المخروطية بتيجان مزخرفة علي شكل زهرة اللوتس، وعليه اسم الملك باللغة الهيروغليفية.
وبداخل الاستراحة مجموعة من العرائس التي أهديت لملكتي مصر السابقتين فريدة وناريمان، وعددها 379 عروسة تنتمي إلى 33 دولة بأزيائها المختلفة وأشكالها المتميزة، كما يوجد كرسي العرش المذهب وكرسي ولى العهد وهما نسخة مقلدة بإتقان لكرسي عرش الملك «توت عنخ آمون» الأصلي الموجودة في المتحف المصري.
ومن أثمن ما يضمه المتحف في هذا الطابق، ساعة أهداها ملك إنجلترا السابق للخديوي إسماعيل، هذه الساعة أهدتها الملكة «أوچيني» إلى الخديوي إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس، إلى أن وصلت إلى الملك فاروق. أما الطابق الثاني بالاستراحة، فيصل الزائر إليه عن طريق سلم رخامي يؤدي إلى السطح والذي استغله الملك لسهراته الخاصة، حيث يعتبر الطابق بمثابة مساحة واسعة، أو ما يطلق عليه «روف».
وأعاد وزير الآثار دكتور خالد عناني افتتاح ركن فاروق وفتحه لزيارة الجمهور، وتقول فوزية فضيلي مدير عام آثار مصر القديمة، في تصريحات إلى «رؤية»، أنه تمت مخاطبة وزير الآثار لافتتاح متحف ركن فاروق لأنه مكان مميز وسيدر دخل للوزارة في حال افتتاحه، بعدما تم إغلاقه عقب ثورة يناير.
وأضافت مدير عام آثار مصر القديمة: “أن الوزير استجاب للدعوةن وأمر بتجهيز ركن فاروق ليتم افتتاحه خلال ثلاثة أسابيع، وتم التعاون بين كافة قطاعات الوزارة مع الحي”.
وأشارت إلى أن موقع المتحف مميز جدًا على كورنيش النيل