كثيراً من الناس يقضوا جزءاً كبيراً من حياتهم في بيئة ملئية بالصوت المستمر. يسبب ذلك للعديد من الأفراد الرغبة في البحث عن الأماكن الهادئة. ولكن هل تعلم أن الوقت الذي تقضيه في صمت له تأثير إيجابي علي عواطف الشخص . فالعالم أصبح له صوت عالي بنحو متزايد. فالضجيج من حولنا، يساعدنا في إبراز الضجيح بداخلنا. ونتيجة لذلك، فالناس غالباً ما يجدوا أنفسهم يبحثوا عن الصمت الداخلي والخارجي .
وقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن قضاء وقت في صمت هو أكثر أهمية بالنسبة للكثير من الأفراد .وجدت دراسة حديثة أجرها Kirste في عام 2013 أن الفئران الذين تعرضوا لساعتين من الصمت في اليوم . وجدت خلايا جديدة في منطقة الدماغ المرتبطة بالذاكرة والتعلم والعاطفية وسمح الصمت لأدمغاتهم بأن تنمو بشكل جيد .
حتي من الناحية العلمية، فالصمت يساعدنا علي إستعادة الوظائف المعرفية التي يصعب تنفيذها بسبب الكثير من الضجيج وفقاً لدراسات Hygge في 2002 أن زيادة التركيز والإهتمام وحل المشكلة تتأثر بشكل كبير بالضجيج ويمكن للجميع إستعادتها من خلال الجلوس في فترات صمت .
لأن الدماغ عندما يدخل في فترة الراحة كما هو الحال عند الصمت من المحتمل أنه سيكون أكثر قدرة علي الدخول في التأمل الذاتي، وهي أمر ضروري لكي يعكس للمرء القيم والصفات الشخصية. وتحدث الكثير من عمليات التأمل الذاتي. يذكر موران 2016 أن الصمت يسمح لنا التفكير في أشياء عميقة بطريقة مبدعة .
فقد وجد أن الضوضاء تسبب الضغط والتوتر عند البشر حتي أنها تؤثر في مستويات السمع. فالصمت من ناحية أخري يحقق الإسترخاء خصوصاً عند الإستماع إلي موسيقي هادئة .
يمكنك الصمت من زيادة الإهتمام والتركيز وخلق حالة من الهدوء والإسترخاء وتسمح لنا بالوصول إلي طرق التأمل الذاتي . وربما يكون الصمت أيضاً أحد العناصر الإضافية لتوفير التركيز الداخلي والإهتمام اللازم لتطوير القيم والقدرة علي رعاية بعضهم البعض ومنع أو تخفيف معاناة الأخرين . وبذلك، يمكن أن يكون الصمت أداة جيدة لزرع الرحمة والحنان بداخلك .
أهمية الصمت للدماغ وفقاً لما ذكره العلم، في عام 2011 واجه مجلس السياحة الفلندية حملة تستخدم الصمت كمنتج للتسويق وسعوا لإغواء الناس لزيارة فنلندا وتجربة جمال هذه الأرض الصامتة . مع إطلاق سراح مجموعة من الصور لشخصيات مختلفة وإستخدموا شعار ” الصمت من فضلك ” .
وقام بعض مديري وسائل التواصل الإجتماعي بالترويج إلي شعار ” لا أحد يتحدث عن أي شئ هنا، دعونا نغتنم هذه الفرصة وجعلها أمر جيد . ” كما أن الصمت أًصبح أمر أكثر جاذبية لأن العالم تحول إلي دوشة متزايدة. قد تجد نفسك تبحث عن الأماكن الصامتة . فالصمت أكثر أهمية مما تظن لعقلك
تعرف علي فوائد الصمت للعقل البشري
1. تجديد خلايا المخ :
وجدت دراسة عام 2013 تمت علي الفئران في مجلة وظائف الدماغ، أن وظائف الدماغ تختلف بإختلاف مستوي الضوضاء وقاموا بمراقبة تأثير زيادة مستوي الصوت علي أدمغة الفئران . وكان الهدف من الصمت أن يكون التحكم ولكن ما وجدوه كان مفاجئاً . وإكتشف العلماء أنه عندما تعرض الفئران لمدة ساعتين من الصمت في اليوم أدي إلي ظهور خلايا جديدة في المخ وهي المنطقة من الدماغ مرتبطة بالذاكرة والإنفعال والتعلم .
وعند نمو خلايا جديدة في الدماغ لا تترجم بالضرورة إلي الفوائد الصحية الملموسة. ومع ذلك، يقول الباحث أن الخلايا أصبحت ظاهرة لتعمل الخلايا العصبية جيدة . ” لقد رأينا أن الصمت يساعد حقاً في نمو الخلايا الجديدة وظهور خلايا عصبية والإندماج في النظام ” .
2. النشاط الداخلي لتقيم المعلومات :
حددت دراسة عام 2001 أن وضع الإسترخاء للمخ جعله أكثر قدرة علي الإستيعاب ونشط علي الدوام. وجدت دراسة المتابعة أن إستخدام وضع الإسترخاء يزيد من عملية التأمل الذاتي .في عام 2013 م، في حدود علم الأعصاب في الإنسان جوزيف موران أن وضعية الصمت تزيد من الإحترام الذاتي والتفكير في مفهوم الذات أكثر .
قال الباحثون في الدراسة ” فالدماغ قادر علي دمج المعلومات الداخلية والخارجية إلي مساحة عمل واعية ” وأن المبحوثين في الضوضاء لم يتمكنوا من القيام بالمهام الموجهة نحو الهدف وعندما كان هناك وقت هادئ أتاح لهم مساحة عمل خاصة بهم لمعالجة الأمور. وخلال هذه الفترات من الصمت قام الدماغ بإكتشاف مكانه في العالم الخارجي .
فالصمت يساعدك في التفكير في الأشياء العميقة بطريقة مبدعة .
3. الصمت يقلل من الإجهاد والتوتر :
وجدت الأبحاث أن الضوضاء تؤثر واضح علي الدماغ وإرتفاع مستويات هرمونات التوتر . فالموجات الصوتية تصل إلي الدماغ وكأنها إشارات كهربائية عن طريق الأذن . فالجسم يتفاعل مع هذه الإشارات حتي لو كان نائماً وانه يتم تنشيط هرمون الإجهاد .وإذا كنت تعيش في بيئة صاخبة من المحتمل أنك تواجه مستويات عالية من الإجهاد والتوتر .
نشرت دراسة عام 2002 في دورية علم النفس تأتير الضوضاء علي صحة الأطفال . وقال غاري دبليو إيفانز، وهو أستاذ في علم البيئة البشرية في جامعة كورنيل . أن الأطفال عندما تعرضوا لمستويات عالية من الضوضاء أدي إلي تطوير الإستجابة إلي الضغط النفسي الذي يسبب لهم تجاهل الضوضاء . لأن الضوضاء محفزات تؤدي إلي تجاهل الأضرار .
يبدو أن الضوضاء لها تأثير عكسي علي الدماغ فهي تسبب الإجهاد والتوتر في الدماغ والجسم . وقد أظهرت دراسة في دروية القلب أن دقيقتين من الصمت يمكن أن يكون أكثر إسترخاء من الإستماع إلي الموسيقي ولاحظوا وجود تغيرات في ضغط الدم والدورة الدموية في الدماغ .
4. الصمت يزيد من المهارات المعرفية لدينا :
التلوث الضوضائي يمكن أن يؤثر علي ضعف المهارات والوظائف المعرفية . فقد تمت دراسة علي نطاق واسع وقد وجدوا أن الضوضاء لها أضرار علي الأداء في العمل والمدرسة. كما يمكن أن يكون السبب هو ضعف قراءة الوظائف المعرفية وضعف الإنتباه .
وقد توصلت الدراسات أن فصول الأطفال الدراسية المتواجدة بالقرب من رحلات الطيران وخطوط السكك الحديد أو الطرق السريعة أدي إلي إنخفاض درجات القراءة وأدي إلي بطئ تنمية مهاراتهم المعرفية واللغوية .
5. زيادة التركيز :
عندما يقضي الشخص وقت في صمت فإن أذهانهم لديها قدرة متزايدة للتركيز علي الأشياء المهمة بالنسبة لهم . .وقد أظهرت الأبحاث ان عقول الأشخاص تتفاعل مع الأصوات وتنضال من أجل التركيز علي المهام .وقد أظهرت الأبحاث أن عقول الناس تتفاعل من الأصوات المتواجدة في البيئة المحيطة لتركيز علي المهام في حين أن الصمت يزيد من أداء المهام الكاملة وتحقيق النجاح .
6. الهدوء العاطفي :
عندما يتعرض الفرد إلي الضجيج المستمر وجزء من الدماغ تقاتل من أجل أن تبقي في حالة تأهب قصوي . فهي وسيلة أيضاً لكي يخفي الشخص مشاعره السلبية. وغالباً ما يتبع علماء النفس الناجحين لحظات الصمت والتفكير في مشاعرهم السلبية ويعتقد أن القيام بذلك يمكن للأشخاص معالجة مشاعرهم بشكل موضوعي .
www.thaqafnafsak.com