بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
إنّ من أبرز علامات المؤمن الاستحياء من الله تعالى في السرّ والعلن، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "استحي من الله استحياءك من صالحي جيرانك، فإنّ فيها زيادة اليقين"1، وقال الإمام الكاظم عليه السلام: "استحيوا من الله في سرائركم كما تستحيون من الناس في علانيتكم"2.
بل أفضل الحياء هو من الله تعالى كما يقول الإمام عليّ عليه السلام: "أفضل الحياء استحياؤك من الله"3.
فالله تعالى قريب منّا في كلّ زمان ومكان، فلا نعتقد بأننا في الخفاء وفي مأمن من مراقبة الله سبحانه وقدرته علينا، قال الإمام زين العابدين عليه السلام: "خف الله تعالى لقدرته عليك، واستحي منه لقربه منك"4.
ولذا لا يخلو الاستحياء من الله تبارك من أثر، قال عليه السلام: "الحياء من الله يمحو كثيراً من الخطايا"5.
ومن هنا كان لا بدّ أن نعطي الحياء من الله جلَّ جلاله حقّه، وهذا ما أوصانا به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال: "استحيوا من الله حقّ الحياء، فقيل: يا رسول الله ومن يستحيي من الله حقّ الحياء؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: من استحيى من الله حق الحياء:فليكتب أجله بين عينيه، وليزهد في الدنيا وزينتها، ويحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، ولا ينسَ المقابر والبِلى"6.
------------------------------
1- بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج 75، ص 200.
2- تحف العقول، للحراني، ص 394.
3- ميزان الحكمة، الريشهري، ج1، ص 719.
4- بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج 75، ص 142.
5- ميزان الحكمة، الريشهري، ج1، ص 719.
6- بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج 6، ص 131.