أكد وزير خارجية بوركينا فاسو، جبريل باسولى، الوسيط الرئيسي في الجهود الإقليمية لإنهاء الاضطرابات في مالي، أنه أبلغ المتمردين في شمال مالي بأنه لا يمكن إجراء أي حوار معهم قبل قطع كافة علاقاتهم بالجماعات والتنظيمات الإرهابية.
وذكرت مصادر إعلامية أن باسولي، وهو وسيط المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، اجتمع أول أمس، مع زعماء المتمردين في مدينة غاو ومع زعماء جماعة أنصار الدين في مدينة كيدال.
وقال باسولي للصحفيين بعد عودته إلى واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو أول أمس الثلاثاء، "لا يسعنا إلا التشجيع على الحوار في هذه المرحلة، ونحن نفعل ما في وسعنا لخلق الظروف اللازمة للحوار"، مضيفا بقوله "كررنا شرطنا وهو قطع العلاقة بين أنصار الدين والحركات الإرهابية، ولم يصدر بعد إعلان رسمي بقطع الصلات على مستوى العمليات، لكننا لم نر شيئا يثبت تعاونا مباشرا على الأرض".
وبدأت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، اتصالات مبدئية مع جماعات المتمردين في مالي، وحظيت المبادرات الدبلوماسية بالأولوية في الأسابيع الأخيرة مع تعثر خطط التدخل العسكري. وفي سياق منفصل ذكرت منظمة مالية غير حكومية، أن مئات الأطفال جندتهم الجماعات الإسلامية المسلحة في صفوفها بشمال مالي، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن نتائج تحقيق أجرته جمعية "التحالف المالي من أجل حقوق الطفل"، حول أوضاع الأطفال في البلاد أن المئات من الأطفال بين 17 و19 سنة، يوجدون ضمن التنظيمات المسلحة المسيطرة على مناطق الشمال الثلاث وهي غاو وكيدال وتومبوكتو.
وقال رئيس الجمعية محمود لمين سيسي، إن التحقيقات التي أجريت تقوم على معلومات متطابقة مفادها بأن هؤلاء الأطفال يتم استعمالهم كمقاتلين ومرشدين ومخبرين وحراس وطباخين وكعبيد أحيانا، بالنسبة للبنات اللواتي يتعرضن، حسبه، للاعتداءات الجنسية، مضيفا أن هؤلاء الأطفال من جنسية مالية أساسا، ومن السنيغال والنيجر أيضا، داعيا المنظمات النشطة في المنطقة والجمعيات الدولية، إلى "إيلاء عناية خاصة لهذا الموضوع لأن تجنيد الأطفال متواصل حاليا في شمال مالي".