اهتمت الدراسات المتخصصة في مجال أمراض القلب مؤخرآ بالعادات الخاطئة التي يقوم بها البعض والتي تؤثر على صحة القلب دون علم منهم بمدى ضررها ، فإتباع نظام غذائي خاطيء وغير متوازن أو سليم يؤثر أول ما يؤثر على صحة القلب والشرايين ، كما أن الغذاء والمشروبات الضارة هي الأسباب الأكثر مساهمة في حدوث أمراض القلب ، وأحد أهم الأشياء التي تم عمل دراسات خاصة بها بشكل مكثف وأصبح الجدل المثار حولها كبير هو تأثير المشروبات الكحولية المسماه بالخمور على أمراض القلب ، فبالرغم من تحذير الأطباء من شرب الكحوليات لإضرارها بصحة الجسم كله بشكل عام ، إلا أن الأمر بالنسبة لأمراض القلب مختلفآ إلى حد ما ، فهناك حالة من الجدل حول أضرار الكحوليات على القلب ، فقد أقيمت منذ فترة دراسات تقول أن الكحوليات لا تضر بصحة القلب ولا تؤثر عليه ، وتم توجيه النقد لهذه الدراسات ، وقيل أن هذه الدراسة غير دقيقة ، ولم تبحث بشكل جيد حول الأضرار التي يسببها شرب الكحوليات للجسم والتي تسبب هذه الأضرار أمراض القلب ، والأغرب هو أن ظهرت بعدها دراسات تقول أن شرب القليل من الكحوليات مفيد لصحة القلب وأن هذه المشروبات تقوي عضلة القلب أيضآ .
وبشكل عام فإن الدراسات المتخصصة في بحث ودراسة أمراض القلب تستحوذ دائمآ على إنتباه وإهتمام الكثيرين ، فالإهتمام بكل ما يخص أمراض القلب على مستوى العالم أصبح متزايدآ وخاصة في السنوات الأخيرة ، فالقلب هو عضو شديد الحساسية ، فهو يتأثر بأعضاء الجسم الأخرى عند إصابتها بأي مرض من الأمراض ، كما تؤثر أمراض القلب على أعضاء الجسم الأخرى ، فلا يتوقف تأثر أمراض القلب على القلب فقط ، بل تعد أمراض القلب ذات تأثير كبير على أعضاء الجسم الأخرى ، لذلك فالقلب يتأثر بالأمراض والمشكلات الصحية التي تصيب أعضاء الجسم المختلفة ، ويترتب على هذه المشكلات أضرار صحية خطيرة للقلب والشرايين أيضآ ، وبالتالي فإن أهمية عضلة القلب وخطورتها تجعل أمراض القلب تلفت إنتباه الكثيرين وتثير بداخلهم الخوف من الإصابة بها أيضآ ، فكما ذكرنا فإن أمراض القلب أمراض خطيرة تؤثر على عمل جميع أجهزة الجسم الأخرى وتسبب أضرار صحية خطيرة .
وقد ربطت العديد من الدراسات مؤخرآ بين السكتة الدماغية وشرب الخمور ، فمع العلم بمدى الضرر الذي تسببه الخمور للقلب إلا أن تناول الخمور يعد له تأثير أكبر وأخطر في الإصابة بالسكتة الدماغية ، وتعرف السكتة الدماغية بأنها إنقطاع الدم عن الوصول للدماغ لفترة قليلة نتيجة ضيق أو إنسداد في شرايين القلب الواصلة للدماغ وبالتالي يموت الدماغ ويتوقف القلب فتنتهي حياة المريض لو لم يتم إنقاذه بأسرع وقت ، لذلك فتعد السكتة الدماغية مرضآ خطيرآ يهدد الحياة بشكل مباشر .
أما بالنسبة لعلاقة الخمور بحدوث السكتة الدماغية ، فقد ذكرت دراسة نشرت في مجلة ميديسن في الجمعية الطبية الأمريكية لأمراض القلب أن الأشخاص الذين يتناولون الخمور لفترات طويلة من حياتهم معرضون للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تصل إلى 50 % أكثر من الشخص الذي لا يتناول الخمر ، كما أن إحتمال إصابة الشخص المتعاطي للكحول بالسكتة الدماغية تزيد 40 % عن إحتمال إصابته بأي مرض آخر من أمراض القلب ، وقد أوضحت الدراسة أن السكتة الدماغية هي المرض الأكثر إحتمالآ للحدوث بالنسبة لشاربي الخمور نتيجة تأكيدات طبية عديدة بأن الخمور تزيد من إحتمال تكون جلطات في الشرايين القلبية ، وخاصة الشرايين الخاصة بالدماغ ، وبالتالي قد تؤدي هذه الجلطات إلى ضيق الشرايين فتحدث السكتات الدماغية البسيطة أو قد تسبب هذه الجلطات إلى حدوث إنسداد كامل في الشرايين ، وبالتالي لا يصل الدم إلى الدماغ فيموت المريض في غضون دقائق أو ساعات قليلة على أقصى تقدير ، وهذا النوع هو الأخطر في أنواع السكتات الدماغية والاكثر تسببآ في الوفاة .
ويعد أغرب ما ورد في هذه الدراسة تأكيدها على أن تناول الخمور مرات قليلة كل فترة له نفس التأثير الضار في حالة تناولها بشكل مستمر ، فتناول الخمور ثلاث مرات على الأقل كفيل بأن يسبب السكتة الدماغية الخطيرة للشخص الذي يشرب هذه المشروبات الضارة .
وقد نصحت الدراسة بضرورة الابتعاد عن هذه المشروبات الخطيرة وعدم تناولها على الإطلاق حتى لو بكميات قليلة ، لأن قليلها ككثيرها ، الضرر واحد ، والأفضل هو عدم تناولها حفاظآ على الحياة .