يبدو هذا السيناريو مألوفًا لدى الجميع. فبمجرد أن تصل إلى أفضل جزء في الحلم وهي نهايته، تجد أنك استيقظت وضيَّعت ذلك الجزء الذي كنت بانتظاره! حتى محاولة النوم بسرعة لربط خيوط حلمك المتبدد ببعضها لن تُفلح في ذلك!
تُصنف هذه الأحلام التي تستيقظ عادةً قبل الوصول إلى ذروتها تحت اسم “الأحلام الواضحة أو الصافية lucid dreams”. وهي تلك الأحلام التي تكون مدرك تمامًا لها خلال نومك ويُمكن تذكرها بعد استيقاظك.
في الأحلام الواضحة، يُمكن للحالم أن يفرض بعض السيطرة على مجريات الأحداث، الشخصيات في الحلم، وحتى البيئة التي كان يحلم بها.
لكن لماذا نستيقظ دائمًا قبل الوصول إلى الجزء الأفضل في الحلم ؟
لتبدو الأمور واضحة، نحن نحلم طيلة فترة نومنا، لذلك، فإن احتمالية الاستيقاظ خلال إحدى أحلامنا أمرٌ حتمي بغض النظر عن السبب الذي استقظت من أجله. كما أن للأمر علاقة بدورة النوم لدينا Sleep Cycle.
ولتوضيح الأمور أكثر، تتألف دورة النوم لدينا من مرحلتين أساسيتين: مرحلة حركة العين السريعة REM، ومرحلة حركة العين غير السريعة NREM.
وإن كنا نحلم في المرحلة الثانية من مراحل النوم NREM، فإننا سنستيقظ قبل انتهاء الحلم، أو هذا ما سنعتقده!
أما عن مرحلة حركة العين السريعة REM، فهي الفترة الأخيرة التي تسبق الاستيقاظ مباشرةً. وبالعادة، فإنها الفترة الأطول والتي نشعر خلالها بالراحة. كما أننا يُمكن أن نستذكر بعض الأحلام التي جرت خلال هذه المرحلة.
ويُمكن أن تحصل الأحلام في مرحلة NREM. لكننا لا نستذكرها لأن الجسم والعقل يكونان في حالة استرخاءٍ تام. لذلك لا تحتفظ الذاكرة خلال مرحلة NREM بالأحلام التي جرت خلالها.
لذلك، إن حصل واستيقظت بعد مرحلة NREM من نومك، فإنك ستتذكر آخر حلم حلمته فقط، وهو الحلم الذي وقع في آخر دورة REM خلال نومك، وسيبدو كأنك حلمت به للتو.
باختصار، فإن الحلم الذي تظن أنك قطعته فجأة باستيقاظك بشكل مفاجئ ليس آخر حلم حلمته قبل أن تستيقظ مباشرةً، لكنه أحد الأحلام التي تقع في مرحلة “حركة العين السريعة REM” خلال دورة النوم لديك، وهي المرحلة التي تتذكر بها ما حلمته. فلا يعني استيقاظك أنك قطعت آخر حلم لديك، لذلك لا تُحبط بالنهاية التي لم تكتمل.