إن ما تولده نوبات الصداع النصفي أو «الشقيقة» من ألم مبرح وتوتر وإحساس بالضيق في ناحية واحدة من الرأس، يؤثر في جودة الحياة ويعكر صفو التواصل مع الآخرين، ولا سيما أن كل نوبة من نوبات الصداع النصفي تتطلب ما لا يقل عن 6 ساعات راحة في السرير، وخاصة أن بعضها يمكن التخفيف من حدته عبر الاسترخاء وتناول المسكنات، ولكن منها ما يستدعي زيارة الطبيب في المستشفى.
أنواع
يقول د. سهـــيل الركن، رئيـــس جمــعية الإمارات لطب الأعصاب لـ«البيان»: ذُكر الصداع النصفي في كتابات قديمة تعود للحضارات البابلية والفرعونيـــة، ويُلاحظ من خلال الدراسات والأبحاث أنه متوارث، وهو من أشهر الصداعات الأولية، التي تنقسم إلى ثلاثة أقـــسام وهي: الصداع النصفي، وصداع الضغوط، والصداع العنقودي، ويشكل الصداع النصفي ما بين 12% ولغاية 15% من جميع أنواع الصداع.
تشخيص
حول كيفية تشخيص الصداع النصفي، أوضح الركن أن هناك خمس علامات دالة عليه، وقال: يصيب الصداع النصفي جهة واحدة من الرأس، وتكون قوته بين متوسط إلى شديد جداً، ويكون عادة صداعاً نبضياً، ويصاحبه قيء أو غثيان، إضافة إلى الحساسية من الإضاءة المباشرة والإزعاج، ويستمر لساعات من الزمن إن لم يتناول المريض الدواء المناسب، وبعض المرضى يتناولون أنواعاً معينة من المسكنات، أما البعض الآخر فيكون مضطراً لمراجعة الطبيب بالمســـتشفى للعلاج من الصداع النصفي.
مؤشرات
وتابع: ما يميز الصداع النصفي أنه متكرر، فقد يكون أسبوعياً أو شهرياً أو بضعة شهور في السنة، وهــــناك نوع من الصداع النـــــصفي يأتــي مع المؤشرات التحذيرية أو ما يسمى بـ«الأورة»، وتتراوح نسبة المرضى الذين يشعرون بالمؤشرات التحذيرية بين 20% و30%، حيث يشعرون «بزغللة» في البصر، ويشمون رائحة كريهة، ويعانون من ظهور نقاط بيضاء أو سوداء في بصرهم، والإحساس بالتنميل في جزء من الجسم أو عدم التوازن.
طعام
وبسؤال الركن عـــما إذا كان للنظام الغــذائي الذي يتبـــعه الفرد علاقة بنوبات الصداع النـــصفي التي يشعر بها، قال: بعض أصناف الأطعمة تزيد احتمالية تكرر نوبات الصداع النصفي ومن بينها: الأجبان و«الشـــيبس» والوجبات المحمصة.
هجمات
وأضاف: لاحظت دراسات أميركية من خلال الاطلاع الدقيق على نمط الحياة اليومي لشريحة كبيرة من الأفراد، أن هناك عادات تزيد من فرص التعرض لهجمات الصـداع، ومـــن بينها: عدم انتظام مواعيد النـــــوم أو تراجع ســـاعات النوم، وإهمال وجبة الفطور وعدم تناول وجبات صحية، والخوف والتوتر.
علاج
تحدث رئيس جمعية الإمارات لطب الأعــــصاب، عــن أحدث علاجات الصداع النصفي، وأشار إلى أن تناول الحبوب المسكنة يفيد في حالات الصداع الخفيف فقط، كما نصح بالنوم لما لا يقل عن 7 ساعات يومياً، وممــارسة الرياضة، والحرص على تناول وجبـــات خفيفة خلال اليوم لرفع معدل السكر وخاصة لدى النساء، فضلاً عن الابــــتعاد عن الضغوط، وقال: تم ترخيـــص جهاز من مؤسسة الدواء والغذاء الأميركية لمعالجة الهجمات الحادة من الصداع واسمه «سيفهالجي»، بحيث يوضع على الرأس وينتج موجات مغناطيـــسية خفيفة تقلل من حدة الألم.