قابلوا جد جد جد جد جد جد – حسناً، دعونا فقط نقول أقدم أجدادكم. إسمه لوكا “Luca”، وهو مختصرٌ لآخر سلف مشترك للجميع، وربما يكون قد عاش بالقرب من فتحات المياه الساخنة في قاع المحيط منذ حوالي 4 مليارات سنة.
وقد وضع العلماء للمرة الأولى صورةً لما قد يبدو عليه جينيًا. لكن ليس الجميع مقتنع بذلك. تأتي الصورة من بحث جديد نُشِرَ بتاريخ 25 تموز/يوليو قام العلماء بفرزه من خلال 6 ملايين جين ليستقروا على 355 جين يعتقدون أن لوكا قد حمله. تتغير الجينات عبر الزمن بطريقة يمكن التنبؤ بها، وهذا يعني أن مقارنة تسلسل الحمض النووي للكائنات الحية يتيح للعلماء صُنع الفرضيات حول الكائنات الحية التي لا نملك طريقة أخرى لدراستها.
لذلك فإن العلماء، بقيادة ويليام مارتن “William Martin” في جامعة هاينرش هاينه “Heinrich Heine” في المانيا، نظروا إلى جينات من البكتيريا والعتائق : وهي المجاميع الكبيرة الشاملة للحياة وحيدة الخلية. جيناتٌ يمكن العثور عليها في مجموعتين من البكتيريا ومجموعتين من العتائق على الأقل إعتُبِرَت أنها تنتمي للوكا.أما الـ535 جين من الذي تم إختيارهم من قِبَل العلماء فهي تشير إلى أن لوكا قد بقي على قيد الحياة من دون الأوكسجين، ساحبًا الطاقة من ثاني أكسيد الكاربون والهيدروجين بدلًا من ذلك، وتشير أيضًا على قدرته في تحمل درجات الحرارة العالية جدًا.
تساءل العلماء منذ فترةٍ طويلة عما إذا كانت الحياة قد بدأت قرب فتحات المياه الساخنة – وهي أماكن يتم فيها تسخين مياه البحر بواسطة الحمم الساخنة، وتزدهر فيها كائنات مجهرية غير إعتيادية. وإن الصورة التي ترسمها الورقة الجديدة عن لوكا تطابق نمط الحياة ذاك بشكلٍ جيدٍ جدًا.
لكن العلماء يختلفون حول أين بالضبط من شان هذه الخصائص أن تضع لوكا على الجدول الزمني من الوقت المبكر للكائنات الحية. لكنهُ يفتقد للخصائص الأخرى التي تعتبر ذات اهمية حاسمة للحياة. على سبيل المثال، فهو يحمل عددًا صغيرًا فقط من الأدوات لبناء الأحماض الأمينية والنيوكليوتيدات، والتي هي اللبنات الأساسية للحياة كما نعرفها.
وأيًا كان الأمر، فإن العلماء يجمعون المزيد من الأدلة حول بعض أقدم أشكال الحياة. قد تبدو أشكال الحياة القديمة بسيطة وغريبة بعض الشيء، ولكن أولئك الأسلاف القدامى تطوروا في نهاية المطاف إلى بشر – وكل شيءٍ يعيش على كوكب الأرض.