معذبتي
وقف القلم عاجزا عن الكتابة ، و وقف اللسان عن الكلام ،
وظل الصمت هو اللغة أمام ثوران القلب، وتلاطم أمواج المشاعر، وحركات رموش الجفون ،وخبايا تلك العيون .
هل أنقاد إليكِ ؟
وهل قتل الإنسان من القلب ، ورميه في السحيق عدلاً ؟
اتركيني كالبلبل عندما يغرد ،وكالموسيقار عندما يعزف .
ياسيدتي عندما يذكر اسمك ، أرى قبساً من النور المشع ، في وسط ظلام دامس
فأنقاد إليه
ياسيدتي هل أكذب عليكِ وأستمر في التمثيل ، وأؤدي دور الصديق ، وأنا أحبك ؟
هل حبي بالنسبة إليكِ ألعوبة ؟
ياسيدتي إن كل نبضة في قلبي ،وكل نسمة في نفسي ،وكل نظرة من مقلتيَّ
تفضح وتهتك أسراري ،فكفاني عذابا ،وقتلا لمشاعري ،
فأعطفي على طفل صغير عصا أمه واختبأ خلف تلك الشجره ، حتى لايناله غضبها .
هل كلمة الحب سهلة يستطيع المرء أن يلعب بها كيفما يشاء، ويقولها لمن يشاء ؟
آه لو تعلمين لحزنتِ وبكيتِ ليلا ونهارا ،وسرا وجهارا، و هناك قلبا يتأمل الحياة على شفا جرف منهار ودواؤه في يديكِ .
يامعذبتي
أحرقتِ فؤادي بسيران عشقكِ في أوردتي ،عصفتِ بوجداني برياح شوقكِ في ترانيم كلماتك ،
سجنتِ طائرا حتى لايهوى طائرا آخر ،
دمعت عيناك النجلاوان فأردتني قتيلاً في قصر حبك السامي،
مسحتِ بكفيكِ آهاتي وأحزاني ، ورسمتِ على مخيلتي جمالك الفاني .
هل أكتوي بالنار ؟
أم أتداوى بما وصفه لي الطبيب من عقار ، أو تبعديني عن العلل والأخطار
قالت : هل ننسج من الخيال حقيقة ؟
فقلت : أتلمس من ألفاظكِ الرقيقة ، بأن الحياة بسمة وأمل ، وإن الحياة كفاح وعمل
قالت : إن جرحي بحبك ياملك قلبي قد اندمل
فأجبتها كعقد اكتمل ، وبلون العذرية اشتمل .
ياسيدتي هل تعلمين أن سريري حنانكِ ، ووسادتي عطفكِ ، ولحافي إحساسك المرهف .
حلمت بأن أكون كالنحلة ، في روضة مليئة بالأزهار ،
وكل زهرة منهن تتباهى ببديع شكلها ، وجمال لونها ،وجاذبية حسنها ، وأنتِ من إحداهن
فهل تظنين أنني سوف أحتار في الأختيار؟
تيقني بأن أعجابي بك تجاوز حدود الوصف والتبيين ، وموسيقية الغناء والتلحيين .