الطيور المهاجرة تطير دون توقف لعدة أيام في وقت واحد، وتقضي أحياناً الكثير من الوقت عبر المحيطات وليس لديها أي فرصة للهبوط والراحة. هذا ما دفع بعض الناس للسؤال التالي: هل هذه الطيور تجد وسيلة للنوم أثناء رحلاتها أم أنها تبقى مستيقظة طوال الوقت؟ وجد العلماء مؤخراً بأن الطيور لديها نظام دقيق في كيفية الحصول على قيلولة في منتصف التحليق في الهواء.
هل الطيور تنام في منتصف رحلاتها الطويلة؟
قام الباحثون بدراسة تحليل نشاط الدماغ لتسعة طيور فرقاطة من جزر غالاباغوس (وهي مجموعة من الطيور تقضي أسابيع أو حتى أشهر وهي تحلق فوق المحيط دون توقف)، وذلك من خلال وضع أجهزة استشعار مصممة للكشف عن نشاط الدماغ، فضلاً عن التسارع لقياس حركات رأس الطائر، ثم تم تتبع الطيور لمدة 10 أيام.
مثل الدلافين، يمكن للطيور النوم مع فتح عين واحدة ونصف الدماغ يكون مستيقظاً، وهذه الحقيقة يعرفها العلماء منذ أكثر من عقد من الزمان. وقد وجدت هذه الدراسة أن تلك الطيور تُوقف أدمغتها بشكل جزئي أثناء الطيران أيضاً.
في حين أنها تُوقف نصف الدماغ أثناء التحليق، إلا أنها تستطيع أيضاً التحليق في الهواء وكلا النصفي متوقف، وهذا يعتبر النوم في منتصف الرحلة، إذ إنه عندما يحصل ذلك، فإنها تميل إلى القيام بالتحليق على ارتفاعات أعلى ومع تيارات الهواء، لكنها لا تفعل ذلك دائماً.
على الأرض، فإن الطيور تميل إلى النوم لحوالي 50% من يومها (خلال النهار وساعات من الليل). لكن أثناء التحليق فإنها تميل إلى النوم في الليل فقط لأقل من ساعة، وتنام أقل عمقاً مما تفعله وهي على الأرض. ربما أثناء الهجرة، فإنها تحتاج لأن تكون على اطلاع على التهديدات، ومصادر الغذاء المحتملة.