هل ان الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) قائد استراتيجي؟
تشير كتب الادارة الاستراتيجية ولكي نطلق على شخص ما صفة القائد الاستراتيجي فانه يجب ان يمارس بجملة من الادوار ومن اجل تقديم الدليل الموضوعي للقيادة الاستراتيجية للشخصية العظيمة في تاريخ الاسلام نعرض تلك الادوار التي جسدها الإمام على أرض الواقع بأبهى صورة:
1- رمزية الإمام :إن اختيار الإمام علي(عليه السلام) خليفة للمسلمين الذي تمتع بفضائل ومناقب تفرد بها (عليه السلام) عن غيره كان مثال القائد الاستراتيجي وكان أهون عنده صلوات الله عليه من الدنيا وما فيها. فالمال، والحكم، والسلطة، والفرش، واللباس، والقصور، والأكل، والشرب .حين توليه الخلافة فقد عاهد الناس بأنه لم يأخذ شيئا من بيت المال حتى انه بقي طوال التي تزيد عن الاربع سنوات بملابس المدينة .
2- الإمام والمظهرية : قيام الإمام وبشكل مباشر بتوجيه وتحفيز وإرشاد العاملين والإشراف عليهم في تأدية واجباتهم ونشاطاتهم بما يحقق متطلبات وحاجات الرعية وفقا للمعايير المحددة لهم..
3- الدور ألارتباطي للإمام : إن الارتباط الروحي العميق لمسؤوليته في خلافة المسلمين جعلته قريب جدا من الأحداث من خلال متابعته لأداء العاملين ومراقبة العمليات وحركة السوق وتقديم الخدمات للرعية وعدم التساهل عند حدوث أي انحراف وصولا إلى تحقيق الأهداف المنشودة .
4- دور المراقبة: بحث ومتابعة المعلومات بشكل مستمر عن أداء العاملين بشكل مستمر من اجل الوقوف على مستوى الأداء المطلوب ومراجعته وفقا للوقت والكلفة والخدمة والجودة ز
5- دور المرشد: قيام الإمام (عليه السلام) بإلارشاد والتوجيه العاملين بالالتزام بالمعايير والأخلاق الإسلامية عند التعامل مع الرعية وتزويدهم بمناهج عمل علمية واخلاقية
6- دور المطور: اهتم الإمام علي(عليه السلام) بتطوير وتحسين العمليات وتقديم أفضل الخدمات للرعية باستخدام معايير الوقت والجودة والكلفة.
7- دور المصلح:ان الدور الإصلاحي للإمام شمل كل قطاعات الدولة السياسية ،الاقتصادية ،الاجتماعية ،العسكرية ،والإدارية باستخدام سياسات ووسائل وأساليب وأنظمة ادارية
8- دوره في إدارة الموارد : من خلال قيامه بتحديد المعايير اللازمة لاختيار العاملين في ادارة الدولة من الولاة او المسؤوليات الأخرى وإشرافه المباشر على توزيع أموال بيت المال على المستحقين من الخراج والجزية والزكاة بعد ان وضع اليات وضوابط للجباية
وفي الوقت الذي تعاني الحكومات في العراق من الوقوع في براثن السلطة واغراءاتها، حين استأثروا بالسلطة فاستشرى الظلم، وانتشر الفساد والجهل، في ظل حكومات فاسدة وحكام فاشلين، الامر الذي شكل قاعدة او جذور لتغيير القيم المجتمعية والسبب دائما هو تشبث القادة بالسلطة وامتيازاتها،والغباء في ادارة البلاد من خلال تولي اشخاص لمسؤوليات ليس لديهم القدرة على الايفاء بها انعكس بدوره على الشعب وطبيعة حياته وحقوقه.
وعلى كل مسؤول ومن يتصدر الناس، فانه يحتاج الى النموذج لكي يصحح اخطاءه وفقا لتجربة النموذج، ولعل المشكلة الكبرى التي نعاني منها هي عدم الاقتداء بالنموذج الفذ والناجح المتمثل بشخصية امير المؤمنين تحت ضغط اغراءات السلطة وامتيازاتها
واختم بقول الامام علي (عليه السلام)
(ايها الناس استصبحوا بشعلة مصباح واعظ متعظ وامتاحوا (يعني خذوا) من صفو عين قد روقت من الكدر (ويقصد بها علمه )