ﻗﻔﺰﺕ ﺑﻠﺪﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﺢ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﻘﻄﻴﻒ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﺟﻬﺔ ﺍﻷ‌ﺣﺪﺍﺙ ﻓﻲ ﺍﻵ‌ﻭﻧﺔ ﺍﻷ‌ﺧﻴﺮﺓ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻧﺸﻄﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﻠﺜﻤﺔ، ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻌﺮﻗﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻭﺯﻋﺰﻋﺔ ﺍﻷ‌ﻣﻦ ﻭﺍﻻ‌ﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻗﺮﻯ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻷ‌ﻣﻦ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ. ﻭﻛﻮﻥ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺃﻣﺲ ﺍﻷ‌ﻭﻝ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺘﻘﺎﻃﻌﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟﻤﺆﺩﻳﺔ ﻟﺒﻠﺪﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﺢ ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻀﻮﺀ، ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺒﻊ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﻘﻄﻴﻒ ﻭﺗﻌﺪ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺘﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﻭﺇﺭﺛﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﻗﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ. ﻭﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ، ﻓﺈﻥ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﺢ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺧﻤﺴﺔ ﺁﻻ‌ﻑ ﺳﻨﺔ، ﻭﺗﻘﻊ ﺷﻤﺎﻝ ﻏﺮﺏ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻘﻄﻴﻒ، ﻭﻗﺪ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻟﻬﺎ ﺃﻳﺎﺩﻱ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﻭﺷﻬﺪﺕ ﻋﺪﻳﺪﺍ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻛﺤﺎﻝ ﻗﺮﻯ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ. ﻭﻳﺸﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﺢ ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﺬﺑﺔ ﻭﺍﻵ‌ﺑﺎﺭ ﺍﻻ‌ﺭﺗﻮﺍﺯﻳﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻤﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻵ‌ﺑﺎﺭ ﺑﺎﻟﻌﻴﻮﻥ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ، ﻭﺃﺷﻬﺮﻫﺎ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻠﺒﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻋﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ، ﻭﻋﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﻕ، ﻭﻋﻴﻦ ﺍﻟﻘﺪﻳﺢ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻗﺪ ﺍﻧﺪﺛﺮﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻧﻲ ﻭﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ. ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺍﺣﺘﻔﻈﺖ ﺍﻟﻘﺪﻳﺢ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺛﻬﺎ ﻭﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ. ﻭﻣﻦ ﺍﻵ‌ﺛﺎﺭ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﺢ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﺮﻑ ﺑﺎﺳﻢ (ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ) ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺷﻬﺪ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺳﺒﺎﻗﺎﺕ ﻟﻠﺨﻴﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﺮﺿﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ. ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﻕ ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﺘﻤﻮﺭ، ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻛﺎﻛﻴﻦ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ. ﻭﻫﻲ ﻣﺤﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﻨﺨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺒﺴﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﺢ ﺑﻬﺎ ﻭﺑﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﺭ ﻭﺍﻟﻠﻴﻤﻮﻥ ﻭﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﻭﺍﺕ. ﻛﻤﺎ ﺗﺸﺘﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﺑﺒﺎﺋﻌﻲ ﺍﻟﻜﺒﺎﺏ، ﻭﺃﺷﻬﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹ‌ﻃﻼ‌ﻕ ﻫﻮ (ﻓﺮﻓﺮﺓ) ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺨﻀﺎﺭ، ﻭﺑﺪﺃ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﻜﺒﺎﺏ (ﺃﻭﺻﺎﻝ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺍﻟﻤﺸﻮﻱ) ﻣﻨﺬ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 40 ﺳﻨﺔ، ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ، ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺪ ﺟﻠﺴﺘﻪ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪﺍ ﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﺘﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻭﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﻟﺘﺬﻭﻕ ﺍﻟﻜﺒﺎﺏ ﺍﻟﺸﻬﻲ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺑﺎﺋﻊ ﺁﺧﺮ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﺴﻴﺪ ﺣﺒﻴﺐ، ﻭﻳﻌﺪ ﺍﻟﻜﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺪﻩ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻷ‌ﻃﻌﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﺢ ﻭﺍﻟﺴﻤﺒﻮﺳﺔ ﻭﺍﻟﻠﻘﻢ (ﻗﺼﻘﻮﺹ) ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻃﺲ ﻭﺍﻟﻔﻼ‌ﻓﻞ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺪﻳﺢ ﻗﺮﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﺴﻮﺭﺓ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺃﻛﻮﺍﺥ ﻭﺑﻴﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻄﻴﻦ ﻭﺣﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺗﺴﻤﻰ (ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ) ﻳﺴﺘﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﺢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺠﻒ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻷ‌ﻣﻄﺎﺭ ﻓﻴﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﻄﻴﻦ ﺍﻟﻘﺪﻳﺤﻲ ﺍﻷ‌ﺑﻴﺾ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻟﻐﺴﻴﻞ ﺍﻟﻤﻼ‌ﺑﺲ ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﺑﻮﻥ. ﻭﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺤﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻰ ﺻﻴﺪ ﺍﻷ‌ﺳﻤﺎﻙ ﻭﺟﻤﻊ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ، ﺣﻴﺚ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺳﻮﻗﺎً ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻳﻘﺪﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻬﻨﺪ ﻭﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﺧﺮﻯ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺒﻴﻊ ﺍﻟﻘﺪﻳﺤﻴﻮﻥ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻛﺎﻟﺨﻀﺮﺍﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﻭﺍﻟﺤﻠﻴﺐ ﻭﺍﻷ‌ﻏﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﺃﺳﻮﺍﻗﻬﻢ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﻳﺢ. ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﺢ ﺍﻧﺨﺮﻃﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻚ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ، ﻭﻣﺸﻬﻮﺩ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻹ‌ﺧﻼ‌ﺹ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻬﻢ.