تأسست الدولة السلجوقية العظمى في القرون الوسطى ، والتي يطلق عليها ” الاسم الأخير وذلك لتمييزها عن دول السلاجقة اللاحقة ، والتي ظهرت بعد تفككها وانهيارها ” .
سيطرت الإمبراطورية السلجوقية على منطقة واسعة تمتد من جبال هندو كوش إلى شرق الأناضول ومن آسيا الوسطى إلى الخليج العربي ، حيث أمتدت أوطانهم إلي قرب بحر آرال ، وتقدم السلاجقة لأول مرة في خراسان ثم إلى البر الرئيسى لبلاد فارس ، وفي نهاية المطاف وصلوا إلي شرق الأناضول .
تأسست الإمبراطورية السلجوقية التي كتبها طغرل بك بيغ منذ عام “1016-1063” وفي عام 1037. أثير طغرل بك من قبل جده ، والذي أخذ منصب رفيع في الدولة . ومنح السلاجقة اسمه مع كل من الإمبراطورية السلجوقية وسلالة السلاجقة ، حيث وحد السلاجقة للمشهد السياسي الممزق في شرق العالم الإسلامي ، ولعب دورا رئيسيا في الحروب الصليبية الأولى والثانية ، ودفع الفرس للإلمام بالثقافة واللغة ، كما لعب السلاجقة أيضا دورا هاما في تطور تقليد توركو-العربي ، حتى تصدير الثقافة الفارسية إلى الأناضول ، وتسوية العلاقات بين القبائل التركية في الأجزاء الطرفية الشمالية الغربية للإمبراطورية ، لغرض عسكري استراتيجي الذي يمكنهم من صد الغزوات التي تغزو عليهم من الدول المجاورة .
معلومات عن الدولة السلجوقية :
امتد التاريخ التركي السلجوقي في الفترة من 1060 إلى حوالي 1307 ، عندما كان السلاجقة يمثلون قبيلة التتار اللذين زحفوا من آسيا الوسطى وأسسوا الإمبراطورية القوية في بلاد فارس في القرن ال11 ، حيث استولوا على بغداد في عام 1055 ، و أعجب الخليفة في بغداد بقوتها والمهارة التي قام بها زعيمهم ، طغرك بك نائبه والمخولة له لقب “ملك الشرق والغرب” ، ولكن السلاجقة افترضوا أنهم أصحاب الحق في جميع الأراضي التي احتلت في زمن النبي محمد ” صلي الله عليه وسلم ” وكانوا حريصين على توسيع مملكتهم ، وهكذا انتقلت فرقة مكونه من حوالي 5000 جندي إلى شرق الأناضول وتركت بصماتها هناك لبعض الوقت .كان التاريخ التركي السلجوقي مهم في ذلك الوقت ، لأنه يعتبر على الأسلاف الأتراك الغربيين “الأتراك الحديثة اليوم” . وكان الأتراك السلاجقة هم أول من قاموا بغزو الأناضول تماما ، مع تأسيس دولة السلاجقة في الأناضول كجزء من الدولة السلجوقية الكبرى حيث بدأت الفترة الإسلامية في تركيا .
ولعبت السلاجقة دورا رئيسيا في القرون الوسطى في الدفاع عن العالم الإسلامي ضد الصليبيين ، وقهر أجزاء كبيرة من الامبراطورية البيزنطية ، كما فعلوا خدمة لأوروبا من خلال توفير حاجز بينها وبين مداهمة المغول لها ، وأخيرا تكمن أهميتها في حقيقة أنها مهدت الطريق للأتراك العثمانيين .
ويطلق علي الأتراك السلاجقة أيضا “السلجوقية” وهي فرع رئيسي من الأتراك والأسر التي حكمت أجزاء من آسيا الوسطى والشرق الأوسط من القرن ال11 إلى القرن ال14 ، حيث هاجر السلاجقة من المحافظات الإيرانية في شمال آسيا الوسطى إلى البر الرئيسى لإيران وكانت تعرف سابقا باسم بلاد فارس .
كان السلاجقة عباره عن مجموعة من المحاربين الأتراك الرحل من آسيا الوسطى الذين استوطنوا في الشرق الأوسط خلال القرن ال11 باعتبارهم أوصية على الخلافة العباسية التي بدأت في الانخفاض ، وبعد عام 1055 أسس السلاجقة السلطنة الكبرى ، التي أصبحت امبراطورية تركزت في بغداد ومنها أمتدت إلي ايران والعراق وسوريا ، وساعدت على منع الفاطميون من دخول مصر ، وجعلوا الإسلام الشيعي هو المهيمن في جميع أنحاء الشرق الأوسط .
وفي القرن 12، تصدوا للتوسع الداخلي من قبل الدول الصليبية على الساحل السوري ، وتم هزيمه البيزنطيين في معركة ملاذكرد عام “1071” وفتحت الطريق أمام الاحتلال التركي من Antoli .
واصبحت قوة السلاجقة في أوجها خلال حكم سلاطين ألب أرسلان عام”1063-1072″ والمالكي شاه من عام “1072-1092″ الذي تعاون مع الوزير لترسيخ نظام الملك ، حيث قاموا بإحياء المؤسسات الإدارية والدينية الإسلامية السنية ، وأسسوا جيوش العبيد ” المماليك” ليحل محل المحاربين نوماد ، فضلا عن التسلسل الهرمي البيروقراطي تفصيلا التي وفرت الأساس للإدارة الحكومية في منطقة الشرق الأوسط حتى العصر الحديث .
وقام السلاجقة بإحياء وتنشيط النظام التعليمي الإسلامي الكلاسيكي ، وتطوير الجامعات “والمدارس الدينية” لتدريب البيروقراطيين والمسؤولين الدينيين ، وبعد وفاة الملك شاه ، حدث انخفاض في نوعية سلاله القيادة وتم تقسيم حكمهم بين القادة والحكام العسكريين ” الأتابكة ” وضعفت قوة السلاجقة ؛ وكان آخر من خطهم مات في المعركة ضد خواريزم – شاه في عام 1194 ، وحاول أحد السلاجقة بتأسيس دولة خاصة به في طوليك ” و سلاجقة الروم ” ، التي نجت حتى غزاها المغول في عام 1243 . ويعتبر الأتراك السلاجقة مثل أسلاف الأتراك الغربية ، وهم يمثلون سكان تركيا وأذربيجان وتركمانستان في الوقت الحاضر .
ولعبت السلاجقة دورا رئيسيا في تاريخ العصور الوسطى من خلال خلق حاجزا أمام أوروبا ضد الغزاة المغول من الشرق ، والدفاع عن العالم الإسلامي ضد الصليبيين من الغرب ، وقهر أجزاء كبيرة من الإمبراطورية البيزنطية .
وتحت قيادة ألب ارسلان خليفة الملك شاه ، توسعت الدولة الإيرانية في اتجاهات مختلفة من الحدود الإيراني السابقه قبل الغزو العربي ، بحيث أصبحت تحدها الصين في الشرق والدوله البيزنطية من الغرب ، وعندما مات الملك شاه في عام 1092 ، انقسمت الإمبراطورية ، وتشاجر الأشقاء الأربعة خلال توزيع حصص الامبراطورية فيما بينهم ، وفي عام 1118 ، قام الابن الثالث أحمد سنجر ، الذي لم يحصل علي نصيبه من الميراث ، بمحاولة السيطره علي أنحاء الإمبراطورية ، حيث لم تعترف إخوته بدعوته على العرش ، ولكن محمود الثاني أعلن نفسه سلطانا ، وأنشأ عاصمة في بغداد ، وتم القبض على أحمد سنجر وأحتجزه البدو الأترك خلال عام 1153-1156، وتوفي في العام التالي .
وعلى الرغم من قيام عدة محاولات لتوحيد السلاجقة في القرون التي تلت وفاة الملك شاه ، ومنع الحروب الصليبية من استعادة إمبراطوريتهم السابقة ، إلا أن أمبراطورية السلاجقة انهارت في نهاية المطاف ، وظلت سلاجقة الروم في الأناضول ، كما انخفضت سلالتهم في منتصف القرن ال13، وغزا المغول الأناضول في عام 1260 م ، وتم تقسيمها إلى إمارات صغيرة تسمى الأناضول ، والتي بدورها قد قهرت في وقت لاحق من قبل العثمانيين .