تمتاز تركيا باحتوائها على جميع أنواع السياحية فتجد فيها السياحة التاريخية و الترفيهية والعلاجية وسياحة الصيد وأيضا سياحة المنتجعات والمصايف والسياحة الغريبة بمعنى زيارة إمكان غريبة وخارجة عن المألوف هناك عدد من الأماكن الخارجة عن المألوف في تركيا تمثل عاملًا هامًا من عوامل الجذب السياحي منها قرية كوسكوي الذي يتوافد إليها السياح من كافة أنحاء العالم من اجل الاستمتاع بلغة جديدة من لغات التواصل الإنساني هي لغة الصفير ..!!
من أهم القرى التركية الغريبة قرية ” كوسكوي” الواقعة في منطقة جاناشي التركية Canakçı حيث يتميز أهل تلك القرية منذ القدم ببراعتهم الشديدة في ابتكار طرق و أساليب جديدة لتواصل مع البشر من ابرز تلك الطرق البارعة لغة الصفير..!! ابتكرت القرية تلك الحيلة من أجل حل مشكلة التواصل عبر المسافات الطويلة في ظل انعدام الكهرباء ووسائل الاتصال الحديثة ، حيث تم ابتكار تلك الطريقة منذ أكثر من 400 عام هي طريقة بسيطة للتواصل من خلال الصفير يسميها الأهالي لغة الطيور أو “كوس ديلي” (kuș dili) و ذلك نسبة إلى مكان نشأتها و معناها باللغة العربية ” قرية العصافير “كانت تلك الطريقة هي وسيلة الاتصال و التواصل في تلك القرية ذات الطبيعة الخلابة والسحر و الإبداع في مزارع جبال بونتيك ذات المنحدرات الجبلية الوعرة التي تجعل السفر لمسافات طويلة شيء مرهق جدًا فقاموا باستخدام بديل و لغة للتواصل بينهم و بين القرى و المزارع المجاورة لهم وابتدعوا تلك الطريقة الصفير من زقزقة العصافير و لكنهم بدؤا باستخدام الكلمات أو مقاطع من الكلمات التي أثبتت فاعليتها أنها اقل استهلاكا و اقل طاقة من الصراخ أو المشي كل تلك المسافات الطويلة من أجل الوصول للشخص الأخر المراد أن يتكلم معه .
أيضا نجح أهالي القرية في صياغة لغة الصفير تلك او لغة زقزقة العصافير لإخبار بعضهم البعض بوجود زائر جديد جاء لطلب المساعدة أو دعوة الأصدقاء بعض البعض لتناول الشاي والقهوة وحتى أنهم عرفوا كيفية صياغة أحاديث طويلة جدًا ومعقدة باستخدام الصفير يصل صدى تلك اللغة على بعد مسافة طويلة لذلك فأهالي القرية تربطهم علاقات قوية جدًا مع جيرانهم من القرى المجاورة بسبب تلك اللغة التي يستخدموها ، استمر أهل القرية في التعامل مع تلك اللغة و لكن بعد دخول الكهرباء القرية عام 1986 فإن تلك اللغة دخلت في طور من النسيان بسبب هجرة الشباب للعمل في المدن و استخدامهم لوسائل التواصل الحديثة مما جعل تلك اللغة تنحصر فقط عند كبار السن و الأجداد
يتوافد عدد كبير من السياح لتلك القرية من أجل تعلم تلك اللغة الغريبة و الاستمتاع بالتواصل بها أيضا التمتع بالجمال الخلاب الموجود بالقرية حاكم تلك القرية اسمه محمد فاتح كارا الذي يسعى جاهدًا للمحافظة على تلك اللغة من الانقراض وجعلها أشهر شعبية بين الشباب الصغير لتشجيع حركة السياحة داخل القرية بشكل كبير أيضا تنظم القرية مهرجان سنويًا لتعزيز تلك اللغة و تشجيع الشباب على تعلمها و يجذب المهرجان حوالي 20000 سائح و زائر سنويا .
تعتبر تلك القرية حقًا من التجارب الرائعة زيارة تلك القرية المميزة و اكتشاف تجربة جديدة وممتعة للتواصل بين البشر باستخدام لغة الطيور و زقزقة العصافير أيضا في جاناشي التركية Canakçı يوجد العديد من الآثار و المعالم السياحية التي يقصدها الزوار و المطاعم و الفنادق الفخمة لا يفوتك الذهاب لتلك القرية لو كنت من محبي معرفة ومشاهدة الأشياء الغريبة خاصة لغات التواصل بين البشر ..