في عمر الستين، يتعرض نحو 66 بالمائة من الرجال للصلع، الذي يتعتبر دوماً علامة على التقدم بالسن، إلا أن تساقط الشعر قد يبدأ مبكراً جداً في مرحلة الشباب. ويعد شعر الرجل ميزة إضافية تزيد من حسنه وبهائه، ولهذا السبب قد يكره الصلع.
وعلى كل حال، ليس في الصلع ما يعيب، بل يمكن التعايش معه بسهولة والظهور أنيقاًَ به، عن طريق اختيار قصات الشعر المناسبة. والتسريحة الموصى بها لأصحاب الصلع هي تقصير الشعر قدر الإمكان.

ويعود تساقط الشعر والصلع إلى عدة أسباب رئيسية، هي: الوراثة، وتناول بعض الأدوية المعينة، ووجود مشاكل في الغدة الدرقية، والعلاج الكيميائي، إضافة إلى بعض المشاكل في الجهاز المناعي. تلك هي الأسباب، لكن هناك عدة عوامل أخرى تتعاضد لتؤثر على كثافة الشعر ونسبة تساقطه وقد تسرع من عملية الصلع.

من هذه العوامل: الحرص على نظام غذائي صحي ومتنوع، واختيار تسريحة الشعر، والصحة النفسية للرجل، وطرق العناية بالشعر واستخدام المنتجات الخاصة به.
إليك أهم العوامل والعادات التي تساهم في تفاقم عملية تساقط الشعر وصولاً إلى الصلع.

1- اختيار الشامبو
مادة الديهيدروتستوستيرون (DHT)، التي تأتي من هرمون التستوستيرون الذكري، تسبب تلف بصيلات الشعر، إذا زادت نسبته في الجسم. وبالتالي، من الأفضل في هذه الحالة استخدام شامبو يحتوي على مادة الكيتوكونازول، وهي عامل مضاد للفطريات، وتقلل من معدلات التستوستيرون والـDHT، وبالتالي تحافظ على صحة بصيلات الشعر.
وأثبتت التجربة أن الرجال الذين استخدموا هذا المكون في الشامبو (1%) عدة مرات أسبوعيا لمدة 6 أشهر؛ انخفض معدل تساقط الشعر لديهم بنسبة 17 بالمائة.

2- الدش الساخن

هل تعلم أن الماء الساخن يمكن أن يؤدي إلى جفاف الشعر والجلد؟ المشكلة هنا هي أن الزيوت التي تحمي الشعر يتم إزالتها تماماً، كما أن المسام الموجودة في فروة الرأس تتضرر، ما يؤدي إلى تلف جذور الشعر.
البديل الأنسب هو الاستحمام وغسل الشعر بالماء الدافئ.
3- تجفيف الشعر
استخدام المنشفة بقسوة لتجفيف الشعر من الأمور التي يحذر منها الخبراء؛ فقد تؤدي إلى زيادة تساقط الشعر. أيضاً ينبغي عدم تسريح الشعر إذا كان مبتلاً، لأن الشعر حينئذٍ يكون في أضعف حالاته.
مجفف الشعر الكهربائي قد يكون مفيداً، لكن إذا أكثرت من استخدامه قد يؤدي إلى الأضرار ذاتها. احرص على تجفيف الشعر بمنشفة رقيقة وبدون ضغط على الشعر، ومن الأفضل تركه في الهواء حتى يجف بنفسه.

4- النظام الغذائي
ذكرنا سابقاً العلاقة بين هرمون التستوستيرون وتساقط الشعر عبر مادة الـDHT، التي تعتبر العدو الأول للشعر. هذه المادة يمكن تعزيز وجودها عبر تناول كميات كبيرة من الطعام المقلي، إضافة إلى النقانق أو الوجبات الخفيفة الغنية بالسكر.
وبدلاً من ذلك، احرص على تناول السبانخ والبازلاء والشوفان والبطاطا وبذور السمسم والبيض والشاي الأخضر؛ فكل هذه الأطعمة غنية بفيتامين بي B والحديد والزنك والبروتين، ولذلك تساعد في الحفاظ على صحة الشعر.
تذكر أن الشعر يتكون أساساً من البروتين، فاحرص على أن تتناول 46 جراماً منه يومياً أي ما يوازي 30 بالمائة من السعرات الحرارية التي تتناولها.



5- التعرض للشمس
كثرة التعرض للشمس قد تسبب أضراراً للشعر؛ لأن طبقة البشرة التي تحيط بالشعر وتحميه قد تضعف، ما يؤدي إلى تقصف الشعر وتساقطه.
إذا كنت تتعرض للشمس كثيراً بسبب طبيعة عملك، فاحرص على ارتداء قبعة واقية من الشمس. ولكن لا ينبغي الابتعاد عن الشمس كلياً، المهم ألا يكون التعرض لشمس حارقة لفترات طويلة بانتظام.

6- الانفعالات
كثرة التعرض للانفعالات النفسية، كالحزن والقلق والتوتر، قد تؤدي إلى تساقط الشعر على المدى البعيد.
ابتعد أيضاً عن العادات السيئة الناشئة عن القلق غالباً، مثل: شد الشعر باستمرار، أو حك الفروة، أو خدش الرأس.. إلخ؛ لأنها قد تضعف بصيلات الشعر.
تساقط الشعر يخضع لعوامل كثيرة، جينية وبيئية وصحية، لا يمكن تغييرها بسهولة، لكن العادات السابقة يسيرة ويمكن التغيير فيها دون أي تكلفة، إلا إنها قد تحافظ على شعرك صحياً وتقلل معدل تساقطه بشكل ملحوظ.
يقول الكاتب الروائي الياباني هاروكي موراكامي: «أراهن أن السبب وراء رهبة الناس من الصلع هو أنه يدفعهم للتفكير في نهاية حياتهم» هل توافق على هذا الرأي؟