وصف مندوب روسيا الاتحادية في مجلس الأمن الدولي فيتالي تشوركين المشاورات التي يجريها مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن بأنها ” غير مسؤولة” مشيرا إلى أن مجلس الأمن كان على وشك اصدار بيان مشترك يؤيد ويدعم العملية السياسية في اليمن، قبل أن يتقرر إدخال نصوص أنانية في البيان الأممي الذي تعثر اصداره نتيجة انسحاب مندوب روسيا الاتحادية من الجلسة التي شهدت تقديم المبعوث الأممي احاطة إلى مجلس الأمن بشان التقدم والعراقيل التي تواجه مشاورات التسوية السياسية في الكويت.
واكد السفير الروسي في تصريحات ادلى بها بعيد انعقاد جلسة مغلقة لمجلس الأمن بشأن اليمن إن الجلسة كانت مقررة لاصدار بيان صحفي قبل أن تتدخل إضافات “أنانية” من الوفد البريطاني في نص البيان المطروح للتصويت عليه، مبديا اسفه الشديد حيال وجود اطراف معارضة للوصول إلى تسوية سياسية في اليمن بعد 16 شهر من الحرب.
وتحدث السفير الروسي عن لوبي الضغوط الذي يتدخل في اللحظات الأخيرة لتغير نصوص البيانات المعروضة على مجلس الأمن للمصادقة عليها وقال ” نرى مجدداً، أمرًا قد شهدناه في الأسابيع الماضية داخل مجلس الأمن، فحين نسعى إلى إصدار أمر ما، نرى أن هذا أو ذلك الوفد يحاول إضافة بعض النصوص التي تقلب ميزان البيان، أي أنها تقوم بانتقاد أو مدح ذلك الطرف أو ذاك”… لقد سئمت من ذلك وضقت ذرعاً… ولهذا أغادر المجلس”.
واضاف” نحن اقترحنا بياناً صحفياً والوفد البريطاني اقترح بعض العناصر ذات صلة ببيان صحفي، أتمنى لهم التوفيق في مواصلة المحادثات والتي أرى أنها غير مسؤولة، لأن المجلس كان قاب قوسين أو أدنى من إصدار بيان مشترك يؤيد ويدعم العملية السياسية قبل أن يتقرر إدخال نصوص أنانية، وكما رأينا في السابق، وكما ذكرنا في الأسابيع القليلة الماضية حيث ينتابني الفضول حول ما هي المخرجات النهائية (لجلسة اليوم)… وحقيقة لن أستغرب إذا لم تكن هناك أي نتيجة”.
وعلق تشوركين على الاحاطة التي قدمها المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ إلى مجلس الأمن بالقول إن ” ورقة المبعوث الأممي تركز على الجوانب العسكرية وتخلو من الترتيبات والرؤية السياسية … لهذا السبب “لم نتفاجأ” بأن الحوثيين وصالح مضوا بعيدا عن ذلك المقترح. في إشارة إلى الاتفاق الذي وقعه انصار الله وحزب المؤتمر لتشكيل المجلس السياسي.
واضاف” لقد كان حوار صعبا للغاية وذلك لأن المحادثات اليمنية انهارت، لكن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، متفائل على الدوام ومجتهد جداً، ويواصل جهوده.. في الواقع، ولد الشيخ بعث فينا الطمأنينة بأن اتصالاته ستستمر، وقال إنه عازم على مواصلة جهوده لأجل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة.
ولفت إلى أن هناك “بعضا من سوء الفهم وأعتقد أنه كان واضحاً في سياق تلك المناقشات، لأن الكثيرين، بما في ذلك نحن، تلقينا أخباراً من الكويت أن ولد الشيخ وضع على طاولة المفاوضات مقترحاً يتعامل فقط مع الأمور العسكرية للوضع القائم، وهي تؤكد على ضرورة قيام الحوثيين وأتباع صالح بإلقاء السلاح والانسحاب من المدن، وبأن النصوص السياسية كانت غير معروضة (في الرؤية)… طبعاً، لم نتفاجأ فيما يخص ما طرح آنفاً، أي بأن الحوثيين وصالح مضوا بعيداً عن ذلك المقترح.
صدرت تقارير أخرى مفادها بأن المحادثات شهدت انهياراً جديداً، لكنه (ولد الشيخ) أكد لنا بأن رؤيته للعمل تصب نحو تسوية شاملة، مضيفاً أنه لم يكشف علناً عن الجزء الخاص المتعلق بالشؤون السياسية من حزمة التسوية… لكن دعوني أقول لكم، إنه أمر محزن أنه بعد 16 شهراً من الحرب لا تزال هناك تحديات ومشاكل خطيرة وأحياناً يشعر المرء أن هذا أو ذلك الطرف خارج مزاج الوصول إلى تسوية سياسية، وهذا أمر مؤسف للغاية، وكما أبلغنا اليوم، فإن الكلفة الإنسانية للحرب ضخمة وهي حرب منسية، طغت عليها الصراعات الأخرى في المنطقة، لكن لا يمكن مقارنة معاناة الشعب بأي شيء آخر نتحدث عنه في مجلس الأمن.


http://www.future-fm.net/?p=27835