لا أتذكر الكثير عن طفولتي
ربما لانني مريض
أو لدي خلل ما
كل الذي أستطيع أن أراه من الماضي
هو وجه أمي
وجلوسها عند عتبة باب المنزل
بأنتظار عودتي من المدرسة
وأنا أحمل لها بشارة نجاحي
ماتت أمي في العام ٢٠٠٥
وأنا الان أعيش بعيدا عن قبرها
طوال الأعوام التي تلت موتها
لا أتذكر شيئأ
سوى صورة جلوسها عند عتبة الباب
وهي تنتظرني عائدا من المدرسة
أنا الان يا امي ابلغ الثامنة والثلاثون من العمر
وما زلت لم أتعلم شيئا في حياتي
لم أعد ذلك الصبي المجتهد
ولا الطالب القدوة
ولا الابن البار الذي ترضى عنها المعلمات
في مجلس الأمهات
أنا الان يا امي لا افكر ان أكون مجتهدا الى الحد الذي يرضيك
لأنك لن تكوني بانتظاري
أنا الان أريد أن أُصبح ممقوتا
منك
من الناس
من السماء
ولا أدري ان كنت أرغب في الموت
لكنني
مشتاق اليك
امجد حليحل الجابري