الساعة التّي لا تتوانى لحظة عن إرباكي تشير للواحدة بعد منتصف الليل، صفير الريح يهذي بأشياء في قلبي وأنا أتكوّر في فراشي الأرق كنت أنصت لضوضاء الشارع المزدحمة بهدوء البيت قبل قليل، هاهو تراقص الأضواء قد خفت كما خفتت الأصوات التّي كانت تتعالى قبل قليل، السكن قرب محطة نقل المسافرين يجعلك تعتاد الفوضى حتى تصبح جزءا منك،
صوت أجشّ من بعيد يخرق صمت الشارع كأنّما يصرخ بغمغمات غير مفهومة يقترب الصوت شيئا فشيئا من قلبي .. وكأنه يهيم بالرحيل !
خشيت أن أصير سجينا , خفت من أن أفقد القدرة على التخلي, فقررت أن أتمرد على الرتابة, صرت أغير تأثيث حياتي كل يوم , أبعد الأشياء قبل أن أعتادها , و بعد فترة شعرت بأن يداي مكبلتان , كان يشدهما الى بعضهما ..قيد التغيير
كَانت تُفَكر اذا مَا قُدِرَ لَها سمَاع : الأسوَد يَلِيق بِكِ مِن أحَد ! لَآ بأس لَن تسمَعها ، ستَصِلُهَا رسَالَة تقرأُ فيهَا هذه الكلِمَات و تتأكد أنها مُرسَلة لها ، لَم تخطئ العُنوَان هَذه المَرَة !
ضَحك القَدَرُ علَيها و ضَرب كف المَوت فكِلاهُمَا بالفِعل يَريَان الأسوَد لائِق بهَا كمَا تَكون السمَاء لآئقة بالنُجوم
اليَـــوْم ستُدقِقُ فِي التفَاصِيل ستُحِبُ مَآ لَـم تُحبَهُ سابِقًآ .. و ستتَمعنُ فِي تفَاصِيل ستآِئرهَآ الصَفراء !
لَم تُحب يومًآ لوحَة خوَان ميرُو تِلكَـ التِي احتَلت جُزءًآ من حائِطِهَا الثَمِين ؛ فِي النهآيَة هيَ تدرِي أن تلكَـ اللوحة ليسَت أصليَة كمَا هِيَ لذآ فلَن تُخدَع فِيهَا كمآ في
بَعض الأشخآص !/
قد اصبح الموت عشيرا لمن يحاولون باجتهاد ارغام الحياة على الإعتراف بمشروعيتهم في نيل اقساطهم منها .
أحَذتُ نفسًآ عَمِيـقآ و أنَآ أضَع كُوب شَاي ذآك و كِتَاب مِن ابدَاعآت أحلآم جآنِبآ لأُطفِئ مِصبَاحا صَغِيرآ يُمكُنني القِرآءة عَن طرِيقه ..
الآن حتمًآ سأنام ؛ لآ شَيء سيُعِيقني .. سَيتَسلل النُعَاس اليَ بعدَ قَليل /
مَرَت سَاعتَان سأَنَآم الآن لَم يتَبَقى سِوى القَلِيل عَلى موعد الاستِيقَآظ .. رَفَعتُ الغِطآء عَن جِسمي و رُحتُ أجُرُ قدَمَآي الَى الثلآجة .. بَعدَ هذِه الحَبة سأنَام بالتَأكِيد ؟
أغمَضتُ عَينآي و بدأتُ أقوم بمُختَلَف التَخَيلاآت .. ...
لَم أنَم الليلَة أيضًا ، و لآ أشعُر بالنُعَاس البَتَة .. لآ يَستَهوِيني سرِير مملُوء بالوِسادآت و لآ يُحرك فِي دَاخِلِي أي رَغبة فِي النَوم .. لآ أقتَرِبُ مِنه أسَاسًا سِوَى لِقراءَة كِتاب ..!
أٌعاوِد الكَرة مِن جَديد، رَغم عِلمي إنَنِي لا أجد سِوى اثار ، سأنساه .. إنُها كَذِبة نِيسان فَقط يا رِفاقي
لَم أنجح فِي التَخلُص مِنْه ولَا مِن الرَجفة الَتِي تَجتاحُنِي عِند سَماعُ إسمَه ، حَانِقة جِداً مِنه ، وَمِن خُطوط طُول وَ دوائِر عَرض كُرتِه الأرضِية " الوهميه " ، سَئِمتُ دَورانِي حَوله ! تَباً لِي ، وَ لِتعاقُب لَيلِي وَ نهاره ، لا أعلم لِما لَم يستَجِب الله لِدعواتِي ؟! لِمَ لَم يُخرجه مِن قَلبِي ! دَعُوت إن لَم يكُن مِن نَصيبِي، أن يُخرجَه مِن قَلبِي . هَل !!!! لا أظُن ! ، مُستحِيل !
أن لا أنام كَي لا يأتِيني فِي هَيئه حُلم ، وَلا أسهر حَتى لا أٌفكِر بِه أن أحذِفُ كُل كَلِمه قُلتها مِن مُعجمِي حَتي لا تُذكِرُنِي بِه .