بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين واللعن على أعدائهم ومنكري فضائلهم أجمعين
لطالما كانت هذه النكتة التي أشار إليها أبو الحسن على بن موسى الرضا عليه السلام من الأمور التي تجعلني أشفق على حال الملحدين وعلى أسسهم المنطقية والعقلية حتى ظنوا أنهم الوحيدون الذين استطاعوا التخلّص من خرافة وأسطورة الدين بتفكيرهم الفذ .... عندما غرق فيها أغلب الناس..... لكن هيهات
جاء في توحيد الصدوق ص250 وفي الكافي 1/78
"عن محمد بن عبدالله الخراساني خادم الرضا عليه السلام، قال: دخل رجل من الزنادقة على الرضا عليه السلام وعنده جماعة، فقال له أبوالحسن عليه السلام: أيها الرجل أرأيت إن كان القول قولكم - وليس هو كما تقولون - ألسنا وإياكم شرعا سواء ولا يضرنا ما صلينا وصمنا وزكينا وأقررنا؟ فسكت، فقال أبوالحسن عليه السلام: وإن يكن القول قولنا - وهو كما نقول - ألستم قد هلكتم ونجونا؟......"
أقول :
يشير الإمام ع إلى مسألة جوهرية بديهية لمحصّلة الفكر الإلحادي ,فغاية ما يدّعيه هذا الفكر هو أن الناس جميعا بمختلف ألوانهم و اعتقاداتهم بما فيهم الملحدون مصيرهم إلى التراب ومن ثَمَّ التحلل فيه ومن ثَمَّ العدم .
في مقابل المؤمنين بالمعاد الذين يقولون بحتمية الحساب والجزاء على أعمالهم في دار الدنيا, فيعملون فيها من أجل لقاء الله تعالى فيُجازَون بالجنة, ويهلك الجاحدون بالنار.
بالتالي يكون الملحد مخير بين أمرين:
إمّا أن يختار العدم أو المعاد.
فأختار الملحدون العدم , ودون إثبات ذلك خرط القتاد فـ"الإنسان لا يمكنه بحال أن يعتقد بعدم المبدأ والمعاد , إلا إذا أحاط بكلّ الوجود, وأحاط بسلسلة العلل والمعلولات, ولم يجد المبدأ والمعاد, فما لم تحقق هذه المعرفة المحيطة, فإنّ يقينه بعدم المبدأ والمعاد محال, بل غاية ما يمكنه هو الجهل بهما" مقدمة في أصول الدين للشيخ الوحيد الخراساني ص 12
فليزم للملحد أن يدّعي العلم بالغيب واتّصاله بعالِمِ الغيب والشهادة لكي يثبت ذلك ,وأيضا عليه أن يأتي بالمعجزات الباهرات لكي يتحقق تصديق الناس لقوله والإطمئنان له, فيرجع إلى نفس النقطة التي يعيبها جهلاً على أهل الإيمان والدين !!؟
كما أن لا يخفى أن الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن المؤمنين "بالله" ينعمون بحياةٍ أرغد وصحةٍ أفضل وشفاءٍ أسرع وكآبةٍ أقل وضغوطٍ أخف من الملحدين في حياتهم, بالتالي أصبح أهل الإلحاد ممن خسر دنياهم أيضا فضلا عن آخرة "المؤمنين" .
فهل سيكون لسان حالهم كلسان حال الزنديق عندما تبيّن له مدى جهله فقال للإمام الرضا ع "رحمك الله فأوجدني كيف هو وأين هو؟"
فقال له الإمام ع " ويلك إن الذي ذهبت إليه غلط، هو أين الأين وكان ولا أين، وهو كيف الكيف وكان ولا كيف، ولا يعرف بكيفوفية ولا بأينونية ولا يدرك بحاسة ولا يقاس بشئ...."
الحمدُ للهِ الذي جَعلَ كَمالَ دينِهِ وتَمامَ نِعمَتِهِ بِولايَةِ أَميرِ المُؤمِنينَ عَلي بن أَبي طالبٍ عليهِ السلامُ
منقول