ترشّهُ على الجدار ، لوناً عصبياً ، كالأحمر الذي هدّد أمن الوطن في السابع من ذكرى رحيل رائحة الحرية ، تحفر الجدار بآلة نزقة ـ مثلها ـ لتصرّح بأبرز ملمح في وجهه ( كما تدعوه ) ، ترسمه كما لو أنها تريد التخلّص منه ، تبتر قلمه من يده .. تشوّه الورقة التي أمامه على المنضدة ببيت شعر سخيف .. و بقعة يشعر كوب القهوة جوارها بالخجل و كأنه من فعلها ! تسطر خلفه حروفها و كأنها تقرأ عليه تعويذة المنظور ، تشفّر طريقة حضوره في مشهد الصورة ، ترسمه كما يفعل اهتمام باهت بوردة زاحمها صبّار هجين ، تفعل هذا بالعصبية ذاتها يوماً بعد يوم ، و كلما نظرت إلى نصف الكلمة التي يريد قولها ركّزت بؤرة الاهتمام خارج فمه ،
ــ تباً رتّبتُ شاربه بالصراحة ذاتها كما لو أنني حلقت له !
تحدّثُ نفسها باستمرار عن تفاصيل تتعلق بحق القول و إن كانت بعيدة الاحتمال ، يقلقها انطفاء اللون في عينه اليسرى .. ما يجري سراً خلف الضوء فيها ..
ــ لا ضرر من مرور الفرشاة عليها .. لكن غداً ..
أي في اليوم السابع من عمر اللوحة ! و تحكي عينه نصف الكلمة تلك بعيداً عن فمه .. تثرثر بها .. لوناً أبيض .