أثارت قضية هجوم مسلحين مجهولين ليلة الأحد، على مركز امني مصري، حدودي مع إسرائيل، ردود أفعال قوية، على المستويين الداخلي والدولي، فمن المصريين الذين دعوا لإعادة النظر في معاهدة كامب ديفد، إلى الإسرائيليين الذي دعوا مصر للسيطرة على سيناء والقضاء على "الإرهابيين".
وكانت مصر قد فقدت 16 جنديا، من أمن حرس الحدود، أثناء تناولهم طعام الإفطار كما استولى المعتدون على مدرعتين ودخلوا بإحداها الأراضي الإسرائيلية حيث تصدى لهم سلاح الجو الإسرائيلي ودمر المدرعة بمن فيها، ولغاية الساعة لم تعرف بعد هوية المهاجمين، وقال بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أن مجموعة إرهابية تتكون من 35 فردا هاجمت أحد مقار تمركز قوات حرس الحدود المصرية جنوب رفح.
الرئيس مرسى يتعهد بفرض السيطرة الكاملة على سيناء
تعهد الرئيس محمد مرسى بفرض السيطرة الكاملة على سيناء، حيث شنت مجموعة مسلحة، مساء الأحد، هجوماً على نقطة لحرس الحدود المصريين قرب معبر كرم أبو سالم الحدودى مع إسرائيل، ما أسفر عن مقتل 16 عسكرياً مصرياً، وقال مرسى، فى كلمة بثها التليفزيون، إثر اجتماع عقده مع القيادات العسكرية والأمنية في البلاد، إن "قوات الأمن ستفرض السيطرة الكاملة على سيناء وملاحقة الذين اقترفوا هذا الجرم" وأكد أنه تم الاتفاق مع القادة العسكريين والأمنيين الذين التقاهم على "إصدار أوامر واضحة للسيطرة الكاملة على سيناء وملاحقة الذين اقترفوا هذا الجرم، سوف يتصاعد هذا الأمر غدا لكي نصل إلى نتيجة حاسمة مع هؤلاء المجرمين. غدا سيرى هؤلاء كيف سيكون رد الفعل على هذا الإجرام".
الجيش المصري يقسم بالله انه سينتقم
توعد الجيش المصري بـ"الانتقام" سريعا من مرتكبي الهجوم الذي اوقع 16 قتيلا من حرس الحدود المصريين الاحد في سيناء على الحدود مع اسرائيل سواء كانوا "داخل مصر او خارجها"، وتحت عنوان "نقسم بالله انا لمنتقمون" أعلن المجلس الاعلى للقوات المسلحة في بيانه بث على صفحته الرسمية على الانترنت وإذاعته ووكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية ليلة الاثنين "نحن لسنا ضعفاء أو جبناء أو نخشى المواجهات ولكن من الواضح أنه لم يعد يفهمنا الجهلاء ذو العقول الخربة التي تعيش في عصور الجاهلية نحن راعينا حرمة الدم المصري لكن ثبت اليوم أنهم ليسوا مصريون رحم الله شهداؤنا الأبرار وإنا غدا لمنتقمون"، وأضاف البيان أن مرتكبي الاعتداء على حرس الحدود المصريين "لا دين لهم ولا ملة وإنما هم كفرة فجرة أثبتت الأيام أنه لا رادع لهم إلا القوة وسيدفع الثمن غاليا كل من امتدت يده طيلة الشهور الماضية على قواتنا في سيناء سيدفع الثمن غاليا أيضا كل من تثبت صلته بهذه الجماعات أيا كان وأيا كان مكانه على أرض مصر أو خارجها".
هنية: لا تورطوا غزة بزجها في حادثة مقتل الجنود المصريين
في غزة، قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، فجر الاثنين، إنّ غزة ليست متورطة بحادثة مقتل الجنود المصريين، رافضًا الزج باسمها في هذه الأحداث دون التحقق ومعرفة المتسبب الأصلي، وأضاف هنية خلال اجتماعه مع وزير الداخلية وقيادات أمنية بغزة فجراً لبحث الحادثة أنّ الحادث يدفع في الوقت الحالي إلى الإسراع في التعاون الأمني المشترك بين مصر وقطاع غزة لحماية البلدين.
مصر تغلق المعابر حتى أشعار آخر
كما نقلت وكالة "صفا" المحلية عن محمد عوض نائب رئيس الحكومة المقالة قوله عقب الاجتماع الطارئ إنّ حكومته تواصلت عقب هجوم سيناء مع مكتب الرئاسة المصري ومكتب المخابرات العامة للوقوف على مجريات الحادث وتقديم التسهيلات للسلطات المصرية لمعرفة المعتدين.
وأعلنت وزارة داخلية غزة أن السلطات المصرية أبلغتها بإغلاق معبر رفح البري مع قطاع غزة إثر هجوم على موقع للجيش المصري في سيناء المصرية، حتى إشعار آخر، كما أعلنت الوزارة عن إغلاق كافة الأنفاق على الحدود المصرية وإعلان استنفار كافة أجهزتها الأمنية على الحدود مع مصر "لضبط أي محاولة للتسلل إلى غزة".
باراك: "جماعة جهادية" وراء هجوم سيناء
قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن مسلحين من "جماعة جهادية عالمية" وراء الهجوم على قاعدة مصرية لحرس الحدود في شمال سيناء أمس، مشيرا إلى مقتل ثمانية منهم خلال محاولتهم اختراق الحدود الإسرائيلية، في وقت قدرت جهات أمنية إسرائيلية أن ما حدث سيجعل القاهرة تتبنى مقاربة أكثر تشددا مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، وأضاف باراك أمام لجنة في الكنيست الإسرائيلي أن الهجوم الذي قتل فيه 16 شرطيا مصريا، يظهر الحاجة إلى أن تحارب مصر "الإرهاب" في شبه جزيرة سيناء، قائلا إن إسرائيل على اتصال مع السلطات المصرية "لنرى ما إذا كنا نستطيع تقديم المساعدة".