النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

رواية الجدار، نور مسلط على قبح العالم

الزوار من محركات البحث: 23 المشاهدات : 359 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    بنت العراق الحلا غير
    مصممة فوتوشوب
    تاريخ التسجيل: July-2016
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,227 المواضيع: 549
    التقييم: 487
    مزاجي: قد يكون صعب ، و قراري احيانآ
    أكلتي المفضلة: كاكاو
    موبايلي: IPhone 3GS
    آخر نشاط: 19/September/2017
    مقالات المدونة: 6

    رواية الجدار، نور مسلط على قبح العالم


    لو نزلت لأسفل قليلاً لقرأت في النبذة التي كتبتها عن نفسي وإني أومن بقبح العالم وأحاول تجاهله وإغماض عيوني عنه، لكن رواية الجدار للكاتبة نورا ناجي فعلت العكس، فقد سلطت الضوء على هذا القبح، وضعته كله على جدار، وجعلتنا نحدق به مرغمين.
    تألمنا؟ بالتأكيد فعلنا، لكن على الأقل توحدنا للحظات مع المعذبين معنا على هذه الأرض الذين نتجاهل وجودهم حتى نستطيع أن نحيا بسلام للحظات، دون أن نشعر بالعجز وعدم القدرة على المساعدة.
    رواية الجدار حياة وموت في آن واحد..
    يمكن أن تصنف رواية الجدار كرواية رومانسية بعدما تنهي أول عشرون صفحة منها، لكنها تحمل في طياتها أكثر من ذلك بالتأكيد، فهي رواية عن الحياة والموت، عن الحب والكراهية، والمآسي الشخصية التي يحملها أشخاص من حولنا لكن مخفية عن عيوننا.
    وكما أن اسم بطلة الرواية هو “حياة” فالرواية ذاتها حياة كاملة التفاصيل، بها القليل من الفرح والكثير من الوجع، الموت يتربص بأبطالها كما يفعل في حياتنا، والخوف من الفقد والألم يسلط سيفه على رقاب الجميع.
    بداية الرواية هادئة، فتاة متخرجة حديثاً تقع في حب مستحيل مع شخص مرتبط، يبادلها المشاعر ويستنزفها بجبنه وخسته وضعفه، يتلاعب بها معتقداً إنه الطرف الأقوى في العلاقة، وعندما يتركها يترك بداخلها شرخاً حاولت تجاهله لتجده يكبر السنة بعد الأخرى حتى يتركها في النهاية حطاماً بحاجة إلى معجزة لتعود من جديد.
    القاهرة – دبي – سيول..
    تأخذنا الرواية إلى ثلاث محطات مكانية، تبدأ في القاهرة حيث عاشت البطلة قصة حبها، وتلقت الضربة الأولى، ليكون مهربها الأول إلى دبي حيث يعيش والدها، هناك تكتسب الصديق الذي يعطيها قبس من الدفء والنور في ظلام وحدتها، لكن تظل في حاجة إلى هرب أبعد، إلى مكان إما تقع فيه وحيدة أو تقاوم محنتها ويستقيم ظهرها ايضاً وحيدة، وكان هذا المهرب في سيول.
    ولكن في سيول يحدث تغير كبير في شخصية حياة، فبدلاً من أن تحاول استجماع شجاعتها، تجابه هناك قبح العالم بالعمل في مجال الأخبار، لتجد أن مأساتها الشخصية جزء صغيرة من الصورة الكبيرة للعالم البائس الذي تحيا فيه، وتحاول الهرب من بؤسها الخاص في ذلك العام، فتفقد البقية الباقية من قدرتها على التوازن.
    زمن الرواية..
    تدور احداث رواية الجدار في عدة محاور زمنية، تنقلت بينهم الكاتبة بطريقة في غاية السلاسة، في الفترة ما بين 2009 عندما قابلت خالد أول مرة وحتى 2016 في نهاية الرواية، وعلى الرغم من أن التنقل بين الفصول كان يعني الرجوع بالزمن أو التقدم فيه إلا أني كقارئة لم يضايقني ذلك تماماً واستطعت التعرف على حياة في كل حقبة زمنية، حيث أن التغيرات في الشخصية كانت واضحة، فبين كل عام وأخر اكتسب حياة جراح وخدوش جديدة، غيرتها وجعلتها واحدة أخرى، لتصل في النهاية لحياة التي قررت التصالح مع نفسها في نهاية الرواية.
    لغة الرواية..
    لغة الروائية هادئة ورزينة، متناسبة تماماً مع روح الرواية، لن تقرأ تراكيب لغوية معقدة تدفعك في البحث في جمالياتها وتنسى أحداث الرواية، ولن تقابلك جملة ركيكة تفسد عليك استمتاعك، روضت الكاتبة كلماتها وجعلتها خادمة طيعة لأفكارها، وقد كان هذا هو الأسلوب الأنسب لرواية محورها قلب جريح في عالم لا يحسن التعامل مع الضعفاء.
    نظرية ماذا لو؟
    في أجزاء من الرواية سألت حياة ماذا لو لم تقابل خالد؟ هل كانت حياتها ستختلف؟ هل كان الألم في حياتها سيختفي؟ هل ستكون أسعد؟
    وهو السؤال الذي يمر في ذهننا كبشر مرة في اليوم على الأقل، ففي حياة كل منا نقطة ما محورية، وقرار أخذنا غير مننا، وتقلقنا نظرية ماذا لو وملايين الاحتمالات، والتي تُشعرنا إننا قد سلكنا المسار الخاطئ.
    عن نفسي أؤمن – وأرجح أن الكاتبة تفعل كذلك – أن الخبرات السيئة والآلام جزء من عملية تكوين الشخصية، ومن دونها نصبح أخرين، قد نحبهم ونقتنع بهم أو لا نفعل، فمن دون خالد ما كانت حياة استطاعت أن تخوض كل تلك المعارك، ولا كانت اكتسبت هذه القدرة على تحمل الجراح، ولا أصبحت ذلك القلب الكبير الذي احتوى كل حزن العالم، ولا التقت وتعرفت على هذه الشخصيات المحورية في حياتها مثل سعود وتيو، خالد كان مجرد محطة سيئة، تركت علامة بارزة ولكن بالتأكيد ليس نهاية المطاف.
    في النهاية رواية الجدار من أفضل ما قرأت في 2016، وأنهيتها في ليلة واحدة، لم أستطع تركها خلالها ولو حتى لراحة بسيطة، فقد جرفتني الأحداث وقصة حياة، وعلى الرغم من بعض الأجزاء الأليمة إلا إني بالفعل استمتعت، ونهايتها كذلك أرضتني وجعلتني أنام قريرة العينان.

  2. #2

  3. #3
    بنت العراق الحلا غير
    مصممة فوتوشوب

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال