اختيارك الدراسة في ألمانيا قد يكون خياراً عظيماً، فهناك الكثير من الجامعات الألمانية الرائدة التي يمكنك الاختيار فيما بينها، كما أن التكاليف الدراسية منخفضة أو تكاد تكون معدومة.
لكن بالطبع، الدراسة في ألمانيا هي أكثر من مجرد التسكع في حرم الجامعة، فأنت كطالب ستكون مغموراً بالكثير من التجارب الثقافية والطبيعة المنسقة التي ستكون قادراً على رؤيتها واستكشافها.
تعد ألمانيا قلب الحضارة الأوروبية الحديثة في العديد من المجالات، الجغرافية، الاقتصادية، وكواحدة من الأضواء السياسية الرائدة في الاتحاد الأوروبي. وهي منطقة تنصهر فيها العديد من الثقافات، مركز عالمي لكل شيء بداية من الفنون والأزياء العصرية إلى تصميم السيارات ومهرجانات البيرة.
تفتخر بعاصمتها التي تمكنت أن تصبح واحدة من أكثر المدن عصرية خلال فترة لا تتجاوز عقوداً قليلة.
أضف إلى ذلك تاريخها المفعم بالمفكرين والمبدعين أشباه غويث، بيتهوفين، باخ، إضافة إلى المآسي الأخيرة التي حدثت في أربعينات القرن العشرين خلال الحرب العالمية الثانية، لذلك لن تجد أي نقص في الأماكن التي يمكنك زيارتها والمنتجات الفنية التي ستجذب انتباهك.
إليك انشطة طلابية في المانيا يمكنك القيام بها أثناء الدراسة هناك:
استكشف برلين
عاصمة ألمانيا مدينة مميزة، إذا بدأت الدراسة هنا فلتن تتوقف عن التعلم. تشمل المناطق التاريخية العظمى التي يتوجب عليك زيارتها جدار برلين، النصب التذكاري لمحرقة الهولوكوست، نقطة تفتيش تشارلي (اسم أطلقه الحلفاء على جدار برلين الفاصل بين شرق وغرب مدينة برلين)، ساحة بوتسدام.
تعد المدينة متعددة الألوان التاريخية المندبة بآثار الحرب العالمية الثانية وفترة الانقسام، تاريخ برلين هو الذي يجعل المدينة على وضعها الحالي، مدينة حديثة ذات تنوع مذهل، انفتاح على العالم، وتذكر للماضي القديم.
هناك الكثير لتراه في برلين غير الأماكن التاريخية، فلديها مصنع أفلام نابض بالحياة، حياة ليلية مستعرة، طعام رائع. برلين عاصمة لا شبيه لها، بداية من هضبة براندنبرغ إلى ساحة ألكساندر.
قلعة نويشفانشتاين
من أروع القلاع في العالم، التي صدر أمر بنائها في القرن التاسع عشر من قبل الملك لودفيغ الثاني بعد وفاة جده، وقد كان ذلك حلماً يراوده منذ سنين طفولته، وهي تحتل مكانة مميزة في التاريخ الألماني.
يندمج في هذه القلعة حب الملك للموسيقا الأوبيرالية، وبالأخص تلك التي عزفها المؤلف ريتشارد فاغنر، حيث وجد فيها لودفيغ ملاذا آمناً من فكرة العصور الوسطى. لكن بناء ذلك القصر لم يكن منتهياً بعد عندما وجد لودفيغ ميتاً بجانب البحيرة في ظروف غامضة.
اليوم، هناك أكثر من 1،3 مليون زائر لهذه القلعة سنوياً، فزيارتها من أهم الأشياء التي يقوم بها السياح أو المسافرون في ألمانيا، وهي معروفة بكونها مصدر إلهام لـ(ديزني لاند) من أجل بناء قلعة الجميلة النائمة.
أسواق الكريسماس
أحد أفضل ميزات الدراسة في الخارج، وخاصة في نصف الكرة الشمالي هو الكريسماس وطريقته في أضفاء البهجة على أشهر الشتاء الطويلة، وألمانيا تعرف تماماً كيف تجعل من هذه الفصل الاحتفالي مناسبة مميزة. لا يهم إذا كانت الأيام أقصر ودرجات الحرارة أقل، كل ما عليك فعله هو ارتداء ما يدفئك خارجاً ثم الخروج لاستكشاف أسواق ألمانيا خلال الكريسماس، والتي يتم إحداثها في كل مدينة أو بلدة في كل أنحاء ألمانيا، وقد أصبحت مناسبة شعبية منتشرة في جميع أنحاء أوروبا.
سيكون هناك الكثير من النبيذ الأحمر الدافئ، فطائر التفاح، أخرج من منزلك ومارس نشاطات التسوق.
مهرجان أكتوبر
ألمانيا هي واحدة من أعظم مخمري الجعة في العالم، وتأخذ وقتها لإنتاج أفضل أنواع البيرة عالمياً. ومن يحب المشاركة في مثل هذه النشاطات فعليه أن يغتنم الفرصة في مهرجان أكتوبر الذي يبدأ منذ أواخر أيلول ويستمر لمدة أسبوعين، جاذباً ما يقارب الستة ملايين زائر إلى العاصمة البافارية كل سنة.
انس كتبك لعدة أيام لتشارك في هذا الاحتفال، فمن المحتمل أن تجد قسماً كبيراً من الطلاب في ألمانيا يشاركون في هذا الاحتفال أيضاً، إلى جانب العديد من المحاضرين أيضاً!
مهرجانات الألعاب النارية في الصيف
خلال أشهر الصيف في ألمانيا، من أيار إلى أيلول، يحدث شيء مميز على نهر الراين المشهور في أوروبا والذي يضاء بكمية كبيرة من الألعاب النارية، ملقية بأضوائها على القوارب التي تعبر في طريقها على سطح هذا النهر، بينما يتجول المارة على ضفافه لمشاهدة هذه المهرجانات.
هذه العروض من الألعاب النارية الخلابة على ضفاف نهر الراين تعرف باسم (Rhein in Flammen)، وهناك العديد من وجبات العشاء التي تعد على الرحلات النهرية في القوارب خلال فترة الاحتفال، حيث ستجد هناك أفضل مشاهد الألعاب النارية التي يتم إطلاقها لتلوّن السماء على خلفية من القلاع، القصور، القرى الخلابة، وضفاف نهر الراين.
مهرجان فاغنر للأوبرا
إذا استطعت الحصول على تذكرة (هناك صفوف انتظار طويلة)، فإن مهرجان فاغنر هو واحد من أعظم الأشياء التي يمكنك القيام بها خصوصاً لمحبي المسرح والأوبرا أو ما شابه ذلك.
توجه إلى بايرويت في شمال شرق بافاريا لتشهد الاحتفال العظيم الذي يحدث كل سنة بدءً من تموز وحتى آب.
عروض المهرجان تحدث في مدينة بايرويت ضمن مسرح ساعد في تصميمه ريتشارد فاغنر شخصياً. بعض الناس ينتظرون سنوات (5- 10) سنوات للحصول على التذاكر لهذا الاحتفال، لكن عليك بالمحاولة فقد يحالفك الحظ إذا أتيت في الموعد المحدد لقطع التذاكر.
القيادة في الشارع الرومانسي
الذي يمتد من فورتسبورغ شمال بافاريا إلى فوسين في الجنوب، يبلغ طوله أكثر من 300 كيلو متر، وهو من أحد أشهر الطرقات التي يقود فيها الناس بقصد الترفيه والاطلاع على التاريخ الذي يتجسد في البلدات ذات البناء المشابه لقرى العصور الوسطى، كروم العنب على الجانبين، قلاع وقصور، قرى طريفة، وكل ما يعطي صورة مميزة حية عن تاريخ المنطقة، نشاطاتها وفنونها.
فإذا كنت تبحث عن مهرب من الواقع إلى الرومانسية الهادئة، أو كنت تتطلع إلى منحدرات للتزلج، مشية مع صديق لمسافة طويلة، أكلات شعبية ألمانية، ستجد كل ذلك في هذا الشارع.
مهرجان السمك المحمص
لا تفقد شهيتك بمجرد سماع اسم الاحتفال أو المدينة التي يجري فيها (فورمز) غربي ألمانيا، توجه إلى هذه المدينة حيث يجري الاحتفال في أواخر آب على ضفاف نهر الراين حيث يقدم الكثير من النبيذ، والطعام، وتجري الفعاليات الاحتفالية الشعبية المخصصة لصيادي السمك هناك، حيث يعد هذا أقدم تنظيم وجد في ألمانيا.
يشمل المهرجان نشاطات كمثل مواكب مضاءة بالفوانيس، المبارزة، وغير ذلك من النشاطات الترفيهية.
مهرجان كولن
يحدث كل سنة في الساعة الحادية عشرة في الحادي عشر من تشرين الثاني (في الوقت والتاريخ الذي عقدت فيه الهدنة التي أنهت الحرب العالمية الأولى عام 1918)، حيث يعلن افتتاح موسم المهرجان، ولن تجد فرصة أفضل للمشاركة فيه من الذهاب إلى مدينة كولن، فهي مدينة شعبية مليئة بطلاب الجامعات، حيث تشتعل فيها الشوارع بمراسم الاحتفال من مواكب، وملابس ملونة مخصصة لمثل هذه المناسبات.
يترافق هذا الاحتفال تقليدياً مع ما يدعى عيد الفصح، ويمتد فترة أسبوع كامل، وهو يحوز أهمية تكاد تعادل أهمية مهرجان أكتوبر.
قم بزيارة مدينة هامبورغ البحرية
تعد هامبورغ ثاني أكبر مدينة، إضافة إلى أنها الأغنى في ألمانيا كلها. ترتبط هويتها بتاريخها البحري الذي أبقى على شهرتها وتميزها في مجال الملاحة، حيث يعد ميناؤها الأكثر ازدحاماً في العالم بعد كل من مينائي لندن ونيويورك.
ربما لا تكون هامبورغ تلك المدينة المعروفة كما هو الحال مع كل من ميونخ، برلين، أو فرانكفورت، لكنها تستحق زيارة لمجرد تجربة الشعور المختلف الذي سيراودك هناك.
فهناك الأبنية المصنعة على شكل الزوارق العائمة في المحيط، الشطآن الاصطناعية النهرية، المستودعات القوطية، وأسواق السمك، وعليك بزيارة هذه المدينة وستعرف لماذا يجد فيها قاطنوها السكينة والجمال!