في الخيبات نبكي بصمت، نبكي في دواخلنا ونخفي حزننا ولا نسمح للآخرين برؤية انكسارنا، في الخيبات ليس هناك دموع حزن ولكن توجد ندوب وتشوهات خذلان في ذواتنا، في الخيبات نعيش صراعات عديدة لعلّ أهمّها صراعَنا مع ذاكرتنا، نريد أن ننسى فلا ننسى، هي الخيبات كما يقال عنها موت كثير قبل الموت الأخير، نفقد قدرتنا على معايشة أيّ أحداث أخرى وكأنّنا اكتفينا من كل شيء في هذه الحياة، تتغيّر معاني كثيرة فينا، فتصبح السعادة والمثالية مجرّد أوهام أو أنّنا لا نستحق الفرح، فنجعل للخيبة وطناً بداخلنا وتُهتَلك قلوبنا لما تكدّس فيها من طعنات قد تتجلّى حتى ملامحنا
خيبة الأمل ترسّخ فينا مبادئ الحياة العميقة ودورها وعظمتها وضرورتها، تعلّمنا قوة الاحتمال واتقان الصبر واحتراف الانتظار، نفهم معنى الرجوع إلى الله ونستشعره، نمارس الرضى بالمعنى الحقيقي ونتقبّل أمورا كنّا لا نستسيغها ونعزف عن التّذمر، كما أنّنا نُعيد ضبط وصياغة العديد من الأمور، مشاعرنا وتعابيرنا ومعاني الحياة المختلفة. إن الخيبات قد تكون حوادث لم نشأ أن نعيشها، ولكن الأكيد أنّها مرّت كما شاء الخالق والتفكير الزائد فيها مَفسدة لحياتنا، يكفي أن نطردها بكل ما أوتيَّت قلوبنا من قوة ولا نعيش متحسّرين على أيّام مَضَت ولن تعود، وأنّها لا تتعدّى كونَها دروس تعلّمْنا منها ما يجب أن نتعلّمه، ولا خيبات نحملُها على عاتق حاضرنا نتوشّحها رداءً أسود عند كلّ ألم...لا تعطي الأشياء أكبر من حجمها وتوقّف عن كونَك مخذولاً، فالشجعان فقط من يخوضون معارك الحياة، ومساكين من لا يملكون حكايات موجعة، فبِقدرِ ما حَمِلتْه من ألم بقدر ما يَتأتّى منها نضجٌ كبير، فالحياة لا تنتهي مع خيبة أمل يمكن أن نعيشَها، يكفي أن ندعس عليها بأقصى نضج نملكه ونضحك على خيباتنا، بل ونخيّب ظن من خذلونا فينا فلا شيء أقوى من قلوب تجرّعت مرارة الخيبات لأنّها تعلّقت بربّها فطوبى لها
شاكر ..صديقي ..
كل شيء في الوجود يحتاج الى قوة تسقطه ارضاً كي ينضج ..او لربما يكتمل بعدها ..
الخيبات قدراً من الله ليس الا ..تجعلنا اقوى بكثير مما كنا عليه ..تزيل عنا الهشاشة التي تنخر مشاعرنا وقوبنا ..نستعيد بها رباط جأشنا ..
الخيبة نعمة ياصديق ..علينا شكر الله كثيراً عليها ..
صحيح صديقتي...و دائما بعد الخيبة يأتي الفقد...في الفقد نُظهِر حُزننا ونبكي حُزننا دموعاً، نصبر ونحتسب ونلتجأ إلى الله تعالي، في الفقد يجتاحنا شعور بالرضى ونتألم في نفس الوقت، في الفقد نتعايش مع حزننا ونؤمن أن الابتلاء حق وأنّه لا عودة لمن رحل عنّا، فلا نملك إلاّ تعهٌّدَنا له بالدّعاء فلا شوق ولا حنين يُرجعهم إلينا، ولا درب يوصلنا إليهم، ولا عابر يٌطمْئِننا عليهم، فقط نتمنّى أن نجتمع بهم عنده سبحانه، في الفقد قبول واستسلام بأن أمر الله كلُّه خير، فالفقد هو الشعور الحقيقي لأصل الحياة، أمر لا بد منه، لأجل هذا فإننا بعد الفقد نسترجع ذواتنا وربما نكون أقوى مما كنّا عليه، وقد يكون نقطة انطلاق لنا للأفضل، في الفقد نسمح للآخرين بمشاركتنا حزننا ولا يهمّنا إنْ رأونا ضعفاء، في الفقد نحزن من داخلنا وظاهرنا فهو طهارة للروح، قد تتوه فيه قليلا ولكنّها سرعان ما ترجع إلى الطريق، فالفقد يقتل فينا أشياء ولكنّه يزرع أمور كثيرة أخرى، ونفهم أن الدّوام والمواصلة ضرورة مهما كان الحال
كل ذلك جوابه :
يدٌ ارتخت برضآها عيب نشد عليها ...
نورت المدونة يا شاكر
لا أصلح لاحد فقط ارحلوا ..!
ستعشق نفسك حد النرجسيه، ستهتم لأمرك فقط، بعد أن تستند عليهم و تدرك أنهم كانو صبارًا ."