لا بد وأنك تعلم أن وظيفة المعدة هي هضم الطعام وتكسيره إلى جزيئات، وتحويله إلى ما يشبه السائل ودفعه إلى الأمعاء. تهضم المعدة جميع أصناف الطعام، لكن هل فكرت من قبل لماذا لا تقوم بهضم نفسها؟!!
في البداية دعنا نتعرف على شكل المعدة، فنيًا إن أردنا أن نصفها، فهي عضو مجوف يشبه الهلال، بحجم حبة شمام كبيرة. ومتوسط ما تحمله معدة الكبار من السوائل حوالي 3 لترات، وتتكون المعدة من طبقات عديدة.
طبقات المعدة
الطبقة المصلية: وهي الطبقة الخارجية التي تعمل كغطاء للطبقات الأخرى.
طبقتان عضليتان: وهي الطبقات الوسطى التي تدفع الطعام إلى الأمعاء الدقيقة.
الطبقة المخاطية: وهي طبقة داخلية مكونة من خلايا متخصصة تضم الخلايا الجدارية، والخلايا الطلائية، وخلايا G.
تقوم الخلايا الجدارية بإنتاج حمض الهيدروكلوريك (حمض المعدة) وهو حمض قوي يعمل على تفتيت جزيئات الطعام، كما أنه يتميز بأنه مُركز جدًا، فإن سقطت قطرة منه على الخشب، فسوف يتآكل! أما خلايا G فتعمل على إفراز هرمون الغاسترين الذي يسهل إنتاج حمض الهيدروكلوريك من الخلايا الجدارية.
لماذا لا تأكل المعدة نفسها؟
كما ذكرنا سابقًا، تقوم المعدة بإفراز حمض مُركز وقوي جدًا يفتت الأطعمة، لكنها محمية بالخلايا الطلائية التي تقوم بإفراز وإنتاج مادة البيكربونات التي تعمل على تعديل ذلك الحمض القوي. البيكربونات مادة قلوية تعمل على تخفيف حدة الحمض الذي تفرزه الخلايا الجدارية، وخلال هذه العملية يتم إنتاج الماء. فالتزويد المستمر لمادة البيكربونات هي الآلية التي تحمي بها المعدة نفسها من الهضم الذاتي، ومن البيئة الحمضية المحيطة بها.
لكن في بعض الحالات، وبسبب ضعف تدفق الدم، أو الإفراط في إفراز حمض المعدة، لا تعمل هذه الآلية الدفاعية كما يجب، مما قد يتسبب بما يُسمى بقرحة المعدة، كما أن هناك بكتيريا تُسمى “هيليكوباكتر بيلوري” تعمل على تعطيل آلية دفاع المعدة، فقد تكون السبب أيضًا بالقرحة.