لماذا يتثاءب البشر ؟ وهل التثاؤب معدي ؟ وماالعلاقة بين التثاؤب والشيطان ؟
التثاؤب هو حالة يأخذ فيها الإنسان شهيقًا عميق وبعده زفير عميق كذلك، وهو عملية لا إرادية ويربطها الناس أحيانًا بالملل أو النعاس أو الكسل. في هذا الموضوع سنعرض نظريات يمكن أن تكون الإجابة على تساؤل “لماذا يتثاءب البشر ؟”.
لماذا يتثاءب البشر ؟
النظرية الأولى
أحد الأسباب المحتملة للتثاؤب هي أن كمية الأكسجين تكون منخفضة في الدم، مما يجعل الجسم بحاجة لكمية كبيرة من الأكسجين. لذلك تحصل عملية التثاؤب، حيث يدخل كمية كبيرة من الهواء للرئتين لتستفيد من الأكسجين الموجود فيها.
النظرية الثانية
سبب آخر يرتبط في التثاؤب، هو أن الجسم يكون يشعر بأن بعض العضلات أصبحت خاملة، فيحصل التثاؤب الذي يقوم بشد الكثير من العضلات في الجسم “العضلات المسؤولة عن التنفس والأكل”، وهكذا تصبح هذه العضلات أكثر جهوزية لأداء وظائفها.
النظرية الثالثة
هناك دراسات حديثة من عام 2007م تفترض بأن التثاؤب يحصل بسبب رغبة الدماغ بتهدئة نفسه، حيث افترضت الدراسة بأن التثاؤب يجعل الدماغ أكثر دفئًا. ويرجّح هذه النظرية أن الناس يتثاءبون عند قلة النوم، وفي تلك الحالة يكون الدماغ مجهدًا وتختل درجة حرارته، فيأتي التثاؤب ليحسن منها.
النظرية الرابعة
في حالة التعب، تنخفض كمية الدم الواصلة للدماغ، وهذا ما يسبب خمول عند الإنسان وعدم المقدرة على التركيز، لذلك يكون التثاؤب كأداة دفع للدماغ تحفّزه على التفكير بشكل صحي أكثر. حيث يتسبب التثاؤب في تحسين أداء الدورة الدموية.
النظرية الخامسة
هناك اعتقاد آخر يربط التثاؤب بالضغط الحاصل بالدماغ أو الصداع، الاعتقاد يفسّر الأمر بأن التثاؤب يساعد على استقرار الضغط على جانبي طبلة الأذن، حيث يقوم بتمديد طبلة الأذن وبذلك تخفيف الضغط.
النظرية السادسة
هناك من قام بربط التثاؤب ببعض المركبات الكيميائية المتواجدة في الدماغ مثل السيروتونين والدوبامين والجلوتامين وحمض الجلوتاميك ووأكسيد النتريك، والتي تعتمد كميتها على عواطف الإنسان ومزاجه.
النظرية السابعة
آخر النظريات التي سنطرحها عليكم هو أن البعض يربط التثاؤب بانخفاض كمية السكر في الجسم، حيث أن انخفاض كمية السكر يعني زيادة حاجة الدماغ للسكر، لهذا يحصل التثاؤب لتزويد الدماغ بحاجاته.
هل التثاؤب معدي ؟
هذا تساؤل آخر مرتبط بالنظريات التي ذكرناها لكم، وهو يرتبط أيضًا باعتقاد عام عند الكثيرين، وهو أن التثاؤب معدي، وهذا الأمر صحيح، وقد ذكرناه سابقًا في هذا المقال عن أعضاء الجسم. وأما بالنسبة للسبب، فهو الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ، خاصة في القشرة الأمامية منه والتي تدفع الإنسان لتقليد الآخرين.
هل تتثاءب الحيوانات ؟
الحقيقة هي نعم، حيث أن معظم الفقاريات والثديات تتأثر بما يتأثر به الإنسان من ناحية التثاؤب، لذلك يحصل معها التثاؤب. وهناك دراسات أوجدت بأن التثاؤب معدي للحيوانات كذلك.
العلاقة بين التثاؤب والشيطان :
أكدت السنة المطهرة عمق العلاقة بين الشيطان والتثاؤب فقال صلى الله عليه وسلم : " التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع " متفق عليه . وفي رواية البخاري رحمه الله : " إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا عطس فحمد الله فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فليرده ما استطاع إذا قال ها ضحك منه الشيطان"
وسر إضافة التثاؤب إلى الشيطان يرجع إلى سببين : الأول أنها إضافة الرضا والإرادة – كما ذكر ابن بطال رحمه الله – أي أن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثائبا لأنها حالة تتغير فيها صورته فيضحك منه لا أن المراد أن الشيطان فعل التثاؤب .
والثاني كما قال النووي رحمه الله : أن الشيطان يدعو إلى الشهوات إذ يكون التثاؤب عن ثقل البدن واسترخائه وامتلائه والمراد التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك وهو التوسع في المأكل .
حكم التثاؤب بصفة عامة :
التثاؤب أمر فطري عند الإنسان وواقع ولكن التمادي فيه وعدم رده مكروه مطلقا ومما يؤكد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب "
وعقب الخطابي رحمه الله : أن معنى المحبة والكراهة فيهما منصرف إلى سببهما وذلك أن العطاس يكون من خفة البدن وانفتاح المسام وعدم الغاية في الشبع وهو بخلاف التثاؤب فإنه يكون من علة امتلاء البدن وثقله مما يكون ناشئا عن كثرة الأكل والتخليط فيه والأول يستدعي النشاط للعبادة والثاني عكسه .
المصادر : http://goo.gl/4YSO7A