بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
هل ثبت تاريخياً بإن السيدتين فاطمة الزهراء والسيدة زينب عليهما السلام كانتا تكشفان عن وجههما ؟
ولم يثبت من الناحية التاريخية ولا الدينية بأن سيدة الطهر والقداسة كانت تكشف عن وجهها الشريف سوى ما روي بأخبار ضعيفة بأنها كشفت عن وجهها أمام جابر بن عبد الله الأنصاري وسلمان الفارسي، وهي روايات إن صحت نسبتها وصحتها فلا تدل على جواز كشف الوجه أمام كلِّ الرجال بل غاية ما تشير إلى حادثة جزئية خاصة بجابر وسلمان لكونهما من الخصيصين المقربين إلى أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام فكانا بمثابة والدها أو عمها سيدنا عبد مناف " أبو طالب " عليه السلام وحمزة عليه السلام وقد قامت الضرورة الدينية بأن سيدة النساء لم تكشف وجهها أمام أحد على الإطلاق سوى ما ذكرنا لكم وهو أمر لم يثبت بدليلٍ معتبر وقد
رواية عمرو بن شمر التي أشارت إلى أن جابر رأى وجه السيدة الطاهرة مولاتنا فاطمة عليها السلام - إنَّما هو نظره إليها على نحو الصدفة أو النظرة الإتفاقية، وليس بعيداً أن يكون ذيل الخبر ملفقاً على جابر وذلك لأنه رأى قصاص شعرها وهو من سابع المستحيلات أن يصدر ذلك من سيدة نساء أهل الجنَّة، فالأقوى عندنا أن ذيل الخبر مكذوبٌ على مولاتنا المعظَّمة عليها السلام ومكذوب أيضاً على جابر رضي الله عنه.. فالأخبار والإجماع والضرورة الدينية تدل على مصونية السيدة الزهراء وشدة سترها عن الأجانب كيف لا وهي القائلة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : "خير للمرأة أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجلٌ" فكيف يمكن صدور ما دل عليه خبر عمرو بن شمر.. وأما مولاتنا زينب عليها السلام فلم يروِ لنا التاريخ حتى على مستوى الخبر الضعيف بأنها كشفت عن وجهها بإختيارها بل ما جاء من سيرتها في مسيرة السبي أن القوم لعنهم الله تعالى كشفوا عن وجهها هي ونسائها الشريفات حتى لذن ببعضهنّ يغطين وجوهن بأيديهنَّ كما أن القوم أخذوا عن ظهورهم الملاحف والأُزر مما يعني أنهنَّ كنَّ يغطين أجسامهنَّ بالملاحف والأُزر - والملاحف جمع ملحفة وهي العباءة، والأزر جمع إزار وهو الثوب الواسع يلقى على الرأس ويسدل على جميع الجسم - كما أن الأخبار المتواترة قد دلت على أن مولاتنا المطهرة فاطمة (فديتها بنفسي) لمَّا خرجت إلى مسجد النبيّ الأطهر يوم الإحتجاج على أبي بكر على إغتصابه لأرض فدكٍ تقول هذه الأخبار الصحيحة بأنها " لاثت خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها وأقبلت في لمّةٍ من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها.." والتعبير بالجلباب والخمار والذيول دلالات واضحة على القناع والثياب الفضفاضة تحت العباءة ثم الجلباب وهو العباءة، فالعجب ممن يثير كذباً على السيدة الطاهرة أنها كانت تكشف وجهها للرجال (والعياذ بالله) فإنه كفرٌ بأهل البيت وعفتهم وطهارتهم..!!
(( الجليله السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) كانت جالسة عند ابيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
اذ استاذن عليه ابن مكتوم - وكان رجلا أعمى قد فقد بصره - وقبل ان يدخل على النبي صلى الله عليه وآله
قامت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وغادرت الغرفة وعندما انصرف ابن مكتوم عادت السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) لتدخل على ابيها مرة ثانية...
وهنا سألها النبي صلى الله عليه وآله عن سبب خروجها من الغرفة مع العلم ان ابن مكتوم لا يبصر شيئا ...
سألها النبي صلى الله عليه وآله عن السبب - وهو يعلم ذلك - لكي تجيب بدورها على هذا السؤال ويكتب التاريخ هذا الحوار الايماني ليبقى مثالا رائعا طوال الحياة.
فقالت ( عليها السلام ) : ان كان لا يراني فانني اراه ، وهو يشم الريح - اي يشم رائحة المرأة - .
فأعجب النبي الاكرم صلوات الله عليه وعلى آله بهذا الجواب - الذي يتفجر عفة وشرفا - من ابنته الحكيمة ، ولم يعاتبها على هذا الالتزام الشديد بالحجاب ، بل شجعها وأيدها وقال لها : أشهد انك بضعة مني
هذا لا يعني أن كشف الوجه هو أفضل وأحصن للمجتمع من ستر الوجه
وأسأل المولى تبارك مجده أن يوفقنا لإتمامه خدمةً لعباءة مولاتي سيّدة الطهر والعفاف الزهراء الحوراء (فديتها بنفسي) وحباً لها ونصرةً لشخصها الكريم الذي هو عندي أعزُّ من روحي ووالديّ وأهلي