من المنطقي أن يشعر النمل بالبرد، فكغيره من الكائنات الحية لديه دماغ يحتوي على عدد هائل من الخلايا العصبية، وهو ما يساعد في التعبير عن استجابة الكائن الحي للظروف المحيطة سواء تجاه درجات الحرارة أو الشعور بالتهديد، وغيره. وهو ما يعني أن النمل يتفاعل مع ظروف البيئة المحيطة، فنلاحظ خلال فصل الشتاء اختفاءه تقريبًا وهو ما تتم ترجمته بالبيات الشتوي.
التفاعل مع انخفاض درجات الحرارة يتوقف على نوع النمل
يوجد أكثر من 12 ألف نوع مختلف من النمل، وكل منها يعيش في بيئة متفاوتة من حيث الجغرافيا ودرجات الحرارة، والطبيعي أن يكون تفاعله مع الحرارة سواء برد أو حر متفاوتًا.
ومع انخفاض الحرارة لدرجة التجمد تكون لدى النمل استراتيجيات مختلفة
الاختباء تحت الأرض
يحاول نمل الخشب أو الفورميكا التأقلم عبر تكييف جحوره بما يساعد على تنظيم درجة الحرارة الداخلية، فأكوام الرمل تعمل على تجميع أكبر قدر من الطاقة الشمسية لزيادة درجة حرارة الجحر في الداخل، وحين يفقد الحرارة يتراجع النمل تحت الأرض بحثًا عن الدفء.
الاختباء في الخشب
هناك استراتيجية أخرى يتبعها النمل الحفار الذي يعيش في الخشب نفسه، فيعمل على التأقلم مع انخفاض درجات الحرارة من خلال عملية اسمها الكُمُون، حيث يكون هناك تباطؤ في عملية الأيض، تتوقف الملكات عن وضع البيض، أما النمل الشغال يطور أجسامًا دهنية كبيرة. بينما يقضي نمل شجرة البلوط الشتاء داخل البلوط نفسه، حيث يعمل هذا النمل الصغير على تشكيل مستعمرات صغيرة.
نمل الشتاء
هناك نوع نمل يتأقلم مع فصل الشتاء، يُسمى ” Prenolepis” وينشط من شهر نوفمبر حتى شهر مارس، ويعمل على تجميع المؤونة، ثم يختفي في جحوره لغاية الخريف القادم.
نمل المناطق الحارة
أما النمل الذي يعيش في المناطق الاستوائية أو المناخات الحارة، لا يستجيب لبرد الشتاء، لكنه يتفاعل مع مواسم الجفاف بالاختباء في جحور بأنظمة مطورة تساعد على التهوية.