ربما شاهدت في صغرك في الرسوم الكرتونية طوابير النمل التي تتحرك بكل ترتيب ونظام حاملة أوراق الشجر فوق ظهورها، وقد اعتقدت أنه جزء من التصورات الخيالية، إلا أن ذلك حقيقة وليس خيالًا. فهل تعرف ما الذي يفعله بـ أوراق الشجر ؟
يُسمى ذلك النمل بـ “النمل قاطع الورق” إنه لا يحمل ذلك الورق عبثًا أو احتماء من الشمس أو المطر، إنه سلوك ذكي يدل على مدى انتظام مملكته. قد تعتقد أن الإنسان وحده من يقوم بأنشطة الزراعة، لكن ذلك غير صحيح، فيحمل النمل الورق كنوع من الزراعة.
يقوم النمل بقطع أوراق الشجر وامتصاص العصارة للحصول على الطاقة لكنه لا يأكلها، تذكر فهو الآن يعمل بالزراعة، حيث يستخدمها في غرض في غاية الأهمية، ثم يعمل على نقلها لمكان آخر.
لا يقوم النمل بحمل ذلك الورق على ظهره، فهذه الكلمة تُستخدم مجازًا، إنما يحملها بين أسنانه. تعادل حمولة هذه الأوراق بالنسبة للإنسان 273 كيلوجرامًا. يصل النمل بالأوراق لجحوره تحت الأرض، ويقوم بتنظيفها وسحقها إلى أجزاء صغيرة، وترتيبها في أكوام، ثم يقوم بتسميدها بفضلاته ثم يوزع ما يشبه البذور. ينمو منها الفطر بعد فترة، وهي فطريات مغذية لصغار النمل وجميع من في المملكة، وبهذه الطريقة يضمن النمل التغذية المستمرة.
للإنسان الزراعة هي مصدر الحضارة، والشيء ذاته للنمل، فتحت الأرض هناك مزارع ضخمة من الفطر والتي تشكّل مدنًا حقيقية. النمل قاطع الورق لديه تقسيم معقد من العمل مختلف عن أنواع النمل الأخرى، فهناك نمل نحيل، وآخر كبير، وجنود بطول نصف بوصة لحماية المستعمرة. يعمل نمل الورق في الليل، وخلال ساعات قليلة ينجز مهمته. الترتيب في مملكة النمل لا يعادلها ترتيب في أي مكان آخر، فهل نقتدي نحن البشر بنظام حياة تلك الكائنات المجهرية؟