كنْتُ حزيناً كالغيم
كنتُ جالساً على احدى التلالِ القريبةِ من بيتِنا
وهي مطلةً على نهرٍ صغيرٍ ..
في مساءٍ غائمٍ .
كنتُ حزينًا كالغيمِ ..
كلما اشتدَّ الزمانِ , وتكالبتْ الاحزان ,.
وازدادتْ الهموم ..... مطرتُ كالغيوم ..
ودمعتي الم .
(( لا تعرفُ الجفاء ))
(( لا تُخلَقُ الدموعُ من مبدأِ العدم ))
ولكثرةِ الجراح فالقلبُ مُهتَضم ..
لانني اعيشُ في عالمٍ غريبٍ ..
لا يوجد الصديق ... لا يوجد القريب ... لا يوجد الحبيب ...
فوحدتي الصديق والقريب والحبيب ...
فقدتُ الاملَ .
وها انا اَهِيمُ .. في هَبَّةِ النَسيم .
ولا ازال اُفكر الى متى ابقى وحيد ....؟
ومتى يتغيَّرُ الزمان ِ.؟
لمن احكي ؟ ولمن اشتكي ؟ وعلى من ابكي ؟
من يستحقُّ الدموعَ ؟
واذا بِلَحَضاتٍ تَمُرُّ ...
احسستُ بثُقلٍ حطَّ على كَتِفِي وقَفَ ولمْ يتحرك ...
احسستُ كانَّها اطرافُ اناملٍ ..
رقيقةٍ عطوفٍ اُرْسِلَتْ اليَّ من السماءِ ...
برأفةِ الرؤوفِ .
لتمسح على كَتفي وتمحي الاحزان ..
وتُزيح عن صدريَ سحابةَ الهمومِ ..
فشدَّني البكاءُ لشدَّةِ الفرحِ ..
لانني لم اعدْ وحيد ....
وبجانبي رفيق ..
يكونُ لي انيس , في وحشةِ الطريق ..
طريقُ الحياةِ المُرِّ العَصيبِ ..
تحركتْ الاناملُ وكأنَّها تعزِفُ على كتفي ,
سمفونيةً غامضةً بحركاتٍ مُبهَمةٍ ..
بصوتٍ مهموسٍ بالكادِ اسمعهُ .
اقتربتْ من اُذُني فاَحسَستُ بنعومةٍ داعبتْ اعصابي ,,
جرَّتني على الضَحِكِ بصمتٍ ...
خوفاً من انْ يرتفعُ صوتيَ واُغضِبُ صاحبَ اليدِ الرقيقةِ ,,,
وجَّهْتُ نَضَري بِبُطءٍ وهدوءٍ لارى من هوَ ,,
واذا بهِ قد ابتعدَ فجاةً عندما نضرَ الى عينيَّ المملؤتينِ بالدموعِ ..
وجدُتها (( عُصْفُورَةً صَغِيْرَةً )).
نَضَرْتُ الى السماءِ لفترةِ وجيزةٍ وابتسمتُ ...
وعُدتُ الى البيتِ عندما حلَّ الظــلامِ .
بــقــــلــمـــــــــــي